نماذج من سلوكيات المراة المنتقية
منتقبات متعديات على الأخلاقيات

نجلاء محمد في الجمعة ٠٩ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

  في هذا المقال أناقش فيه بعضاًً من السلوك الشخصي لنماذج من سيدات منقبات إرتدين النقاب  ظنن به أنهن يقمن شرع الله في التخفي وراء ستار أو لثام..

وفي البدء أود ان أشير إلى ان النقاب مرتبط بثقافة الطبقة أو المجتمع يعيش في عصر معين والذي يفرضه على نسائه.. تحت زعم أن في ذلك تطبيق لشرع الله تعالى..  لكن الحقيقة أن المجتمع الذكوري البدوي والذي يتسيد فيه الرجل (الذكر) هو من أراد أن يفرض سيادته وتحكمه في المرأة التي هى الأم والزوجة.. والبنت والأخت .. والعامة والخالة.. الخ..

كلما تحضر المجتمع واقترب من الرقي المدني وصناعة حضارة مكتملة .. كلما كان ذلك بقدر تكريمه لنصفه المكمل للنصف الذكوري وهى المرأة..

 وبقدر حصول المرأة على حقوق مماثلة ومطابقة لحقوق الرجل.. بقدر قوة هذا المجتمع واكتسابه لمكانة دولية ومجتمعية انسانية متميزة .

  لايمكن أن نجد بلداً قوياً علمياً وتصنيعياً واقتصادياً إلا ونصفه الآخر قد نال كل حقوقه كاملة غير منقوصة.. من حيث النظرة الإجتماعية .. والكرامة الانسانية..

 أما عن النماذج والأمثلة التي أسوقها اليوم حتى نتعرف على أخلاقيات سيدات منتقبات وفتيات .. ارتدين النقاب في ظروف غامضة.. ونود ان نزيل هذا الغموض حتى نتعرف على الدوافع الحقيقية لإرتدائهن ذلك الستار وذاك اللثام... في عصر أصبحت فيه المرأة في الشعوب المتحضرة المتمدنة .. لاينقصها شئ حتى منصب رئاسة الجمهورية وقيادة سفن الفضاء وغرف العمليات في الجيش وداخل المستشفيات المتخصصة في أدق التخصصات الجراحية وأخطرها على الاطلاق. كما هن في غرف التحكم في المفاعلات الذرية.ومعامل الأبحاث الدوائية والفيزيائية.

إحدى المنتقبات حديثاً منذ أربعة شهور أو أكثر قليلا.. لبست النقاب في مؤسسة حكومية.. لأن خطيبها السلفي طلب منها ذلك.. وأكد لها وهى ترغب في الزواج منه  أن النقاب فريضة.. من فرائض الشرع( الاسلام)..  فلبست النقاب بعد ان كانت ترتدي الحجاب او الإيشارب فقط.!

  كانت قبل ارتدائها للنقاب تأتي في ميعاد العمل الرسمي صباحاً دون تأخير .. وتنصرف في نهاية يوم العمل .. في الميعاد.. دون تهرب من العمل.. كما انها كانت رقيقة الألفاظ والرد الحسن في الخلافات حول اداء العمل ومع الجمهور..

 وبعد أن انتقبت تغيرت أخلاقيات العمل هذه عندها.. فأصبحت تتأخر مرات عديدة في الاسبوع أو في الشهر عن ميعاد العمل الصباحية.. ولاحظ العاملون معها .. أن المسئول عن التوقيع في دفتر الحضور والانصراف لايستطيع أن يشد عليها في الالتزام بمواعيد العمل الصباحية.. وكل ذلك لأنها منتقبة.. ويقولون أنها أصبحت ملتزمة دينياًً ومحجور عليها أن تسمح للآخرين أن يروا وجهها في العمل .. فلابد أن نتساهل معها في تأخير ربع أو نصف ساعة أو حتى ساعة مرة او مرتين أسبوعياً..!  لأن ذلك ربما يكون بسبب الوقت المستهلك في ارتداء النقاب.!

 لدرجة أنهم اوكلوا لها دفتر الحضور والانصراف ليكون عهدتها وهى وظيفة حساسة ومهمة  وليكون لها الاشراف على جميع الحضور... اكتسبت ثقة الآخرين لأنها انتقبت والتزمت ..

  قبل  لبس النقاب كانت تحسن القول ولم تكن فظة اللسان  .. ولكن بعد الانتقاب .. أصابها الغرور والاستعلاء والاستكبار.. وأصبحت تعارض الكبير والصغير عن حق أوعن غير حق.. وربما تجادل في الباطل اكثر من مجادلتها في  الحق أكثر من الموظفين العاملين معها. بأضعاف كثيرة.

 هل هذا  هو التغيير الذي طرأ على حياتها فقط ؟؟

الاجابة . لا..

 بل كانت في الأول وقبل الانتقاب،  تقوم بالاحتكاك المباشر بالجمهور في التعاملات,, وكانت صبورة  على المواطنين وربما كان تخاف من أن ينهرها أحد المواطنين وهو يحصل على الخدمة في تلك المؤسسة إن هى تأخرت في تلبية طلبات الجمهور.. وهى وظيفتها في المؤسسة التي تعمل بها

.. ولكن بعد الانتقاب أصبحت لا تكترث أن يغضب أحد المواطنين لتأخرها في تأدية مهام الوظيفة.. فلا أحد يجرؤ أن يرفع صوته بغصب في طلب الخدمة.. أو أن يرفع يده بسوء.. في حالة العراك الشديد.

لأنها كبيرة الكبائر أن يقوم أحد المواطنين بفرع صوته أو يده على المنتقبات في أي مصلحة حكومية..

 إنها مكاسب إجتماعية ووظيفية حصلت عليها تلك المرأة بمجرد ارتدائها النقاب..!!

مما زادها غروراً واستعلاءاً في مقر وظيفتها.. بسبب ارتداء النقاب.!

ماذا عن الحالة النفسية لها والمضاعفات التي تلت لبس النقاب.. يقول شاهد العيان في تلك المصلحة.. وهو مدير لتلك المؤسسة.. أن هناك رصد لحالات اكتئاب حقيقية وطويلة المدى تعيشها تلك المرأة المنتقبة حديثاً ومثيلاتها في تلك المؤسسة والمؤسسات الأخرى في نفس  المديرية .

كلهن يشكون من الصداع المزمن الحاد.. الذي لاتنفع معه مسكنات الألم والصداع. وكثير منهن لاينامن جيدا بالليل .. والأرق يصيبهن  يومياً في فترات كثيرة ..

وهناك رصد لحالات (القولون العصبي)  ارتفاع معدل الحموضة بالمعدة.. واضطرابات الجهاز الهضمي.

   والأكثر من ذلك .. التهاب الجيوب الأنفية المزمن.. الناتج من التعرض لتيارات هوائية دافئة وباردة  تدخل الغشاء المبطن للأنف في الصيف والشتاء  في البيت عند خلع النقاب فور الوصول للمنزل والتعرض   لهواء المراوح وغيرها مما يحدث تيارات هوائية مختلفة درجات الحرارة .. فيؤدي ذلك إلى التهاب الجيوب الأنفية المزمن. المسبب للصداع المزمن. والغثيان وفقدان التركيز.!

  مثال آخر.. كنت قد ذهبت لمصلحة الشهر العقاري لاستخراج بعض الاوراق ..

وفي المصلحة كانت هناك طوابير وزحام شديدين .. حيث أن المصلحة تفتح أبوابها للجمهور يومين فقط في الأسبوع لستخراج تلك التوكيلات.. لذلك كان هذا الزحام من الرجال والنساء على السواء. وكان هناك طابور للرجال وطابور مجاور له  للنساء لاستخراج تلك التوكيلات الرسمية.. وموظف واحد يقوم بالاطلاع الى إثبات الشخصية لكل من الرجال والنساء  مرة من هذا الطابور ومرة من ذلك..

وأتى الدور على أمراة منتقبة تريد أن تستخرج توكيلا رسمياً  وعندما طلب منها الموظف ان يرى وجها ليقارن بين  الصورة التي في بطاقة الرقم القومي.. كانت المرأة المنتقبة  لاتريد ان تكشف وجهها أمام طابور الرجال.. وفجأة   طلب احد الرجال من طابور الرجال ان يديروا وجوههم جميعاً لأن المرأة المنتقبة تريد ان تكشف جههها لموظف الشهر العقاري ليقوم بالتثبت والتحقق من شخصيتها لاستخراج التوكيل الخاص بها.!

 رد أحد الرجال  الموجودون بالطابور وقال بصوت مسموع .. هو  الذي خلقها  ألم يخلق غيرها.. يوجد ملايين منها .. هل نحن في مكان إصلاح وتهذيب ام في مصلحة حكومية لاستخراج توكيل..   هل نحن سوف ننظر على شئ ليس له نظير من المخلوقات.. ونحن ليست لدينا رغبة لننظر لها أو لمثلها من المنتقبات .. هى اللى مكبرة الموضوع ومحدش واخد الموضوع ده في باله .. احنا جايين علشان نقضي مصالحنا  ومش جايين علشان نبص عليها..

 هى التي يجب ان تطلب من الموظف أن يراها في غرفة منفصلة بعيدة عن الجمهور..

 بدلا من ان تطلب من الجمهور كله والطابور الخاص بالرجال أن يغمضوا عيونهم ..!! أو يديروا ظهورهم.

 ثم  إن الموظف الحكومي  هو رجل أجنبي  عنها أيضاّ لماذا تقبل أن تكشف وجهها له ؟!.

 إذا كانت صادقة  ومقتنعة بما تفعله فلماذا لاتمنع وجهها من أن يراه ذلك الموظف؟

  ظهرت علامات عدم الارتياح على الجميع لكلام ذلك الرجل الذي رفض أن يخضع لتسلط تلك المرأة المنتقبة على جميع الحاضرين. 

 والقرآن الكريم الذي نتعلم منه سلوكياتنا لم يترك أوصاف سلوكية ولا مظهرية أو جوهرية داخل قلب الإنسان إلا وشرحها ، وعلمنا كيف نقوم هذه السلوكيات الخاطئة والمخالفة لشرع الله .

 ولو تدبرنا قوله تعالى عن نوح وهو يعظ قومه وكانوا يسخرون منه ويستعلون عليه عندما كان يدعوهم إلى الأيمان برسالة السماء وليست عقائدهم التي جعلوها دينا  يقول تعالى : {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً }نوح7

 الخلاصة أن وضع الثياب على الوجه بما يسمى اللثام أو النقاب للمرأة هو من علامات الإصرار على الاستكبار والتعالي على المجتمع والاصرار على ارتكاب المخالفة لتعاليم السماء في القرآن. كما ورد في الآية 7 من سورة نوح.

ونعرض مزيد من هذه النماذج السلوكية ، في المقال القادم أن شاء الله

اجمالي القراءات 17112