المصرى اليوم
الشيخ سليمان يحدثكم عن الصحراء الغربية: كانت الظباء تتفسح فى المنطقة.. ومن يوم ما شفناكم راح الغزال كتب محمود البرغوثى 9/ 7/ 2012 |
لم نكن نعرف عن الزراعة شيئا، سوى أن الأرض تنبت الكلأ كى يعيش عليه «حلالنا». تلك كلمات الشيخ سليمان شحات موسى الشيخ، أحد كبار عائلة الشيخ، التى تنتمى لقبيلة الجوابيص، الكفة الثانية فى ميزان أعراب الصحراء الغربية، حيث يمثلون هم وعائلات قبيلة «أولاد على» كتيبة حراسة البوابة الغربية لمصر. يقول الشيخ سليمان إنه عاصر الغزال والظباء تتفسح فى المنطقة التى تكاثرت فيها عائلته وعائلات أخرى من أبناء عمومته، «أبوهيسة»، و«الدبيكى»، و«الجربوع»، و«جنيش»، و«عويان»، و«زموط»، و«كيلانى» و«بحير»، حيث كانت محمية طبيعية من حدود المنوفية حتى «جغبوب» التى انضمت إلى ليبيا فى عهد السادات، «ومن يوم ما شفناكم راح الغزال». يترحم الشيخ سليمان على تاريخ عائلة محمد على باشا، التى اهتمت بالزراعة كثيرا، ويذكر منهم الأمير عمر طوسون، الذى اهتم بقبائل الأعراب مطلع الثلاثينيات، «من يوم ما وعيت لقيت أهلى بيشربوا من بير عليه اسم الأمير عمر طوسون بتاريخ 1931»، ومن عشرين سنة سمعنا عن ترعة للمنطقة، وطلع كله كلام فى كلام. يضيف الشيخ سليمان أن البئر التى تخصهم بجوار غابة الصداقة اليابانية فى نجع «الجعار»، كانت الأكثر عذوبة، وافتتحها الأمير عمر طوسون باشا بعد مولده بعام واحد. ما يذكره الشيخ سليمان للأمير عمر طوسون أيضا، أنه كان ينقل الإعانات المصرية إلى جغبوب بواسطة «الإبل»، وحين التقى رجلين من عائلة الشيخ، هما: رضوان وثعيلب، أخبراه بأن عائلاتهما يشربون من عيون أرضية مياها آسنة، فأمر بحفر الآبار السبع، التى تحمل أثر توقيعه حتى اليوم، وفشلت دولة مبارك فى إحيائها أو الاهتمام بها كأثر تاريخى. بدأت الزراعة فى قرية الجعار وأولاد الشيخ، وفقا للشيخ سليمان، قبل نحو 20 عاما، حين عرفت الحكومة الطريق إلى خيامهم، وبدأ رجالها فى حصر الأراضى ورفع مساحاتها والكشف عن المياه الجوفية فيها، وهنا شعر الأعراب بقرب مجىء الغزاة من الحضر، ففطنوا إلى ضرورة زراعة مساحات صغيرة كى يتملكوها، بعد أن حرسوا أكثر من مليون فدان آلاف السنين. |