خلال الشهور الماضية ، خاصة بعد سقوط النظام الليبى ، تم تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة المتنوعة إلى مصر ، على إعتبار إن بلادنا أصبحت سوقا رائجا للسلاح والمخدرات ، بسبب حالة الإنفلات الأمنى التى سادت مصر المحروسة بعد الثورة ، ولكن تراجع هذا الإنفلات الأن بشدة ، وإن كنا لم نتعاف أمنيا كما ينبغى ، رغم عودة معظم قوات الشرطة إلى العمل ، بدليل حالات الضبط المتواصلة لشحنات مخدرات وأسلحة خلال الفترة الماضية ، وضبط العديد من كبار مهربى وتجار الأسلحة والمخدرات ، بصفة مستمرة وحتى أمس الأحد 20 مايو.
فقد ضبطت إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع قوات الأمن المركزى أمس ، تشكيلا عصابيا خطيرا تمكن من تهريب شحنة أسلحة متطورة إلى مصر ، بعد مطاردة وعدة أكمنة على طريق بورسعيد – الأسكندرية الدولى ، وقد تم ضبط كمية مهولة من الأسلحة ، ضمت – لأول مرة - صواريخ جيراد ومدافع م . ط المضادة للطائرات ، وأخرى مضادة للدروع والأفراد ، بالإضافة إلى مدافع أر . بى . جى الفتاكة ، وألاف الطلقات والذخائر .
ومنذ خمسة أيام ، وتحديدا يوم الأربعاء الماضى ، تم ضبط شحنة مماثلة من الأسلحة والذخيرة ، ولكن بدون صواريخ ، ولكنها حوت مدافع جيرينوف سريعة الطلقات ، وغيرها من الأسلحة " الثقيلة " ، بالإضافة إلى قذائف خارقة حارقة .
وهناك عشرات من شحنات الأسلحنة التى تضبط شهريا بواسطة قوات حرس الحدود ، وبالتعاون مع قوات أخرى ، وهذا ليس بجديد أو غير متوقع ، ولكن الجديد هو ضخامة كميات الأسلحة التى يتم ضبطها على فترات قصيرة ، ونوعية تلك الأسلحة ، وتطورها ، وإغراق السوق المحلى بها ، وعرضها للبيع على المواطنين – المجرمين – أو إمداد جماعات معينة بها من اعداء الوطن ، ولاسيما إن تلك الأسلحة يتم تسليح الجيوش بها وليس الافراد العاديين ، إلا إذا كانوا من عتاة الإجرام أو مخربين أو متأمرين يستهدفون هذا الوطن ويسعون إلى النيل من إستقراره ، وتقويض تجربته الديمقراطية الجديدة .
قد يكون منطقيا أن يتم تهريب تلك الأسلحة بواسطة كبار تجار المخدرات ، على إعتبار سابق خبرتهم فى تهريب المخدرات عبر الدروب الوعرة والطرق الصحراوية السرية ، ولكن ماذا سيفعل هؤلاء التجار بصواريخ جيراد والمدافع المضادة للطائرات ومدافع الأربيجيه ، والطلقات الخارقة للدروع والتحصينات ؟
لوكان هناك تطورا نوعيا فى أساليب تهريب المخدرات ، لدرجة تصل إستعمال تجار الأسلحة والمخدرات لأسلحة متطورة وثقيلة – قياسا بكونها تستخدم ضد الشرطة والمدنيين، وليس ضد الجنود فى ساحة الحرب – فلابد أن يتصدى لهم الجيش للقبض عليهم ، ومحاكمتهم عسكريا ، أو تصفيتهم ، لأنهم يمثلون خطرا شديدا على الأمن القومى المصرى .
ولكن لوكانت شحنات الأسلحة المتطورة تلك ، قد دخلت مصر فى هذا التوقيت ، بواسطة هؤلاء التجار ولمصلحة اخرين مجهولين ، سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو منظمات أو حركات أو إئتلافات ، فلابد من الكشف عنهم فورا ، وتسليط الضؤ عليهم ، والتحقيق معهم ، ومحاكمتهم محاكمة فورية لكشف أبعاد مخططاتهم ، وهل يسعون إلى تحويل مصر إلى ليبيا أو سوريا أخرى ؟ .
ام إن تلك الأسلحة هى للإستهلاك المحلى فقط ، خاصة بعد إستفحال جرائم المخدرات والبلطجة فى الفترة الأخيرة ؟ مما يتطلب خططا أمنية غير تقليدية وتسليح شرطى غير عادى ، ومعدات وإمكانيات أمنية غير مسبوقة ، لمواجهة المجرمين الجدد ، المسلحين بالجيريوف والأربيجية والصواريخ جيراد .
أخشى أن تسفر النتائج الرئاسية عن رئيس جمهورية منتخب ، لايعجب البعض ، وتعود مليونيات التحريرمرة أخرى ، للمطالبة بسقوط الرئيس " المنتخب " قبل توليه السلطة ، ويضطر الجيش للتدخل بعنف أحيانا لحماية الشرعية ، ويلعب " اللهو الخفى " دوره المعتاد ن وتحدث الوقيعة بين الجيش والشعب – لاقدر الله - .
فهل الأسلحة المتطورة التى تم ضبطها ، وغيرها المخبئة التى لم يتم ضبطها ، تم تهريبها إلى مصر ، كى تستخدم ضد الجيش المصرى ؟ وهل اللعبة الاخيرة " للهو الخفى " هى الرهان على حرب أهلية يتورط فيها الجيش ؟ إن مخاوفى هى مجرد مخاوف مشروعة ، أو " أضغاث أحلام " ؟!
حمدى البصير
Elbasser2@yahoo.com