إبراهيم عيسى يكتب -قصة حقيقية !عن الإنتخابات
في
الإثنين ٢٢ - مارس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
قصة حقيقية !
- طيب وحياة أمي ما هو ناجح في الانتخابات ..
قالها السيد اللواء المحافظ شخصياً وهو منفعل وبأداء عصبي في مؤتمر ضم العشرات قالها السيد اللواء المحافظ شخصياً وهو منفعل وبأداء عصبي في مؤتمر ضم العشرات من مواطني ومسئولي المحافظة، كان يقصد أن مرشح حزب المعارضة لن ينجح فهو يتجول في المدينة يهاجم المحافظ وسياسته والبلد وحكامه هجوماً لاذعاً وساخراً وساخناً، ثارت أعصاب المحافظ مما يفعله المرشح وما يقوله وبهذه الثقة البالغة التي يتحدث بها عن نجاحه أمام مرشح الحزب الوطني، صحيح أن هذه المدينة بطبيعتها ثائرة غاضبة علي الحكم والحكومة لكن ليس لدرجة أن يسمح بنجاح مرشح معارض طويل اللسان منفلت الكلام، ومن هنا فقد أعلن المحافظ وعيده أمام جمهور الحزب والمحافظة بأن هذا المرشح لن يفوز وشفع وعيده بيمين مؤثر وبليغ ويتعلق بحياة الست والدته مباشرة، فقال: وحياة أمي ما هو ناجح، بات واضحاً لدي الجميع أن مرشح الحزب المعارض انتهت فرص نجاحه تماماً، فالثابت في انتخابات مجلس الشعب أن النجاح ليس بالأصوات ولا بالشعبية بل بموافقة من السيد مدير الأمن الذي يتلقي أوامره من وزارة الداخلية وتحديداً من جهاز مباحث أمن الدولة، بل إن مكتب أمن الدولة في أي محافظة أقوي من مدير الأمن فيها شخصياً، ومنه تأتي قرارات النجاح والسقوط لأي مرشح، وهناك أيضاً السيد المحافظ الذي يتلقي أوامره من الأمانة العامة للحزب الوطني وقد تصل له التعليمات من أمين المحافظة أو من أمين التنظيم، وربما يتركونه لو لم يكن محافظاً مهماً ليتلقي تعليماته من مدير أمن محافظته، التعليمات أوامر تمشي علي الكل ويتم تنفيذها حتي لو كان المطلوب إسقاط مرشح الوطني نفسه، المهم.. عندما بلغ مرشح حزب المعارضة حلفان المحافظ بحياة أمه أنه لن ينجح شعر بقلق بالغ وحقيقي، فالمعلومات التي جاءته عبر رئيس حزبه المعارض أنه سيفوز بهذا المقعد، حيث اتفق الحزب مع قيادات الحزب الوطني علي نجاح عدد من مرشحي الحزب المعارض في خمس دوائر منها دائرته ولن يتدخل الأمن لإسقاطهم فيها، وقرر الحزب الوطني التضحية بفردة وطني من هذه الدوائر لصالح فردة المعارضة، لعب الفأر في عب مرشح المعارضة فاتصل برئيس حزبه وحكي له عن واقعة حلفان المحافظ وأنه مهدد بالسقوط رغم شعبيته الجارفة، طالبه رئيس الحزب بالهدوء ووعده بأنه سيجري اتصالاته حالاً ويشوف الموضوع إيه أحسن يكونوا رجعوا في كلامهم، اتصل رئيس الحزب بالشخصية المهمة في الوطني وقال لها: جري إيه يا فلان بيه إحنا مش اتفقنا إن الراجل بتاعنا في دائرة كذا ح ينجح.
رد عليه فلان بيه: بس هوه لسانه طويل وبيقل أدبه يا دكتور.
فأجابه رئيس الحزب: ماهو برضه لازم شوية بهارات وتوابل، الطبخة محتاجة كده.
رد عليه فلان بيه: بس صاحبك مزودها وأنصحه يهدي شوية.
أجابه رئيس الحزب: مش ح يهدي إلا لما أطمنه إنه ناجح، ولا إنتم رجعتم في كلامكم.
رد فلان بيه: لا ياسيدي طمنه، وهديه اعمل معروف.
عاد رئيس الحزب واتصل بالمرشح:
- خلاص يا عم مبروك ح تنجح ومرجعوش في كلامهم.
في صباح اليوم التالي وقف مرشح حزب المعارضة في مؤتمر انتخابي في دائرته وأمسك بالميكروفون بثبات وثقة وخطب في جماهيره: المحافظ حلف بحياة أمه إني مش ح أنجح وأنا بأقوله طيب وحياة أمك أنا ناجح.
.... بعدها أجريت الانتخابات ونجح فعلا !