دولة الاستبداد أو دولة فرعون لها أعمدة هم بالتعبير القرآنى ( جند فرعون ) أو ( آل فرعون ) أو ( قوم فرعون ) . ونعرف أن فرعون وجنده وقومه وآله عوقبوا معه بالغرق بعد أن استنفذوا كل فرص التوبة فلم يتوبوا ، بل ابتلاهم الله جل وعلا بالمصائب فكانوا يفزعون الى موسى يعدونه بالتوبة لو كشف الله تعلى عنهم البلاء ، وبعد كشف البلاء يعودون للظلم . وتكرر هذا فارتكبوا آخر جريمة وهى مطاردة موسى وقومه فانتهوا الى الغرق . ينطبق هذا على كل فرعون وجند ه . هم شركاء معه فى نفس الجرائم ، ولولاهم لما طغى وظلم وفسد وأفسد : جريمة التعذيب يشارك فيها فرعون حين سنّ التعذيب وسمح به. ويشارك فيها الضابط الذى يأمر بالتعذيب ، والشرطى الذى يقوم بالتعذيب . الشرطى المأمور بالتعذيب قد يحتج بأنه ( عبد مأمور ) أى مجبور على طاعة الأمر .. ولكن من أجبره أصلا على الدخول فى البوليس وأكل عيشه من عمل محرم ؟. قد لا ينطبق هذا على جندى الأمن المركزى المجنّد إلزاميا ، ولكن يجب عليه الفرار من التجنيد الالزامى فى دولة تقوم على الظلم وتستخدمه ليظلم وليكون مظلوما فى نفس الوقت .
المفلح من جند فرعون هو من يهرب مبكرا ، ويتوب مبكرا بحيث يكون مخلصا فى توبته ، وبحيث يجد وقتا للعمل الصالح الذى يكفّر به عن سواد ظلمه . التوبة تستلزم رد الحقوق للمظاليم و استرضاءهم فردا فردا أو استرضاء ذويهم فى حالة من مات مظلوما ، والتكثير من العمل الصالح والاستغفار و تصحيح الايمان بالله جل وعلا وحده الاها لا تقديس إلاّ له جل وعلا ، أى بلا تقديس لبشر ، سواء كان هذا البشر محمدا عليه السلام أو غيره . مثلا .. من عاش يظلم الناس عشرين عاما يحتاج الى مثلها فى تعويض ما سلف . أو التركيز فى التوبة والعمل الصالح فيما تبقى له من عمر لو كان فى الخمسين ولا يضمن طول العمر ليقوم بمسئولية التوبة . وفى كل الأحوال .. فمشقة التوبة لا تعادل معاناة المظاليم ، ولا تعادل الخلود فى النار .. فكيف بدخول الجنة ؟