المحرمات درجات سواء فى الفحشاء أو الاعتداء والظلم والبغى والاثم . هناك الكبائر وهناك السيئات الصغائر التى لا يخلو من الوقوع فيها إنسان . ومن رحمة الله جل وعلا أنه يعد من يجتنب الكبائر بأن يكفّر عنه السيئات الصغائر ويدخله الجنة .( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) ( النساء 31 )، وبهذا قد يكون من أهل اليمين فى أصحاب الجنة ، وليس من السابقين .
الفواحش كلها حرام . وتحريمها جاء بصيغة الاجتناب والنهى عن الاقتراب ، فلم يقل رب العزة ( لا نزنوا ) أو ( لا ترتكبوا الفواحش ،ولكن قال ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) ( الانعام 151) وقال ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) ( الاسراء 32 ) ، وأمر باجتنابها مع استحالة إجتناب مقدمات الزنا مثل التفكير الجنسى ، فهو غريزة ، وتتدرج الحرمة فى مقدمات الزنا من الكلام الفاحش والنظرة المنهى عنها حيث نحن مأمورون بغض البصر ، الى اللمس . ..الخ . والاستمناء يقع ضمن اللمم ، ولو اضطر اليه شاب فقد وقع فى سيئة ، ولكن بالاستغفار والعلم بأنه حرام فالله جل وعلا يكفّر عنه هذه السيئة .ولنتذكر أن من صفات المحسنين إجتنابهم كبائر الاثم والفواحش إلّا اللمم ( وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) ( النجم 31 ـ )