1 ـ التكاليف الشرعية من عبادات وغيرها هى فى الأصل فردية ، لأن كل فرد سيأتى للحساب فردا ، وكل نفس ستأتى يوم الحساب تجادل عن نفسها . ينطبق هذا على صلاة الجماعة و تبرعات بالصدقة من مجموعة الناس ،و تأدية الحج فى أشهر الحج من آلاف الناس . أى وجود الفرد فى جماعة لا يعنى أن الحساب سيكون جماعيا ، ولكن فرديا . ولم يأت فى القرآن الكريم فيما يخص الصلاة بالذات توصية أو أمر إلا فى شيئين : هما الخشوع أثناء الصلاة ، وإقامة الصلاة والمحافظة عليها بمعنى عدم الوقوع فى الفواحش والمعاصى بين أوقات الصلوات الخمس . الصلاة هى صلة خاصة جدا بين الفرد وربه يناجى فيها ربه ، يدعوه ويستغفره فى ركوعه وسجوده . ولا مشاركة جماعية هنا حتى لو كان الفرد يصلى جماعة ، وإلا تحولت الصلاة الى اوبريت وفولكلور و حفلات غناء ولهو ولعب كما يفعل الصوفية فى حفلات الذكر . وبالمناسبة فالذكر أيضا فريضة فردية أوضح رب العزة كيفيتها فى سورة الأعراف. )205 (.
ووجود المساجد وتعميرها هو بأفراد يخلصون فى عبادتهم لله جل وعلا ، ولذلك فإن المشركين مهما تكاثرت اعدادهم فى الصلاة فلا يعمرون مساجد الله كما جاء فى الآية التى قبلها .
كما ذكر رب العزة فى سورة النور عن بيوت أذن الله جل وعلا أن ترفع ويذكر فيها إسمه يسبح له فيها أفراد مخلصون لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة . أى إن الفردية المخلصة هى الأصل سواء صليت فى مسجد أو فى بيتك ، وسواء صليت فى مسجد منفردا أو فى جماعة فى بيتك .
ولم يأت تحظير على صلاة المرء فى بيته ، ولكن التحظير والأمر بالاجتناب جاء فيما يخص القبور المقدسة وفيما يخص المنع من حضور مجالس يتم فيها الخوض فى آيات الله ، وهناك ما هو أكثر وهو الكذب على الله جل وعلا والصّد عن سبيله وإذاعة أحاديث اللهو ( لقمان 6 : 7 ) ، ولقد نهى رب العزة النبى محمدا عن الاقامة فى مسجد الضرار الذى كان يصلى فيه جماعة . ومعظم مساجد المسلمين مساجد ضرار الآن . والله جل وعلا حين تحدث عن وجوب صلاة الجمعة لم يقل : إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى الصلاة يوم الجمعة ، ولكن جاء التحديد بذكر الله ، وحين يأتى التحديد بذكر الله فالمعنى ذكر الله جل وعلا وحده . كما جاء شرحه فى سورة الجن .( آية 18 وما بعدها )
2 ـ الاستغفار والذكر ليست لها صيغة محددة ، أو عدد محدد . فالأهم هو الاخلاص فى الاستغفار والاخلاص فى الذكر وفى التفكر فى آلاء الله جل وعلا.
الاخلاص .الاخلاص . الاخلاص .(سورة الزمر ..)