طه حسين و الشعر الجاهلي
إعجاز القرآن الأدبي ثاني أكبر خرافة في التاريخ الإنساني

م.صهيب نور في السبت ١٤ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

إعجاز القرآن الأدبي ثاني أكبر خرافة في التاريخ الإنساني

 

  • بعد أن خلق الله تعالى الكون خلق معه مجموعة كبيرة جداً من القوانين سماها مجتمعة (أم الكتاب) و جعل الكون يسير بناء على جزء قليل من هذه القوانين و هي القوانين التي يسير عليها الكون منذ بداية نشوئه إلى قيام الساعة (القوانين المألوفة)

 

  • أم الكتاب تحتوي على نوعين من القوانين: قوانين مألوفة و هي التي يسير عليها الكون منذ نشأته حتى انتهائه، و قوانين غير مألوفة مما لا يسير الكون على أساسها.

 

  • و بعد أن ظهر في الكون عدد من الإنس و الجن الضالين، أرسل الله تعالى رُسُلاً و صاغ لهم أجزاء من أم الكتاب على شكل لغة أقوام الرسل، و كي لا يلتبس الأمر على الأقوام فيظنوا أن الكُتُبَ الإلهية التي يحملها الرُسُل هي من تأليف الرسل أنفسهم أو من تأليف مخلوقات يتعانون معها، فقد أنزل الله تعالى مع كل رسول قانوناً أو مجموعة من قوانين أم الكتاب الغير مألوفة مما لا يسير الكون يسير على أساسه، فعيسى - عليه السلام -  مثلاً أنزل الله تعالى معه تسع قوانين من قوانين أم الكتاب الغير مألوفة.

 

  • في يوم ما أنزل الله تعالى قانوناً غير مألوف من قوانين أم الكتاب فمَسَخَ اللهُ تعالى بعض بني إسرائيل إلى قِرَدة و خنازير. و لكن بنزول القرآن فلن نجد أحداً منهم ولا من غيرهم يُمسخ إلى قرد أو خنزير.

 

  • حين أُريدُ الاستدلال على أن القرآن من عند الله تعالى فهذا مَثَلاً عند إجهاد نفسي في إثبات أنني موجود. و بحثٌ من هذا النوع ليس إلا إضاعة للوقت و الجهد بلا أي فائدة تُذكَر. لذا فإن الله تعالى يقولها بكل وضوح و إحكام (و ما كان هذا القرأن أن يُفترى من دون الله و لكن تصديقَ الذي بين يديه و تفصيلَ الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)

 

  • في بدايات نزول القرأن لم يكن محمد عليه السلام يعرف الكتب الإلهية و الإيمان، فكانت ظاهرة غريبة بالنسبة له (ما كنتَ تدري ما الكتاب و لا الإيمان، و لكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا لتُنذِرَ يوم التلاق فريقٌ في الجنة و فريق في السعير) تكشفُ لنا هذه الآية الكريمة حقيقة الأكذوبة القائلة بأن النبي كان على علاقة بالنصراني ورقة بن نوفل قبل نزول القرآن،و تقول الأكذوبة بأنه عليه السلام بعد أول لقاء – مزعوم – بجبريل عليه السلام التقى بورقة ابن نوفل و حدثه بما حصل معه فقال له ورقة (إن هذا هو نفسه الناموس الذي نزل على موسى)

الناموسة التي اختلقت هذه الأكذوبة لا تدري أن موسى لم ينزل عليه ناموس. موسى قد كلمه الله تعالى تكليماً، فكان من الرسل الذين أُوحي إليهم بطريقة مباشرة (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) فالأمر بالنسبة لموسى مختلف تماماً عنه بالنسبة لمحمد عليهما السلام. فتكليم الله تعالى لموسى كان تكليماً مباشراً من وراء حجاب، أما محمد فأرسل إليه الله تعالى رسوله جبريل عليه السلام ليوحي إليه القرآن.

 

  • كلابُ بني إسرائل الضالةُ كان منها من يعيش بين العرب في جزيرتهم وقت نزول القرآن، و لكنهم لم يكونوا يُظهرون شيئاً من التوراة للعرب (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)(آل عمران93). فكانت حقيقة إرسال الله تعالى للرسل البشر حقيقة غائبة عند العرب خاصة و أن إبراهيم عليه السلام وقت رحلته إلى الجزيرة العربية لم ينزل عليه كتاب، فَصُحف إبراهيم نزلت عليه قبل رحلته إلى الجزيرة العربية، و قد كانت خاصة بقومه عَبَدةِ الأوثان. و عندما شرع الله تعالى له جزءاً من أم الكتاب (ملة إبراهيم المتمثلة في التوجه للقبلة و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج) كانت هذه القوانين قوانين عملية نزلت بلا كتاب. مما دَفَعهُ عليه السلام لدعاءِ ربه تعالى بأن يُرْسِل في ذريته رسولاً يتلو عيهم جزءا من قوانين أم الكتاب المألوفة ليتعرفوا على حقيقة هذا الكون. فاستجاب الله تعالى دُعاءهُ و قرر إرسال رسول من ذرية إسماعيل بالقرآن الكريم. لذلك كانت ظاهرة إرسال محمد عليه السلام بالقرآن ظاهرة جديدة غريبة على العرب (أبعث الله بشراً رسولاً) (و قالوا مالِ هذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق لولا أُنْزِلَ إليه مَلَكٌ فيكونَ معه نذيرا)(و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)( و قالوا لولا أُنزل عليه مَلَك)(قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء مَلَكاً رسولا)

 

  • بعد صدور هذا القرار الإلهي أخبر الله تعالى بني إسرائل في التوراة و الإنجيل بذلك القرار الإلهي و بأنه حَدَثَ بناءً على دُعاء جدهم إبراهيم، و لأن بني إسرائيل ليسوا من ذرية إسماعيل بل من ذرية إسحق بن يعقوب بن إبراهيم فحسداً منهم للعرب أبناء إسماعيل قاموا بطمس حقيقة القرار الإلهي بإرسال النبي الجديد حفيد إسماعيل عليه السلام.

 

  • رحلة إبراهيم و إسماعيل إلى جزيرة العرب لم تعرف بها أمم الأرض قاطبة لأن الجزيرة العربية كانت تخلو تماماً من البشر. فالوحيدون الذين عرفوا بهذه الحادثة التاريخية هم أبناء إسماعيل من العرب، و بنو إسرائيل الذي عاشوا خارج الجزيرة العربية، و لكنهم عرفوا بهذه الواقعة التاريخية من التوراة و الإنجيل، فقاموا بإخفاء و حذف كافة نصوص التوراة و الإنجيل التي تذكر هذه الواقعة التاريخية، مما أدى إلى دَب الشك في نفس طه حسين في مسيرة إبراهيم و إسماعيل إلى الجزيرة العربية، بحجة عدم وجود أي مصدر تاريخي مُحايد من خارج الجزيرة العربية يذكر القصة. و لا يدري المسكين أن هذه مَكيدةٌ إسرائليةٌ مَلعونة.

 

  • منذ خلق آدم و زوجه كان الناس أمة واحدة، و كان الإيمان بالله تعالى قد نُقِلَ بالتواتر جيلاً عن جيل. لكن إيمان الناس بالله تعالى لم يدفعهم لعمل الصالحات، فأخذوا يُفسِدون في الأرض فقرر الله تعالى إرسال الرسل بالكتب السماوية القابلة للتحريف و التبديل بقرار الله تعالى و مشيئته و إرادته و علمه، و تأييداً للرسالة أي لإثبات أنها من عند الله تعالى و ليست افتراء من الرسل فكانت رسالاتهم تُؤيدُ بقنون جديد من قوانين أم الكتاب تتضمن خرقاً لقانون قديم من قوانين الله تعالى في الكون الموجودة في أم الكتاب نفسه.. و لكن رغم كثرة الرسل الذين أُرسِلوا بهذه الطريقة إلا أن هذه الطريقة لم تُفلِح في هداية الناس. فالقاون الإلهي الجديد كانت ينتهي في وقته، و الرسالة كانت تُحَرف مباشرة بعد وفاة الرسول.  فقرر الله تعالى إرسال رسالته إلى الناس بطريقة جديدة أكثر ملاءمة. فكانت مجموعة من قوانين أم الكتاب قد تم صياغتها لُغَةً عربيةً ميسرةً (القرآن) (فإنما يسرناه بلسانك)

 

  • القوانين المحتواة في القرآن مُعظمها من القوانين المألوفة التي يسير الكون على أساسها، فالتركيز الأكبر للكتاب القانوني الجديد القرآن الكريم هو على العقل. فقد ورد ذكر القلب في القرآن الكريم أكثر من مئتي مرة.

 

  • كان تعامل الإنس مع الجن و تعليمُ الجن السحرَ للإنسِ من قوانين أم الكتاب المألوفة

(وَٱتَّبَعُوا۟ مَا تَتْلُوا۟ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُوا۟ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌۭ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِۦ ۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا۟ لَمَنِ ٱشْتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍۢ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا۟ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُون)

 

  • واحدة من القوانين غير المألوفة من أم الكتاب و التي نزلت بنزول القرآن انتهاءُ العلاقة بين الإنس و الجن و تعليم السحر من الجن للإنس لأنهم كانوا يزيدونهم رهقا (و أنه كان كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رَهَقا)( و أنا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حَرَساً شديداً و شُهُبا)(و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً) الجن كانت تقعد مقاعد للسمع و لكن الآن من يستمعْ منهم يجدْ له شهاباً رَصَدا، (الآن) يعني منذ اللحظة الأولى لنزول القرآن. و الجن بعد نزول القرآن لمسوا السماء (فوجدوها) قد مُلئت حَرَساً شديداً و شُهُباً.

 

  •  مع عدم الاستجابة لطلبات المشركين بقانون مختلف عن قوانين الكون المألوفة فكان الرد الإلهي (قد بيننا الآيات لقوم يفقهون) فكان الفقه أو العقل أو العلم هو البديل لكل هذه القوانين الغير مألوفة في الكون التي لم تكن سبباً في هداية الأمم السابقة، بل أدت مع معظمهم إلى العكس تماماً أي إلى زيادة كفرهم و عنادهم.

 

  • و رغم نزول الرسالات الإلهية مؤيدة بقوانين كونية غير مألوفة إلا أن هذه الرسالات لم تكن سبباً في هداية الأمم و إلزامها بعمل الصالحات و اجتناب المحرمات، فشرع الله تعالى لإبراهيم ملة إبراهيم و هي الإسلام الإبراهيمي المنسكي (الحَرَكي) المتمثل في خمسة مناسك حركية هي الصلاة و التوجه إلى الكعبة في الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج. و كان المفروض من هذه المناسك أن تمنع العرب أبناء إسماعيل و أحفاد إبراهيم من المعاصي و الالتزام بعمل الصالحات، فمثلاً الصلاة في أصلها تنهى عن الفحشاءء و المنكر. و لكن العرب كانت تُصلي و تصوم و تحج و تزكي و تتوجه للقبلة لكن كانت تلتزم القيام بالصالحات في أوقاتها المحددة من الله تعالى، لكنها كانت تعصي الله تعالى في غير هذه الأوقات. فشرع الله تعالى الإسلام المحمدي الشامل للمناسك و للمحيى و الممات.

 

  • في ظل طمس هذه الحيقية الإلهية المتمثلة في أن القرآن صياغة لغوية عربية لجزء من قوانين الكون المألوفة، فقد وجد العباسيون في زمن الخليقة القادر بالله أن يُوهموا الناس و المسلمين خصوصاً - و قد نجحوا للأسف - بأن القرآن هو معجزة أدبية جاءت لقريش التي كانت تتباهى بين الأمم في فصاحتها و بلاغتها، و لتأكيد هذا الادعاء الوضيع، قاموا بانتحال الكثير من الشعر الفصيح البليغ و نسبوه إلى شعراء الجاهلية، و أصبح هذا الشعر جزء لا يتجزأ من دين الإسلام، و أصبح الإيمان به متطلباً أساسياً للإيمان بإعجاز القرآن الأدبي. و بناء عليه و عندما شكك طه حسين في كل الشعر الجاهلي الذي وصلنا و قال بأنه انتحال تم في العصور الإسلامية اللاحقة، فقد تم تكفيره و ادعاء أنه كافر بالقرآن، لا يعنينا هنا إن كان طه حسين مؤمناً بالقرآن أم لا، فهذا مما لا يخصنا و لا يعنينا، فهذا الحكم على كفر الناس أو إيمانها تم تأجيله إلى يوم الدين و هو اليوم الذي يحكم فيه الله تعالى على الناس من خلال أديانهم و ما احتوته من معتقدات و سلوك.

الذي يهمنا هنا أن طه حسين قدم ثلاثة أدلة قوية جداً تؤكد أن هذا الشعر المنسوب للعصر الجاهلي كله انتحال و كذب و لا علاقة له بالعصر الجاهلي. و لقد كان صادقاً في ادعائه. و إن كان هناك شعر جاهلي فعلاً قام بتوثيه و تأصيل مصادره الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه الطويل (مصادر الشعر الجاهلي و قيمتها التاريخية).

 

  • أمام هذا التحريف الكبير و تحويل القرآن إلى مجرد معجزة أدبية، و خوفاً من أن يُشَغلَ المسلمون عقولهم يوماً ما و يسألوا أنفسهم: لماذا لا يكون هذا الكتاب الأدبي من اختلاق محمد عليه السلام، اضطر المفترون إلى اتهام خاتم النبيين عليه السلام بالجهل في القراءة و الكتابة. حتى يصبح هذا الافتراء أكثر ملاءمة للفهم و العقل و الإدراك.

 

  • بهذا الافتراء يُصبح الطعن في شخص كمعاوية طعناً في القرآن، فهو - كما تقول كتب التاريخ - كان من كتاب الوحي.

 

  • الباحث في آيات التحدي في القرآن الكريم يُدرك تمام الإدراك أن الله تعالى لم يَتَحَد الناسَ في فصاحة القرآن و لا في بلاغته.(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)(فأتوا بسورة من مثله)(فأتوا بعشر سور من مثله) لا ذكر للفصاحة و لا للبلاغة، بل إن الدارس للشعر العربي يجد فيه الكثير مما هو أكثر فصاحة و بلاغة من   لغة القرآن، كشعر نزار قباني و أحمد شوقي و امرإ القيس.

 

  • القرآن لا يتحدى الأمم بفصاحته و لا ببلاغته، بل على الكس تماماً، فهو يؤكد في العديد من الآيات القرآنية أنه الكتاب المبين، أي الواضح سهل الفهم، بل إنه يقول (و لا يأتونك بِمَثَلٍ إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيراً) فالقرآن لا يحتاج إلى كُتُبٍ من خارجه تُفَسره فهو أحسن التفسير ، أي هو التفسبر عينه لجزء من القوانين الكونية المألوفة، و محاولة تفسير التفسير كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء.

 

  • القارئ للقرآن الكريم و للكثير من الشعر العربي خصوصاً الجاهلي صحيحه و مُنْتَحَلِه يُدرك تماماً أن فهم و إدراك نصوص القرآن أيسر بكثير من فهم و إدراك الشعر العربي. فكل قصيدة تحتاج إلى شرح من خارجها يُفَسر ما فيها، بخلاف القرآن الكريم الذي يُفَسر أحداث الكون و لا يحتاج لتفسير. فهو التفسير نفسه.

 

  • ثم من أين جاؤا بأكذوبة أن العرب اشتهرت بالفصاحة و البلاغة أكثر من غيرها من الأمم. أين ذهب فصحاء و بلغاء اللغات الأخرى، من أمثال شكسبير و فولتير؟ إن هذا ضحك على اللحى.

 

  • و هل يصلح الكتاب الأدبي معجزةً للناس؟! إنْ هذا إلا افتراء.

 

  • و هناك سؤال مهم بخصوص قوله تعالى (قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيراً) السؤال هو كيف يتحدى الله تعالى الإنس و الجن أن يأتوا بمثله و هو يتحداهم في فصاحته و بلاغته، لو كان إعجازه في فصاحته و بلاغته لتحدى الله تعالى أرباب الفصاحة و البلاغة من العرب فقط و لما تحدى الإنس و الجن مجتمعين أن يأتوا بمثله. فلو اجتمعت الإنس و الجن مع العرب لإصدار كتاب مثل القرآن فبماذا سيُفيدُ الجنُ و الأممُ الأخرى من الإنس العربَ في إصدار كلام عربي فصيح بليغ!!! إنْ هذا إلا اختلاق.

 

  • أما قوله تعالى (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) لا يعني أن الله تعالى يتحدى العرب في لغته أو حديثه بل يعني أن مواضيع القرآن (جزء من قوانين أم الكتاب المألوفة) لا يعرف هذه القوانين غيرُ الله تعالى.

 

  • القرآن ليس قوانين جديدة مختلفة عن القوانين الإلهية الكونية كما كان الأمر مع آيات الرسل السابقين، القرآن هو جزء من هذه القوانين الإلهية.

و القانون الإلهي لا يُمكن له أن يَخرِقَ نفسه بنفسه، فلا بد من تدخل إلهي آخر أي لا بد من قانون إلهي لاحق يخرق القانون الإلهي السابق.

 

  • بنو إسرائيل و حساب الجُمل: اشتهر بنو إسرائيل بحساب الجمل، و المتمثل في إعطاء قيمة عددية لكل حرف، و قد أنزل الله تعالى في القرآن الكريم علاقات عددية كثيرة كان حساب الجمل واحدا منها ليستيقن الذين أوتوا الكتاب و لا يرتابوا لو قرروا الإيمان فعلاً.

يتبع...

اجمالي القراءات 13720