الفتنة الطائفية
رد أحد الشيوخ العلويين

زهير قوطرش في الجمعة ١٣ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

لا أبغض شيئاً أكثر من بغضي للصراع الطائفي والبغض الطائفي... بين مكونات الوطن الواحد.وكوني من أهل القرآن ,وأكتب على موقع أهل القرآن الكريم ,الذي علمنا نبذ الفرقة ونبذ الطائفية والمذهبية ,والتمسك بوحدة الأمة من خلال منهجية قرآنية تدعو إلى حرية الفرد في اختياره الديني ,وتدعوا إلى وحدة مكونات الوطن تحت أطر سياسية تنادي بالحرية والعدل والديمقراطية.وهذه في الحقيقة هي مواصفات الدولة المدنية المنشودة.

في بلدي سوريا ,عاش الشعب السوري طيلة القرون الماضية في وحدة ...جمعت السني والشيعي والعلوي ,والمسيحي ,الكردي والعربي تحت سقف الوطن السوري.....

لكن هناك من أراد تمزيق وحدة هذا الشعب ,فكان لا بد من خلق فتن طائفية ,غذتها أفكار الوهابية الواردة إلى بعض الدول العربية الحضارية ,من بيئة الكل يعرف مصدرها ...وفعَّلتها أنظمة شمولية تحت شعار فرق تسد .

الثورة السورية السلمية ,أكدت دائماً على وحدة الشعب في سوريا ...لكن هناك من حرض على الفتنة الطائفية ,من المعارضة ومن النظام ...وكلي أمل بأن يبقى الشعب في سوريا موحداً  بحيث لا يكمن لأي طرف مهما كانت غاياته جر سوريا إلى حرب طائفية بين السنة والعلويين .وكلي أمل أن تصبح سوريا بلداً حراً ديمقراطياً يتسع للجميع.

أحبائي على موقع أهل القرآن ...أنقل لكم رأي أحد الشيوخ العلويين ,الذي يرد في مقالته على تصريحات أحد المسؤولين العسكريين في إسرائيل ,والتي يُراد منها خلق فتنة طائفية في سوريا .

فجاء رد هذا الشيخ الجليل بمقالة تحت عنوان أهل السنة إخوتنا في الدين والوطن.

 

شيخ علوي” يرد على التصريحات الإسرائيلية: أهل السنّة إخوتنا في الدين والوطن

  •  

·فجأة قرر أحد شيوخ الطائفة العلوية الكريمة أن يقطع مشاركته في مناسبة دينية في إحدى قرى ريف اللاذقية، ويجيب على رسائل موقع "سيريا بوليتيك" التي تهاوت على جواله، وأزعجته على مدار أيام طالبة منه الرد على التصريحات الإسرائيلية بخصوص العلويين. وآثر أخيرا، الشيخ غير المكترث بالسياسة ومن أنصار ابتعاد رجال الدين عن السياسة والذي يؤلف الكتب في مجال العلوم الإنسانية والأديان منذ سنوات طويلة وينشرها في لبنان، إلا أن يرد مطولا على رسائلنا معلقا على التصريحات الإسرائيلية.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتز قال إن اسرائيل تهيئ نفسها لاستقبال لاجئين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، في حال سقوط نظامه. ونقل ناطق بإسم لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست الاسرائيلي، قول الجنرال غانتز أمام اللجنة انه من المتوقع ان تتضرر الطائفة العلوية في اليوم الذي يسقط فيه نظام الأسد وإن اسرائيل تستعد لاستقبال لاجئين علويين في هضبة الجولان.

فماذا قال الشيخ العلوي، المنحدر من عشيرة القراحلة، لموقع سيريا بوليتيك ؟. قال الشيخ ، الذي فضل عدم نشر اسمه، إن "إسرائيل تريد الفتنة من وراء هذه التصريحات، وتريد أن تثير العلويين على إخوانهم السنة، لتندلع حرب طائفية مدمرة لنا جميعا".

وأضاف الشيخ العلوي "لن نلجأ إلى إسرائيل، وإذا ما أصابنا مكروه لن نلجأ إلا إلى أهلنا الحمويين والشوام والحلبيين وكل السوريين، فنحن نفهم أنه يوجد غلاة متطرفون يريدون الانتقام منا، ولكن لا يجوز التعميم، لأن الكراهية والتطرف لا تتحمل مسؤليتها الطوائف والمذاهب والأديان، وإنما الأفراد الذي يروجون لهذه الأفكار في المجتمع".

وقال الشيخ "عندما قام الطيار الخائن بسام العدل بسرقة طائرة الميغ 23 وتسليمها إلى إسرائيل قبل ثلاثين عاما، لم يكن يمثل تصرفه ذاك المذهب السني الكريم، ولا أي مذهب آخر، وإنما كان يمثل نفسه".

وأضاف الشيخ " هذا لا يمنع وجود هواجس كبيرة لدينا من القادم، وقد روى لي شيخ فاضل من المهتمين بالسياسة إن شخصين من المعارضة السورية في لندن وباريس حاولا التواصل معه، فطلب منهما طلبا واحدا هو أن تصدر بادرة طيبة عن المعارضة عبر كتابة جملة واحدة وهي تطمين الطائفة العلوية بأنها لن تتعرض لانتقام وأذية، وأنها ستتابع حياتها بشكل طبيعي في أي مرحلة سياسية قادمة، فتحجج المعارضان بأن المعارضة لا تسمي الطوائف باسمها وهي تتحدث فقط عن الوحدة الوطنية والأقليات، فرد الشيخ عليهما قائلا لكن تتم تسمية الطائفة عندما تصدر فتاوى تكفير من قبل بعض الفضائيات التي يطل فيها شيوخ يدعون لقتلنا ولم يصدر عنكم أي بيان يدين هذه الفضائيات بل العكس تدخلون وتشاركون على مواقعهم الالكترونية، كما أنكم ذكرتم أسماء الاقليات القومية فلماذا لا تذكرون أسماء الاقليات الدينية".

وقال الشيخ "نحن لم نتدخل في السياسة يوما، ولن نتدخل، هل شاهد أي سوري شيخا علويا يخطب في الناس يوم الجمعة على الفضائية السورية مثلا ؟ هل شاهد السوريون وفدا من الشيوخ العلويين يزورون مواقع حكومية رسمية ؟ هل قرأ أو سمع أو شاهد أي سوري فتوى صادرة عن شيخ علوي تدعو لقتل أحد ؟ ؟ لا .. هي مو شغلتنا بالمرة.. آلاف السجناء السياسيين من طائفتنا عارضوا النظام لم نقل ضدهم كلمة واحدة وعندما خرجوا من السجن كنا نذهب إليهم مهنئين بالسلامة".

وأكد الشيخ "عندما قمعنا العثمانيون وارتكبوا بحقنا أفظع الجرائم هربنا إلى الجبال، وعشنا التهميش والجوع والفقر في قرانا ومع ذلك تعلم أولادنا عندما كانوا يمشون حفاة إلى المدينة، ويعودون مع غياب الشمس، واليوم نسمع بعض الأصوات التي تقول بأنها سوف تعيدنا من مزة 86 وعش الورور إلى قرانا، ولكن لن نكترث لها، فهذا وطننا ووطن كل السوريين، وأرضنا وأرض كل السوريين، عشنا فيها وسنموت فيها، ولن نلجأ إلى إسرائيل، وأهل السنة في سوريا أخوتنا في الدين والوطن، ونحن ندرك وجود الغلاة والمتطرفين في كل زمان ومكان من الذين يسعون للقتل والفتنة والانتقام الذي يبدو أنه بدأ بالحصول، ولكننا ندرك أيضا أنها أصوات فردية لا تمثل دينا أو طائفة، ويدنا لن تمتد إلى يد إسرائيلية، ونفضل ألف ألف مرة أن نمد يدنا لابن بلدنا حتى لو كانت السكين في قبضتها، وهي لن تكون (أي السكين) بإذن الله لأن أهل السنة السوريين أهل اعتدال ومحبة وتسامح وكما تعايشوا مع المسيحيين سوف يتعايشون أيضا مع العلويين.. ولكن نتمنى أن يبتعد رجال الدين عن السياسة ويتفرغوا لأمور حياتية مجتمعية وللعبادة، فالسياسة لها أهلها وشبابها..ونتمنى على المعارضين من أبناء بلدنا أن يعلنوا صراحة خطابا تطمينيا بكل وضوح وشفافية، وأن يقلدوا الشيخ الجليل ابراهيم هنانو وليس غيره.. الدين لله والوطن للجميع.. والسلام عليكم .. وفقكم الله يا ابني والله يحمي هالبلد وأهلها من عيون الأعداء وعيون المخربين في الأرض".

اجمالي القراءات 28777