منتقبات متعديات على الاخلاقيات
المنتقبات والتزوير وانتحال شخصيات

نجلاء محمد في الأحد ٢٥ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

وتكملة لسلسلة  منتقبات متعديات على الأخلاقيات.

في هذا المقال سوف نكمل بعون الله جل وعلا بعضاً من الأمثلة في مجتمعنا المصري ،والذي يعاني منها الكثيرين جراء تشدد بعض المنتقبات وتخفيها ، وسلوكها الذي يبدو غريبا في أحيان كثيرة ، وشاذا في أحيان أخرى.

المعتدي أو المعتدية هو أو هى ما يتعدى حدود الله تعالى  إما تحليل الحرام أو بتحريم الحلال.. سواء في الطعام أو اللباس.أو القول والاعتقاد. ولو ضربنا مثلا عن بني اسرائيل فقد حرم الله عليهم الصيد يوم السبت ابتلاءا واختباراً لهم : يقول تعالى {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }النحل124

هم قد اختلفوا في السبت هل يحللوا الصيد فيه  أم يحرموه ولذلك قد جعل الله تعالى الصيد فيه محرماً عليهم وذلك لتشددهم ولتحريمهم حلال وهو الصيد في ذلك اليوم من الأسبوع..!

 نتعلم من تلك الآية أن هذه القرية كانت من ضواحي البحر وأن  الله تعالى أمرهم ألا يتعدوا الحدود ويصيدوا يوم السبت ، فكان يوم المنع من الصيد تأتيهم الحيتان ظاهرة بشراعها فوق الماء ولا يستطيعون الصيد ، ويوم العمل والصيد لا تأتيهم..  وهو بلاء من الله لهم لفسقهم وتحريمهم الحلال وهو الصيد في ذلك اليوم بدون أمر مباشر من الله تعالى :

{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }الأعراف163

لماذا  حرم الله تعالى عليهم يوم السبت ومن هم تلك الطائفة من بين اسرائيل..تخبرنا الآية يقول تعالى : {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }النساء154

اللعنة تصيب من يحرم الحلال أو من يحلل الحرام في الملبس والمطعم والمعتقد والقول..سواء كانوا من بني اسرائيل أو ممن أتوا بعدهم وسلكوا سلوكهم..!يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47

   من يتعدى أو من تتعدى حدود الله فيحرمون ما أحل الله من المطعم والملبس والمعتقد  أو يحللون ما حرم الله.. فمن السهل عليه أو عليها . أن تتعدى حدود أخلاقيات المجتمع..فلا يخاف الله ولايستخفون من الله ولكن يخاف من أن ينكشف أمره ويذاع سره لو علمه معارفه أو جيرانه أو زملائه أو زملائها بالعمل.. وكأنه ينطبق عليهم قول الله تعالى : {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }النساء108

  ونعود إلى المنتقبات في عصرنا وسلوكيات بعضهم المخالفة لشرع الله !

واقعة حدثت في امتحانات جامعة عين شمس بكلية الحقوق منذ بضعة سنوات في العهد البائد عهد المخلوع  مبارك.. فقد كان كل شئ مباح إلا انتقاد النظام ، أو الاساءة إلى  مبارك أو أسرته!!..

كانت إحدى الطالبات المنتقبات في امتحانات نهاية العام وفي السنة الثانية وقد أتى موعد الامتحانات ولم تستعد تلك الطالبة المنتقبة للإمتحانات ..

كانت تلك الطالبة مخطوبة لزميل لها متفوق في السنة الرابعة بنفس الكلية ، فطلبت منه أن يلبس نقابها ويدخل الامتحانات متنكرا بدلا منها وهو بزي النقاب والجلباب الأسود..

 ولأنه يجلها ويقدرها ، لم يستطع أن يرفض هذه الأمنية العاجلة الملحة.. دخل عدة مواد بدلا منها وكان يجيب الأسئلة بتفوق وجدارة لأنه متفوق ومرشح لأن يكون معيداً بالكلية..!

 لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد انكشف  أمر المنتقب المتخفي في ثوب خطيبته ونقابها.. وعرفه مراقب لجنة الامتحانات بعد عدة  أيام من دخول المواد المختلفة.. ففُضِح أمره في اليوم الأخير من الامتحانات..!

العجيب أنها أنكرت أنها تعرف أنه دخل لينوب عنها في الامتحانات وأنها  لم تعلم بما ارتكبه من مخالفة وبالتالي لم يتم عمل محضر غش لها .. وخرجت من الجريمة بدون خسائر ولأنها منتقبة كان  مراقبون اللجان متساهلين معها .. ولم يحرروا محضر الغش.

 وتركوا الخطيب المزور الذي سوف يكون يوما ما معيدا ثم استاذاً بالكلية.. وزوجاً لتلك المنتقبة.!

كل تلك الأحداث قد نشرتها الصحف الورقية في تلك الآونة بمصر.

وواقعة أخرى حدثت بالفعل في أحد الأسواق الشعبية الشهيرة بمدينة القاهرة (العتبة) كنت أشترى من البائعين وعندما أتت إحدي المنتقبات وأثناء وضعها يدها على البضاعة أمام البائع والسؤال عن السعر، وجدت تصرف من البائع فيه غرابة وغلظة في نفس الوقت فقد نهرها بصوت مرتفع وقال لها إذهبي فلا أبيع لأي متخفية منتقبة وقد قال لها دعوت عليكن يا منقبات في الحرم (عند الكعبة) وفي اعتقاده أن هذا المكان من افضل الأمكنة التي تستجاب فيها الدعوات ، وانصرفت المنتقبة بعد أن تمتمت ببعض الكلمات ، واستغربنا هذا التصرف من البائع وسالناه لماذا هذه الغلظة مع هذه السيدة المنتقبة ؟؟

 قال بحسرة هؤلاء النسوة المنتقبات لا يشترين ويفاصلن ويبخسن ثمن البضاعة التي يشرينها .

ليس هذا فحسب بل يقمن بـأفظع من ذلك وهو سرقة الكثير من الزبائن المحترمين وخصوصا من الرجال حيث لا يجرؤ الرجل المسروق أن يتهم منتقبة بالسرقة وإلا سوف تتهمه اتهامات خطيرة ومخلة  . ووقتها سوف يتعاطف معها بعض الناس وربما ياخذ هذا المسكين علقة ساخنة وهذا في أحسن الأحوال إن لم يتم اصطحابه إلى الشرطة !!

أعتقد أن تلك النماذج من السيدات المنتقبات اللاتي يفاصلن ويبخسن ثمن البضاعة بهذه الطريقة المشينة لأكثر من النصف عندما يشترون(يكتالون) فهن بهذا السلوك يسلكن النصف الأول من وصفي المطففين والمطففات.

ومن خلال المشاهدة اليومية لبعض المنتقبات عند الشراء يفاصلون فصالا شديداً وتكون الشكوى منهم مريرة من البائعين .

وحالة أخرى قد تبدو بسيطة ولكنها تٌظهر مدى الجفاء ، وعدم الاحساس بالغير، مع ما محاولة إظهار الالتزام الشكلي . في أحد طوابير العيش وفي القاهرة في المنطقة التي أقطن بها ، وبعد أن أصبح الوقوف في طوابير العيش ساعات طويلة أمر واقع وكانت إحدى السيدات الملتزمات تترك أبنها الرضيع مع أخته الطفلة والتي عمرها ست سنوات ، وذلك لكي يمكنها الحصول على العيش فتأخر العيش وبعد أن وقفت ساعتان فاستاذنت أن تذهب لكي ترضع طفلها الرضيع ونحجز لها المكان ، فوافقنا تعاطفاً معها لأجل الطفل وذهبت السيدة - وهذا شيء طبيعي ومعتاد عليه أن تأتي وتحجز السيدة مكانها وتذهب وتأتي بعد فترة في مكانها  ،  وعندما أتت أعطيناها مكانها في الطابور ولم تعترض إلا سيدة منتقبة وعارضت بشدة دخولها وقالت لابد أن تقف في آخر الطابور، كل من تقف في الطابور أخذت تقنعها بأنها كانت منذ الصباح وظلت فترة طويلة وذهبت لكي ترضع طفلها وهى ترفض بشدة ،

الملاحظ أن كل الطابور من السيدات  أبدى تعاطفه واستعداده لمساعدة هذه السيدة المرضعة ،ولم تعترض بشدة وبجفاء وغلظة إلا السيدة المنتقبة !!! . فماذا يعني هذا ؟؟ .

ونكمل بعون الله تعالى في المقال القادم

اجمالي القراءات 13397