حكم سماع غناء المرأة
إن الله خلق الإنسان بنوعيه الرجل والمرأة ، وجعل بينهما علاقة حميمة من مودة وسكن إلى بعضهما ، فمن الطبيعي أن تكون الحياة باجتماعهما معاً ، وممارسة النشاط الاجتماعي والنهضة جنباً إلى جنب يؤازر بعضهما بعضاً ، فالرجل أب ، والمرأة أم ، وكلاهما عماد الأسرة ونواتها . لذلك ما وضع من فقه متعلق بنشاط المرأة ، في معظمه وضع من منطلق ذكوري وآبائي ، وليس من منطلق قرآني ، لذلك نسمع ونرى ترهات وأعاجيب!! نحو تغطية وجه المرأة بغطاء له ثقوب صغيرة مثل منخل الطحين ( المرأة الأفغانية ) أو وضع غطاء أشبه باللثام على وجه المرأة ( المرأة الخليجية ) لا يظهر منه إلا عينيها !! . غير أن صوت المرأة عورة !! بل وصل الأمر ببعض الفقهاء إلى منع المرأة من أن ترد على الهاتف ! واخترع طريقة النقر بأصبعها على السماعة لتخبر الآخر أنها تسمع ما يقول !! . والفقه الموروث الآبائي الذكوري مليء بهذه الترهات والهراءات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
ومسألة سماع غناء المرأة هو من الأمور التي لا تحتاج إلى دراسة ، ولكن قصور الفقه وتراكم الصدأ التاريخي على العقل الإسلامي ، جعل كل مسألة مهما كانت صغيرة محتاجة إلى دراسة, مع العلم أن من يقول بالتحريم هو ينبغي أن يقوم بالدراسة لإثبات الحكم لأن الأصل في الأشياء الإباحة إلا النص . وإباحة الأمر لا تحتاج إلى دليل ، بخلاف التحريم له . فلو نظرنا إلى مناسك الحج لوجدنا أن المرأة والرجل يقومان بها جنبا إلى جنب دون أي مانع شرعي ، بل يحرم على المرأة في الحج أن تغطي وجهها ، وهي تتنقل بين آلاف الرجال بصورة اختلاط ومزاحمة ، ومع كل ذلك تبتهل وتلبي بتلبية الحج ، وتشهد منافع لها ، وتحضر الدروس والاجتماعات
وتناقش وتحاور وتسأل ، وتقرأ القرآن وترتله بصوت عالٍ!! .
فهل يحرم على الرجال أن يسمعوا تلاوة القرآن بصوت المرأة ؟!
فالمشكلة ليست متعلقة بصوت المرأة ، وإنما المشكلة متعلقة بمضمون ما تغني من معان ودلالات وتأثيرها على السامعين . أما إذا كانت الأغنية لا تحتوي على أي دلالات مخلة بالقيم والأخلاق ، ولا تترك أي آثار سيئة في نفس السامع ، فالاستماع إلى غنائها مباح من قبل الرجال ، وذلك حسب الأصل القرآني .
*****************************************************