بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا
نتدبر في الآيات التي تخبرنا عن افراد من الجن الذين استمعوا لهذا القرآن و اُعجبوا به ثم تحدثوا فيما بينهم عما جاء في هذا القرآن و ما كان يجب عليهم ان يُدركوا .
و ثم تحدثوا عن سفيه لهم الا و هو الابليس الذي هو مشهورٌ عندهم و هو سبب تضليل اناس منهم.
الحقيقة هذه الآيات من المحكمات و ليست بحاجة لأي تفسير و جذبتني شفافيتها و الاخبار التي جاءت هنا تُخبرنا عن الجن الذين خُلقوا قبل الانس بآلاف السنين او اكثر .
لانشك ابداً بأن الجن خلقهم الله تعالى قبل ابينا آدم و احدهم كان في ملأ الملائكة حين أمر الله تعالى بالسجدة لآدم و استكبر ذلك الجني و قال بأنه خيرٌ من آدم الذي خُلق من طين و هو مخلوق من نار.
ذلك الجني استكبر ثم يئس من الرحمة و كان اولى به ان يستغفر و يتوب كما فعل آدم عندما عصى ربه .... على كل حال لايهمني الآن ذلك الجني الذي لعنه الله تعالى بسبب تكبره و اصبح عدو الإنس و الجن معاً لأنه حاول و يحاول ان يجمع عدد اكبر من الجنود بين الإنس و الجن ليصد عن سبيل الله و هو يكره ان يُعبد الله تعالى نعوذ بالله تعالى من شره.
ذكرت قصة ذلك الجني لأن قصته تذكيرٌ بأن الجن خُلقوا قبل الإنس بل تقدموا في علوم كثيرة منها علوم الفضاء و ايجاد محطات فضائية و اكتشافات أخرى.
يقول احدهم:
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
انهم توجهوا نحو السماء و بتقنيات علمية مدروسة بدقة تفوقوا على صعوبات العروج .
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا.
و ايضاً استطاعوا ان يبنوا محطات فضائية لرصد الأصوات الكونية و اكتشاف المزيد من العلوم رغم صعوبة الحال.
هنا بيان كاف لتقدم الجن و مملكة الجن و لكن للاسف اشغلونا بحكايات كالتي في قصص علي بابا و سندباد !
و ايضاً في هذه السورة بيانٌ دقيق لإثبات ان الجن ليسوا من سكان كوكبنا بل هم خارج الأرض:
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا.
هم ليسوا من كوكب الأرض و يزورون كوكبنا بين حين و آخر كما جاؤوا حين نزول القرآن و أُعجبوا به.
لو كانوا من سكان الأرض لماقال احدهم :
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى،.... الاحقاف الآية 30
الجن لم يزوروا كوكبنا في حياة المسيح عيسى بن مريم و لا حتى بعده حتى جاء نبي آخر و هو محمد .
ربما الابليس هو من اشغلهم عن زيارة الأرض بحيل كثيرة منها مثلاً أشغلهم بعلوم و اكتشاف كواكب أخرى بعيدة عن الأرض أو بانشغالهم بالمطربات و المغنيات و الممثلات! كما نرى في الارض كيف تُقام حفلات غنائية و اعلانات ضخمة لانشغال الناس حتى يتم ذبح شعب في اماكن أخرى والله المستعان! و هكذا نرى في كوكبنا حفلات خاصة لانتخاب ملكات الجمال او ستار آكادمي أو شاعر المليون وووو !!!
ربما بتلك الحيل انشغل الجن و لم يأتوا ليكتشفوا بأن قرآن أُنزل من بعد عيسى و ربما ايضاً هناك سرٌ خاص يحتفظ به ابليس اللعين لنفسه و لايعلم سوى الله الواحد القهار الذي لايخفى عنه شيئ في الارض و لا في السماء.
و ايضاً مما يتبن لنا هو ان الجن ليسوا كلهم من اتباع الابليس :
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا.
و الصالحين من الجن تماماً كالصالحين من الانس لايتدخلون في ما لايعنيهم او لايضرون احد بل يبحثون عن الخير او العلوم النافعة لهم دائما .
اذكر مرة أخرى بان الجن خُلقوا من نار اي ليسوا منشأهم كوكب الارض بل هم وُجدوا في كوكب ناري و اصلهم من نار و هم مختلفين تماماً عنا في الخلق و في حاجياتهم و ليسوا كما قيل لنا بأنهم يأكلون بقايا الطعام التي يُرمى في النفايات!
انهم مختلفون.
نبي الله سليمان و ابيه داود هما الذين استطاعا ان يتواصلا مع الجن ذلك لأنهما آتاهما الله تعالى زبور و زبور داود كان مختلفاً عن بقية كتب النبيين و الرسل و هذين النبيين تعلما الكثير من العلوم و تقدموا على الجن ايضاً حتى استطاع سليمان ان يستخدمهم في مملكته :
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ. سوره سبأ.
و كان عندسليمان الملك وزيراً من الجن أيضاً و هو الذي قال باستطاعته ان يأتي بعرش ملكة سبأ قبل أن يقوم الملك سليمان من مقامه ! بتلك السرعة!
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( 39 ) .سوره النمل
و لكن نجد بأن وزيراً آخر عند سليمان استطاع أن يأتي بعرش الملكة بسرعة الضوء! ( ... قبل ان يرتد اليك طرفك ... الآية )
لأنه كان عنده علم من الكتاب.
السؤال الذي اشغلني هو: كيف استطاع الجن ان يصلوا الى تلك العلوم المتقدمة و التي الآن البشر اصبحوا على ابوابها؟
اجد جوابي من كتاب الله تعالى بأن الجن استطاعوا ان يتقدموا في العلم لأن خلقهم سبق خلقنا و لأن الله تعالى اراد ذلك كما نرى ارادة الله تعالى عند البشر في تقدم العلوم لدى البشر و الله تعالى اخبرنا مسبقاً بأن يوماً سيتحد عالمي الجن و الانس في علوم الفضاء :
يا معشر الجن و الانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات و الارض لاتنفذون الا بسلطان... سوره ي الرحمن.
لكن الله تعالى ذكر الانس بعد الجن و ذلك لأنهم سبقونا و استطاعوا ان يبنوا قواعدهم الفضائية في السماء و الانس الآن لديهم بعض قواعد متواضعة لرصد الأصوات الكونية و كشف الحياة في كواكب أخرى!!
اشعر باسف حين اقارن بما اخبرنا الله تبارك و تعالى عن تقدم الجن و بما اخبرنا مشايخنا بأن الجن يعيشون في اماكن المهجورة و لو القيت حجراً ربما تجرح احدهم فينتقم منك او من ابنك!!
للاسف لم يفرقوا بين عالم الجن و مملكتهم و الشيطان الذي يتخذ من الانس و الجن جنوداً له .و شياطين الانس اكثر سلطة من شياطين الجن كما نرى و نشاهد الآن .
و لكن نعلم ايضاً بان عالم الجن المتقدم يسطير على عالم الانس بطرق خاصة فمثلاً باستطاعتهم ان يراقبوا كوكبنا دون ان نكتشفهم او ان تكشفهم الرادارات الأرضية.
وانهم بلاشك منذ آلاف السنين لديهم الهواتف و الاجهزة الالكترونية المتقدمة و يُرسلون الامواج الخفية دون ان نكتشفهم:
انه و قبيله يراکم من حيث لاترونهم.. الآية
سبحان الله
و اخبرنا ربنا بأن هناك امواج خفية ( الوسواس الخناس ) التي توسوس في صدور الناس من الجنة و الناس.
و الآن لسنا بصدد شرح تلك الامواج الخفية التي اصبحت احياناً غير خفية! و توسوس صدور الناس و تُبعد الناس عن المنهج الرباني.
اخبرنا الخبير بأحوال الجن كاملة لكي ننتبه و لكن التعاليم التراثية غطت على تعاليم الكتاب و جعلتنا نظن بأن الجن خلقٌ حقير كسفيههم ابليس الذي ليس لديه هدف سوى تضليل الناس و ادخالهم الجهنم معه .
رغم ان الجن خلقٌ خُلقوا لعبادة الرحمن و الصالحين منهم قالوا:
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا. سوره جن
نعم مثلنا تماماً مستغربين مما يدور في العالم من الشرك و الظلم ! و يتسائلون: لماذا!؟
ناس الجن مثلنا ربما يضلهم كبرائهم و مشايخهم و احبارهم او اصحاب السلطة و يبتعدوا عن الهداية او يصبحوا مذاهب و ملل يكفر بعضهم بعضا كما نرى بان عدد من الجن كفروا بتعاليم شيخهم السفيه الاكبر ابليس! و هكذا سيكفرهم هذا الحبر السفيه و اتباعه!
الجن ربما تشغلهم امور و علوم عن ذكر الله كما هو الحال عندنا و نرى احياناً علماء يكرهون الدين و يعتبرون الدين تخلف!
لكن لاننسى ابداً بان لدى الجن تقنيات خاصة يستطيعون بها مشاهدة عالمنا الارضي بكل تفاصيله الآن و يتواصلون شياطين الجن مع شياطين الانس : ...ان الشياطين ليوحون الى اوليائهم .... الآية
و حذرنا ربنا منهم : ... انه و قبيله يراکم من حيث لاترونهم.... لكي نبحث عن السلامة بواسطة الالتزام بما انزل الله تعالى في كتابه و لا بالانشغال بما يوسوس في الصدور من اقاويل و الروايات التي جعلت الناس تخاف الجن و يستعيذوا بهم!
و ان رجالاً من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ... الآية
علينا ان لانخشاهم لان الخوف من غير الله تعالى ايضاً من انواع الشرك و من اشرك بالله فقد حبط عمله و جعل للشيطان له سبيلا.
و كلمتي الاخيرة هنا هي ...
ربما الأطباق الطائرة تأتي من كوكب النار او كوكب الجن و الى الآن لم يستطع الانس ان يكتشف او يمسك بأي منهم ... و هم سيواصلون الاتصال بنا بعيداً عن السفيه ابليس اللعين و يوماً ما سيكون اتصالهم بكوكبنا اكثر احتراماً حيث يُرسلون نداء من جهات رسمية عندهم الى الأرض لزيارة رسمية تجتمع فيها محطات اخبارية من عالمي الانس و الجن!
سبحان الذي خلق عوالم مختلفة . خلق الجان من مارج من نار و خلق الانس من صلصال كالفخار و خلق الملائكة اولى اجنحة مثنى و ثلاث و رباع و يزيد في الخق مايشاء و خلق الروح الذي ما اوتينا من العلم الا قليلا و الروح فوق الملائكة و الناس و هو الذي يبلغ الوحي الهي الى من ارسله الله تعالى اليه من الملائكة و البشر.
و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلامٌ على المرسلين و الحمدلله رب العالمين