مصطفي الفقي: الدولة حساسة تجاه بناء الكنائس لأنها تخشي تغيير هويتها الإسلاميةا

في الخميس ٠١ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

«نشر هذا الكتاب سلاح ذو حدين لأنه منشور تحريضي يقول للأقباط إن تاريخكم حافل بالاضطهاد من قبل المسلمين» هكذا قيم الدكتور مصطفي الفقي كتاب «أقباط ومسلمون» لجاك تاجر في الندوة التي عقدت أمس الأول بهيئة الكتاب لمناقشة الكتاب.

لم يكتف الفقي بتصنيف الكتاب علي أنه منبع للسموم يظهر التاريخ وكأنه عدوان من طرف واحد ولكنه في الوقت نفسه اعتبره يفتقد إلي الموضوعية واتفق معه في هذا التقييم المؤرخ قاسم عبده قاسم الذي أكد أن الكتاب يفتقر إلي الأسس العلمية وعلق الفقي علي الكتاب بأنه أضاع نصف عمره وهو يقرأه ويحلله ولكنه في نهاية المطاف وجده كتاباً سياسياً بالدرجة الأولي أقرب إلي نشرات الاستعلامات.

وقال الفقي إن المؤلف يتجاهل بتعمد الأحداث التي تعاون فيها الأرثوذوكس مع الفتح الإسلامي لأنه طبقأ للفقي كان الكتاب يصور للأقباط أن عمرو بن العاص داس علي زر فتحولت مصر إلي الإسلام،وهذا ما أعتبره غير صحيح لأن المصريين استغرقوا وقتاً طويلاً حتي اقتنعوا بالإسلام، وأضاف أن استشهاد المؤلف بالنصوص القرآنية هو استشهاد انتقائي لخدمة ادعاءات الاضطهاد.

واعترف الفقي بأن العلاقة بين المسلمين والأقباط لم تكن وردية علي طول الخط لأن الحكم العثماني بدأ في الضغط علي الأقباط وكثير من المظالم وقعت عليهم وأضاف أن هذا طبيعي لأن الأقلية تعاني من الأغلبية.

وأشار الفقي إلي الحديث الذي جمع بينه وبين لويس عوض والذي كان فيه الثاني دائم الحديث عن أن عبد الناصر كان يتنصت علي ما يجري في الكنائس» فرد عليه الفقي قائلا «وهذا ما كان يحدث أيضا في المساجد» وبرر الفقي قوله بأنها كانت حالة عامة لدي عبد الناصر بمراقبة الكل ولم تكن مقصورة علي الأقباط.

واعتبر الفقي أن المشكلة الحقيقية للاحتقان الطائفي تتلخص في بناء الكنائس، معتبرا أن الأقباط لديهم حقوق قانونية في بنائها ولكن لجوءهم إلي استخدام وسائل غير قانونية يؤدي إلي الاحتقان من جانب المسلمين.

واعترف الفقي بأن قانون دور العبادة الموحد سيعطل بناء الكنائس قائلاً: «ده كلام باقوله ما حدش يقدر يقوله غيري » وكشف في الوقت نفسه عن أن الدولة حساسة تجاه بناء الكنائس والتوسع فيها لأنها تخاف من تغيير الهوية الإسلامية للبلد، معترفا بأن الأقباط لديهم الأموال الكافية لبناء كنيسة في كل قرية ولكنه اعترف في الوقت نفسه بأن 50 % من الكنائس بدون ترخيص، مضيفاً: ولكنني لا أقدر أن ألوم الأقباط علي ذلك.

كما طالب الأقباط بعدم تحميل كل مشاكلهم علي شماعة النصرانية « علي حد قوله ـ قائلاً «دايما الأقباط بيشتكوا أن الدولة تتجاهلهم في السلك الدبلوماسي ولكننا كنا نجري اختبارات ولم يتقدم أي قبطي لدرجة كنا بنلف عليهم علي الكنائس حتي يحضروا الاختبارات ».

وأرجع الفقي الاحتقان الطائفي إلي بداية عصر السادات وفي مقارنة بينه وبين عبد الناصر قال الفقي «عبد الناصر كان قافل بق الجميع مسلمين وأقباطاً ولكن السادات عندما تولي الحكم قال أنا حاكم مسلم ومن هنا اختفت الشخصية السياسية لعبد الناصر التي كانت تلجم الجميع.

ووصف الفقي عبد الناصر بأنه كان حاكماً ذا مظاهر علمانية وهذا ما برر وقوفه ضد الإخوان لأنه حارب مع الهند البوذية ضد كشمير ومع اليونان الأرثوذكس ضد الأتراك في قبرص، موضحاً أن عبد الناصر يمكن مقارنة علمانيته بمحمد علي، كما دعا الفقي إلي إلغاء خانة الديانة لأنها تصرف غير عصري، كما لفت الفقي إلي أن الاحتقان الطائفي واللجوء إلي الدين يأتي في لحظة تكون فيها كل المشاريع السياسية قد فشلت، ودلل علي ذلك بواقعة ظهور العذراء بعد حدوث النكسة بأسابيع، لافتا إلي أن المصريين الأقباط كانوا في حاجة إلي التمسك بالدين بديلاً عن المشروع الاشتراكي الذي أثبت فشله ومحاولة للخروج من الهزيمة.

اجمالي القراءات 4371