عند الحديث عن سند رواية جهل الرسول للقراء و الكتابة عبر مصادرها التاريخيّة ، فإنّه يجب هنا تفكيك النّص التاريخي الإسلامي بوصفه نصوصاً عدّة ، فهذه الكتب تحديداً تحوي داخلها [ الرواية التاريخيّة ] ، [ السند الشرعي ] و [ التشريعي ] و [ الأسطورة اللاهوتيّة ] ، فالمادة الخام للتاريخ هي [ الوقائع ] ، لكن من الصعب جدّاً التمييز بين غائيّة النصّ و حقيقة حدوث الحادثّة ، بسبب الفراغ الزمني بين حدوث الحدث و خلق النّص ، فالأحداث الواردة مرتبطةٌ عبر تسلسلٍ غير ممكن يبدأ عند (1) [ الشاهد ] ثم (2) [ الراوي ] ثم (3) [ المدوّن ] و ينتهي في يد (4) [ السلطة ] التي تحدّد المهّم و التافه ، الذي يقال و الذي لا يقال ، فالحدث التاريخي غير موجود ، بل أن النّص التاريخي يمثّل فقط ما يعتقده كل هؤلاء على التوالي ، و هذا أيضاً غير موجود ، بل غير حقيقيٍّ لغياب الشاهد أولاً عن زمن [ السلّطة ] التي تكفّلت بالتدوين ، و مكانها أحايين كثيرة ، و غياب [ الوثيقة ] التي تدعم شهادة الشاهد الغائب عن زمن [ المدوّن ] و [ الرواي ] ، و قد يكون سبب الفراغ الزمني هو [ تأخر اختراع النّص ] ، أو تأخر وجود النيّة أو المبرر لكتابة و تدوين هذا التاريخ عبر هذا النص ، فالتأريخ هنا ليس لحظيّاً بل هو خبري قد يكون مقبولاً عند تدون [ الفلكلور ] الشعبي ، الذي تتناقله الجماعات ضمن ثقافتها عبر أجيال متتالية ، مما يجعل مجال التحريف داخلها مجالاً ضيّقاً و محدوداً ، لكن النص الديني لا يقبل مطلقاً أن يتأخر تدوينه كل هذا الزمن ، لأن الزمن لا يحفظ [ الذاكرة ] كما يحفظ [ الأثر ] ، فتكون النتيجة أن النصّ هنا لا يتعدّى حقيقة كونه [ موروث ] لا علاقة له بالنص قطعي [ القرآن الكريم ] ، فالموروث متغيّر بتغيّر [ المفاهيم ] ، خلاف النّص القرآني الذي هو [ شموليٌّ ] لا يعتمد على [ قاعدةٍ معرفيّةٍ ] من خارجه ، و السؤال هنا هو ، متى كُتب القرآن ؟ ، و من الذي كتبه ؟ ، إذ وفق الموروث التاريخي ترد معلوماتٌ عديدةٌ متناقصةٌ حول هذه المسألة ، تعتمد على أمرين ، الأول هو الشهادة التاريخيّة لعصر الرسالة المتأخرة خارج عصر تدوين هذه الشهادة نفسها ، و الثاني هو معرفة [ تاريخ الكتابة ] باللغة [ العربيّة ] بعد انطلاق عصر التدوين بهذه اللغة تحديداً ، لكن هل هنالك إشارات تربط النّص القرآني [ باللغة العربيّة ] أصلاً أو عصر التدوين بهذه اللغة ؟ ، و هل هنالك أدلةٌ على دحض الشهادة التاريخيّة القائلة بتأخر كتابة النص القرآني بسبب [ أميّة ] الرسول من جهة و بسبب [ جاهلية ] المجتمع المحيط به من جهةٍ أخرى ؟ ، فترد صفة [ الأمّي ] لاحقةً بالرسول و أتباعه في أكثر من آيةٍ من آيات النص القرآني ، فسّرها الأكثريّة الساحقة بمعنى [ من لا يعرف القراءة و الكتابة ] ، متجاهلين أن الصفة في القرآن تلحق الرسول و من معه ، بينما سعى آخرون إلى نفي صفة الجهل متعلّلين بسياق الآيات التي تفصل بين هؤلاء و أهل الكتاب على إعتبارهم الصنف المعاكس له ، بمعنى أن الأميّين ببساطة هم من هم ليسوا باهل الكتاب ، و هذا هو الأكثر ملائمة لتفسير معنى النًص من الداخل لا من الخارج ، لكن لم يفكّر أحدٌ في البحث عن نفيٍّ لأميّة الرسول بمعنى جهله القراءة و الكتابة إلا عبر كتب التراث التي تهب لأحد أصحابه ، و هو شخصيّةٌ ضمن كم الشخصيّات التاريخيّةٌ التي لا ضرر من تجاهلها و لا فائدة تذكر من ذلك أيضاً ، ينتمي لعائلة [ أرستقراطيّة ] أضحت هي مركز القطيعة المذهبيّة بين المذاهب و الفرق الإسلاميّة ، و اسمه [ عثمان ] شرف تدوين و تجميع المصحف عبر التواتر الشفهي بالدرجة الأولى ، على إعتبار ما يرد كون المجتمع العربي كان مجتمعاً [ غير نصّي/غير مدوّن ] ، و هذه قصّة لها أسبابها [ السيّاسيّة ] و [ الطائفيّة ] في واقع الأمر تعبر عن توجّه [ أيديولوجي ] لا عن [ حقيقةٍ ] مُثبتة ، رغم كون نفس كتب [ التراث ] تقول أن الرسول كان يكتب النص القرآني في الواح و صحائف بأيدي [ كتّبةٍ ] يأتمرون بأوامره تحت إشرافه ، لكن الأمر ليس كذلك عندما نقرأ القرآن باحثين عن الحقيقة دون التقيّد بالمعرفة السابقة طبعاً ، كتب التراث تحوي جزأ من حقيقة تدوين المصحف في عهد الرسول مع اختلافٍ و تباينٍ في التفاصيل ، [ فالبخاري ] يقول أنّهم [ 4 ] من الأنصار ، هم : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد عليهم رحمة الله ، بينما يقول [ ابن إسحاق ] أنهم [ 9 ] ، و هم : علي بن أبي طالب ، سعد بن عبيد بن النعمان ، ، أبو الدرداء ، عويمر بن زيد ، معاذ بن جبل بن أوس ، أبو زيد ثابت بن زيد ، أبي بن كعب ، عبيد ابن معاوية ، زيد بن ثابت عليهم رحمة الله، و يقول [ الخوارزمي ] أنهم فقط [ 2 ] و هم : علي بن أبي طالب و أبي بن كعب عليهما رحمة الله ، و يرد عند [ السيوطي ] أنهم [ 5 ] و هم : معاذ بن جبل ، عبادة بن الصامت ، أبي بن كعب ، أبو الدرداء ، أبو أيوب الأنصاري عليهم رحمة الله، لكنّه يورد في مكانٍ آخر من [ الإتقان ] اسم [ امرأة ] من كتبة القرآن و هي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث ، و عند [ الإباضيّة ] هم [ 6 ] فيرد في مسند الحبيب : [ ... أبو عبيدة عن جابر بم زيد عن أنس بن مالك قال : ما جمع القرآن في عهد الرسول إلا ستّة من الأنصار هم أبو مُعاد و أبو زيد و أبو أيوب و عثمان ، و باقي الصحابة منهم من يحفظ سور معدوداتٍ و منه من يحف السورة و السورتين ] ، و يرد اسم كاتبٍ آخر في [ الطبقات ] عند أبي سعد ، و هو عبد الله بن أبي السرح عليه رحمة الله، الذي ارتد عن الإسلام بعد أن اعتقد أنّه يأتي القرآن من عنده عندما نطق بآيةّ : ]فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ [المؤمنون 14، قبل أن يخبره بها الرسول كما يرد في الرواية الشهيرة ، و قال [ الطبري ] في جامع البيان ، انّه قد نزل فيه قوله تعالى : ]وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ [الأنعام 93، عبر عمليّة حبسٍ لمعنى الآية العام المطلق في الخاص المقيّد بالرواية التاريخيّة المقيّدة أصلاً ، و التي يشير التناقض الوارد بخصوص كتبة الوحي عند مختلف المؤرخين كون ما يقولونه ليس سوى [ ظنٍ ] لا غير ، حيث يرد عند [ البخاري ] أن [ عمر بن الخطأب ] عليه رحمة الله هو من جمع القرآن ، لكن في [ الطبقات ] عن ابن سعد ، يقول ابن سيرين : [ ... قُتل عمر ، و لم يُجمع القرآن ] ، و عند [ السيوطي ] من جمع القرآن هو [ عبد الملك بن مروان ] في زمن [ الحجّاج ] حيث يرد على لسانه أنّه قال : [ ... أخاف أن أموت في رمضان ، فيه وُلدت ، و فيه فُطمت و فيه جمعت القرآن ] ، رغم كون الفقهاء يُجمعون على قصّة كون من جمع القرآن هو [ عثمان بن عفّان ] عليه رحمة الله و قد يكون سبب اجماعهم على نسب الجمع لهذه الشخصيّة التاريخيّة كم اللغط الذي دار حول فترة خلافتها ، و كونه هو السبب في افتراق الأمّة و تشيّعها الى فرق و مذاهب سياسيّة المنشأ ، تسبّب فيها قتله و الطلب بالثأر من قتلته كما يقول أهل السير من طرف أبناء عمومته [ الأمويّين ] ، فرغب الفقهاء و خصوصاً من تشيّعوا لحزب بني اميّة أن يعطوه رصيداً و ميزةً تجعل كفّته ترجح على الشيع الأخرى ، و عند ابن عساكر/565 هـ : [ ... : قال رسول الله : إئتمن الله على وحيه ثلاثة ، أنا و جبريل و معاوية ] و هو قولٌ لا يُفهم منه سوى حضور السلطة داخل النّص و تسلّطها على النّاس عبره ، و عند [ الشيعة ] مصحف [ فاطمة ] عليها رحمة اللهالتي كان الله يحدّثها و ما كانت نبيّة كما يقول فقهاء المذهب الشيعي متأكدين ، شانها شأن [ مريم ] أم عيسى ، و أم موسى ، و [ سارة ] زوجة إبراهيم عليهم صلاة الله ، و كان المصحف بخط [ على ] إملاءً من [ الرسول ] ، لكنّه ليس قرآنا ، و لا يحوي من القرآن شيئاً ، و هو ما يرد في نصوص الشيعة ، [ الكافي ] تحديداً ما نصّه أن القرآن حُفظ و دُوّن كما وصلنا اليوم في عهد الرسول الذي قيل أنّه قال : [ ...يا علي ، القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس ، فخذوه واجمعوه ، و لا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة ] ، و في حديثٍ آخر عن أبي جعفرٍ أنّه قال : [ ...ما ادّعى أحدٌ من النّاس أنّه جمع القرأن كلّه ، كما أنزل إلا كذّاب ، و ما جمعه و حفظه كما نزّله الله تعالى إلا علي ابن أبي طالب و الإئمّة من بعده ]، لكن حقيقةٍ لا يمكن البحث و الإستقصاء عن حقيقة هذه الأسماء و هذه الوقائع عبر كتب التراث التي تفتقر لأبسط منهجيّات تقديم التأريخ المقيّد و المحفوظ كوثيقةٍ مرتبطة بزمان حدوث الوقائع من جهةٍ ، و عزلها عن المبرّرات الغير مرتبطة بالحدث مقدار ارتباطها بأيديولوجيا منظومة التدوين من جهةٍ أخرى ، و من المجازفةٍ بمكانٍ الاعتماد على هذه النصوص المتناقضة للوصول إلى حقيقة عن النص القرآني من خارجه ، فعندماقرأ أصحاب [ التراث ] الذي يقول بأميّة الرسول القرآن ، كما هو حال المعارضين لهم ، اعتمدوا في القرآءة على أعينهم فقط ، فكان الفهم المغلوط لكلمة ]أمّي[بناء على عزل الكلمة من النسق المتواتر الذي ترد فيه ، و هو تفسير سهل المنال في حال كانت الكلمة ترد مرّة واحدةً داخل النّص ، أو في حال كان من يفسّر القرآن لم يقرأ سوى أحد أجزائه لا غير ، الجزء الذي يحوي قوله تعالى : ]فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف 158 ، لكن البناء التراكمي لمعنى الكلمة في القرآن يخبرنا خلاف ذلك ، بل و أن النص القرآني يخبرنا أشياء أخرى أكثر وضوحاً و فصاحةً من هذا التفسير الواضح للعيان ، فلا وجود لتفسيرٍ أكثر وضوحاً رغم أنف نصوص التقليد التي انتحلت صفة النّص ، تلك التي تقول أن كل كلمةٍ فيه معزولةٌ عنه ، فالأميّون في أكثر من نصٍّ هم من هم ليسوا أهل كتاب ، و ليس أكثر وضوحاً من قوله تعالى : ]وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ [آل عمران 20 ، و قوله : ]وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِمَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران 75 ، و الذي يعلن دون محاولةٍ للقفز نحو تفسير سهل المنال ، لا يكلّف سوى النص الفقهي حقيقةً ، بل و الأكثر تصديقاً لهذا القول هو أن الأمّي ليس شخصاً بعينه ، بل هم كما يقول النص بذاته [ أمّةٌ ] بعينها ، و [ قومٌ ] بأكملهم : ]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ [الجمعة 2 ، بل و أن هنالك آية تربط النبي الأمّي بالقراءة و الكتابة مباشرةً : ]الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف 157 ، و هذا بعيدٌ عن سياق النّص القرآني الذي يُخبر بوجود من يستطيع القراءة و الكتابة ضمن الجمع موضع الحديث في الآيات ، لكن بعيداً عن هذا الفهم المتداول في كثيرٍ من الأحيان و بين الكثيرين ، و الذي ينفي صفة الجهل و أميّة القراءة و الكتابة عن الرسول فإن الأدلة الأكثر قوّة تأتي من داخل النصّ نفسه على طريقين ، الطريق الأولى من داخل صريح الآيات نفسها ، و الآخر عبر كتابة النصّ نفسه ، و الذي يحوي حقيقةٍ تنفي خرافة [ الخط العثماني ] ، ما أسمّيه بالرسم [ المحمّدي ] ، و توصل إلى نتيجةٍ مفادها أن من تلقّى الوحي هو نفسه من [ كتبه ] و أشرف على [ تدوينه ] كاملاً غير ناقص ، و كون هذا الرسم هو في واقع الأمر جزءٌ من [ الوحي ] : ]سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى [الأعلى 6 .
]وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم 3- 5 ، هذه هي الأولى ، ]وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الفرقان 5 ، و هذه هي الثانية ، أم الثالثة ففي قوله تعالى : ]قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [البقرة 97 ، ]نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران 3 ، ]وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ [المائدة 48 ، ]وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ [يونس37 ، بمعنى أن الرسول الكريم محمّد عليه صلاة الله كان من [ النبيّين/المؤمنين ] يقرأ [ التوراة ] و [ الإنجيل ] ، على علم بمحتوياتهما ، حاله حال عيسى عليه صلاة الله و الذي كان يقرأ [ التوراة ] التي سبقت [ الإنجيل ] : ]وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ [المائدة 46 ، و الرابعة في قوله تعالى : ]وَمَا كُنتَ تَتْلُومِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت 48 ، حيث تدعم الآية هنا السياق المتّصل في الآيات السابقة عبر الحديث عن نفي كون الرسول [ كتابيّا ] على جانبٍ ، و على الجانب الآخر كونه لم يكتب القرآن [ بيمينه ] كما يتّهمه الكفار من يقرّون بمعرفته بالكتابة عبرهذا الإتّهام ، في الآية الأولى ربط النّص [ الوحي ] الذي يتلقّاه الرسول [ بالتعليم ] من قِبل [ جبريل ] : ]عَلَّمَهُشَدِيدُ الْقُوَى [النجم 5 ، فالرسول كان [ يتلقى ] الوحي ، و لم يكن يحتاج تعليم الكلام أو فهم معاني الكلمات ، بل كان ما ينقصه فقط تعلّم [ كتابة ] النصّ ، و في الآية الثانية يرد إتّهامٌ بأن هذا الوحي هو مجرّد [ نقلٍ حرفيٍ ] من كتابات سابقةٍ في إشارة صريحةٍ إلى إتقان الرسول للقراءة و معرفة الخط : ]اكْتَتَبَهَا[، و الحديث المتواتر في كل كتب الفقه و التاريخ الإسلامي عن قصّةٍ لا مجال للتأكد من صحّتها أو عدم صحّتها عن بداية الوحي و قدوم جبريل عليه السلام للرسول عليه صلاة الله في غار حراء ، حيث طلب القراءة منه قائلاً : إقرأ ، ليجيبه الرسول : ما أنا بقارئ ، و يتكرّر السؤال ثلاثاُ ، ليتكرّر الجواب ثلاثاٌ ، ليبدأ الوحي بعدها بقوله : ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق 1 ، مردودٌ عليها عبر سياقين اثنين ، الأول عدم وجود نصٍّ مكتوبٍ مقروء يطلب مَلَك الوحي قراءته من الرسول ، و هو الحال في قوله تعالى : ]اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء 14 ، حيث الأمر بالقراءة متّصل بالكتاب مباشرةً ، و من ناحية ثانية فإن جذر [ إقرأ ] يرد داخل السياق القرآني بل وحتّى السياق العام بمعنى [ بلّغ ] : ]فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة 18 ، ليكون معنى اسم : ]القُرْآنَ [: [ كامل التبليغ ] ، و قد تكون هذه الإستنتاجات [ ظنيّةٍ ] في حال لم يدعمها دليلٌ من داخل النّص كون التعليم المشار إليه يُقصد به تعليم [ الكتابة ] ، و هذا أمرٌ صحيحً يسنده غياب النّص أو الوثيقة التاريخيّة التي تدعم فكرة تاريخيّة كتابة النّص ابتداء من عصر التلقّي مباشرةً ، و في واقع الأمر فإن هذه الوثيقة موجودة بشهادة كتب التاريخ الإسلامي التي كانت تتحدّث فقط عن [ كَتَبَةُ ] الرسول الذين كانوا يكتبون النّص تحت إشرافه و بتوجيهه ، و الإشراف و التوجيه يوجب معرفة الموجّه و المشرف للكتابة قطعاً ، لكن الدليل الحقيقي هو السر الذي يكمن دوماً داخل النّص ، و خارج النصوص التي تم [ توليدها ] قسراً لتحيط به و تضيّق الخناق على العقل ، بل و على [ النّص ] أيضاً ، إن [ رسم ] الكلمات في المصحف ، يحوي داخله السؤال و يحوي أيضاً الإجابة و التأكيد على هذا الاستنتاج ، فرسم الكلمة الواحدة على أكثر من طريقةٍ يطرح السؤال المنطقي ، [ لماذا ] ؟ ، فعندما نخرج خارج قوانين إنتاج المعرفة التي قيّدت [ النصّ ] داخل [ التراث ] و [ الفقه ] ، فإننا نكتشف حقيقة كون رسم الكلمة مرتبطٌ بمعانٍ توصل إلى نتيجة ملائمة الرسم للمعنى المقصود ، و المعنى لا يمكن أن ينقل شفهيّاً عبر الحفظة من ينقلون القرآن في صدورهم حسب ما تقول به كتب التراث ، السير و الفقه التي يغيب فيها بشكلٍ تامٍ أي إشارةٍ للربط بين الرسم الذي أسماه الفقهاء بالرسم [ العثماني ] و المعنى الذي تحويه دلالة هذا الرسم ، كما يرد في تأريخ تدوين النصّ ، لأن الحكمة الخفيّة في كتابة الكلمات وفق رسمٍ مختلفٍ رغم تطابق أحرفها ، لا يمكن أن يكتشفها سوى من [ يتعلّم ] من المصدر مباشرةً العلاقة بين [ الرسم ] و [ المعنى ] ، و شخصٌ واحدٌ فقط يمتلك هذه العلاقة و يمتلك مفتاح هذا الباب المغلق و مدرسّة الوحي ، و هو الرسول [ محمّد ] عليه صلاة اللهعبر الرسم [ المحمّدي ] للكلمة/المفردة في القرآن ، و الذي نفتح عبره باباً كان موصداً أمام محاولة فهم و تفسير النّص القرآني ، جنباً إلى جنب و التراكم المعرفي الهرمي للمفردة داخل سياقها النّصي .
1 : [ قرأن ] |
|||
الآيات |
الرسم الأول |
الرسم الثاني |
|
يوسف 2 : |
]قُرْءناًعَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ |
|
|
الزخرف 3 : |
]قُرْءناًَعرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ |
|
|
يوسف 3 : |
|
]أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ [ |
|
الرعد 31 : |
|
]قُرْآناًسُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ [ |
|
طه 113 : |
|
]أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً [ |
|
الواقعة 77 : |
|
]إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [ |
|
ق 45 : |
|
]فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [ |
|
سبأ 31 : |
|
]لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ [ |
|
مواقع أخرى عديدة |
|
[ قرآن ] |
|
في [ 6 ] مواقع من المواقع [ 69 ] التي يرد فيها ذكر القرآن في النّص ، يرد كونه [ عربيّاً ] بمعنى واضحاً جليّاً ، في الآيات [ يوسف 2 ،الزخرف 3 ، طه 113 ، الزمر 28 ، فصلت 3 ، الشورى 7 ] ، و فقط في الآيتين في سورتي يوسف و الزخرف ، حيث يرد فيهما الرسم : ]قُرْءن [المخالف للرسم المتعارف عليه : ]الْقُرْآنَ[، ورد ذكر في خطابٍ مباشرٍ : ]لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[، خلاف الزمر مثلاُ : ]لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[، و فصّلت : ]لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[، و الرسم هنا إشارةٌ إلى رسالةٍ واضحةٍ و جليّةٍ ، [ السر ] داخل النّص و [ الرمز ] داخل اللغة ، تربط بين البحث في الفرق في رسم كلمات [ القرآن ] و [ العقل ] كون النصّ يبقى نصّاً عقليّاً واضحاً ، و في هذا إشارةٌ أيضاً لدلالة كلمة : ]عَرَبِيٍّ[الحقيقيّة ، و هذا هو مفتاح مبحثنا هذا ، بمعنى رسالةٍ خفيّةٍ تقول أن التميّيز في رسم كلمات القرآن مسألةٌ مبرّرةٌ عقليّاً و ليست اعتباطيّة : ، فالفرق في رسم كلمات القرآن هو مبحثُ عقليٌّ لأناسٍ يعقلون حقيقة فاعلية تفاعل النص الواضح و العقل ، و عدم استسلامه لقيد [التراث ] ، فاكتشاف سر الفرق بين رسم كلمة : ]قُرْآن [هو مفتاح السر لقومٍ ]يعْقِلُونَ[، و هو بداية الرحلة التي ننطلق عبرها هنا دون خوفٍ من الأحكام المسبقة أو النتائج التي قد تكون وخيمةً بالنسبة للكثيرين .
2 : [ لكي لا ] |
|||||
الآيات |
الرسم الأول |
الرسم الثاني |
|||
النحل 70 : |
]لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ [ |
|
|||
الأحزاب 37 : |
]لِكَيْ لَايَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ [ |
|
|||
آل عمران 153 : |
|
]لِّكَيْلاَتَحْزَنُوا [ |
|||
الحج 5 : |
|
]لِكَيْلَايَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ [ |
|||
الأحزاب 50 : |
|
]لِكَيْلَايَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ [ |
|||
الحديد 23 : |
|
]لكَيْلَاتَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ [ |
|||
الرسم الأول : ]لِكَيْ لا[رُسمت الكلمتان منفصلتان بسبب كون العلّة و المعلول منفصلان في الآيتين [ زيد و المؤمنين ] : ]فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } الأحزاب 37 ، و رُسمت : ]لِكَيْلا[متّصلتان ، بسبب كون العلّة و المعلول متصًلان [ الكهل و سن الخرف ] : ]وَمِنكُممَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً [الحج 5 .
3 : [ أين ما ] |
|||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|||
البقرة 115 : |
]فَأَيْنَمَاتُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ [ |
|
|||
النساء 78 : |
]أَيْنَمَاتَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ [ |
|
|||
النحل 76 : |
]أَيْنَمَايُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ [ |
|
|||
الأحزاب 61 : |
]مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا [ |
|
|||
البقرة 148 : |
|
]فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ [ |
|||
آل عمران 112 : |
|
]ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ [ |
|||
الاعراف 37 : |
|
]قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ [ |
|||
مريم 31 : |
|
]وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ [ |
|||
الشعراء 92 : |
|
]وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ [ |
|||
غافر 73 : |
|
]ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ [ |
|||
الحديد 4 : |
|
]وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [ |
|||
المجالدة 7 : |
|
]هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [ |
|||
و الفرق بين الرسمين واضحٌ داخل [ السياق ] فرسم الكلمتين متّصلتين : ]أَيْنَمَا [ عندما يكون الحديث عاماً غير مخصّصٍ ، و هو حال الآيات الأربع : ]أَيْنَمَاتَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ [النساء 78 ، ]وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة 115 ، [ العلة خاصّة ] و [ المعلول عام ] ، بينما في الآيات الثمانيّة التي ترد فيها الكلمتان منفصلتان ]أَيْنَ مَا[فإن الحديث خاص [ العلّة خاصّة ] و [ المعلول خاص ] كونه شخصٌ أو قومٌ بعينهم : ]وَجَعَلَنِي مُبَارَكاًأَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [مريم 31 ، ]وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ [الشعراء 92 .
4 : [ أصوات ] |
||||
الآيات : |
الرسم الأول |
الرسم الثاني |
||
طه 108 : |
]وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ [ |
|
||
لقمان 19 : |
|
]أَنكَرَ الْأَصْوَتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [ |
||
الحجرات 2 : |
|
]لَا تَرْفَعُوا أَصْوَتَكُمْ [ |
||
الحجرات 3 : |
|
]الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوتَهُمْ [ |
||
رُسمت : ]الأَصْوَاتُ[بألف ممدودة كونها منسوبةٌ [ لفوج كبير ] في : ]يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً [طه 108 ، و الحديث عن يوم الحشر ، و رُسمت : ]الأَصْوَتِ[بألف قصيرة ، كون الحديث عن جمعٍ قليل ] ، أصحاب الرسول في : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ، إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ [ الحجرات 2-3 ، ]وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان 19 .
5 : [ الأيكة ] |
||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
||
الحجر 78 : |
]أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ [ |
|
||
ق 14 : |
]وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ [ |
|
||
الشعراء 176 : |
|
]كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئيْكَةِ [ |
||
ص 13 : |
|
]وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئيْكَةِ [ |
||
رُسمت : ]الأَيْكَةِ[بهذا الرسم كون الخطاب في الآيتين خطابٌ [ عامٌ ] غير مخصّصٌّ لطائفةٍ أو قومٍ بعينها في الحجر و ق : ]وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ [الحجر 78 ، و رُسمت : ]لئَيْكَةِ[كونها [ خاصّة ] بقوم [ شعيب ] في الشعراء و ص : ]وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لئَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ [ ص 13 .
6 : [ البلاء ] |
|||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|
البقرة 49 : |
]وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ [ |
|
|
الأعراف 141 : |
]وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ [ |
|
|
الأنفال 17 : |
]بَلاءحَسَناً [ |
|
|
إبراهيم 6 : |
]وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ [ |
|
|
الصافّات 106 : |
|
]هذَا لَهُوَ الْبَلَؤا الْمُبِينُ [ |
|
الدّخان 33 : |
|
]مَا فِيهِ بَلَؤا مُّبِينٌ [ |
|
رُسمت : ]بَلاءٌ [ في الآيات الأربع الأولى بمعنى البلاء الذي [ لا يُطاق و لا يُحتمل ] : ]وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة 49 ، ]فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال 17 ، امّا في الآيتين [ الصافات ] و [ الدخان ] : ]وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَؤ مُّبِينٌ [الدخان 33 ، فرُسمت : ]بَلَؤ [كون البلاء هو الإختبار [ الحسن أو السيء ] على حدٍّ سواء .
7 : [ شيء ] |
||||
الآيات : |
الرسم الأول |
الرسم الثاني |
||
الكهف 23 : |
]وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ [ |
|
||
النساء 4 : |
|
]فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ [ |
||
الأنعام 99 : |
|
]فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ [ |
||
المائدة 97 : |
|
]اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ |
||
مواقع أخرى عديدة : |
|
[ شيء] |
||
الفرق بين رسم كلمة : ]شَايْءٍ[في سورة الكهف و باقي الآيات هو دلالة المعنى أيضاً ، الآية تتحدّث عن شيءٍ [ معلومٍ ] خاصٍ بعينه ، يعلمه [ المُخاطب ] في التوجيه الإلاهي : ]وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً [الكهف 23 ، و هو نفس سياق الفرق في رسم عديد الكلمات حسب موقعها و صفتها كمعلومٍ أو مجهولٍ في عديد الآيات ، أمّا الرسم الآخر : ]شَيْءٍ[فإنه يشير إلى [ العموم ] لا الخصوص ، مثال ذلك قوله : ]قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الرعد 16 .
8 : [ إمرأة ] |
|||||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|||||
آل عمران 35: |
]قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ [ |
|
|||||
التحريم 10 : |
]لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتُ نُوحٍ و امْرَأَتُ لُوطٍ [ |
|
|||||
التحريم 11 : |
]مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ [ |
|
|||||
يوسف 30 : |
]امْرَأَتُالْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا [ |
|
|||||
يوسف 51 : |
]قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ [ |
|
|||||
النساء 12 : |
|
]أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ [ |
|||||
النساء 128 : |
|
]وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ [ |
|||||
النمل 23 : |
|
]وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ [ |
|||||
الأحزاب 50 : |
|
]وَامْرَأَةًمُّؤْمِنَةً [ |
|||||
رُسمت الكلمة هنا بتاء مفتوحة [ ت ] : ]امْرَأَتُ[في حال الحديث عن إمرأةٍ محدّدةٍ [ معرّفةٍ ] ، إمرأة [ عمران ، نوح ، لوط ، فرعون ، العزيز ] : ]إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران 35 ، بينما رُسمت التاء مربوطةً [ ة ] : ]امْرَأَةٌ[في حال كان الحديث عاماً عن امرأةٍ [ نكرة ] غير معلومةٍ بعينها و هذا هو الحال في الأربع آيات الأخرى : ]وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً ٌ [النساء 128 .
9 : [ ميعاد ] |
|||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|
الأنفال 42 : |
]اَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَدِ [ |
|
|
آل عمران 9 : |
|
]اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [ |
|
آل عمران 194 : |
|
]إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [ |
|
الرعد 31 : |
|
]اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [ |
|
سبأ 30 : |
|
]فُل لَّكُم مِّيعَادُ [ |
|
الزمر 20 : |
|
]لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [ |
|
رسمت مفردة : ]الْمِيعَادَ[بطريقتين ، الأولى بألف قصيرة ]الْمِيعَدِ[كونه [ معلوماً ] للواعد و الموعود : ]إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَدِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال 42 ، و الثانية بألف ممدودة كون الميعاد معلوم للواعد [ الله ] و مجهولٌ للموعود [ العباد ] ، و هو موعد [ الساعة ] تحديداً في الآيات الأخرى : ]رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران 9 ، ]قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ [سبأ 30 .
10 : [ دعاء ] |
||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
غافر 50 : |
]وَمَا دُعَؤا الْكَافِرِينَ [ |
|
البقرة 181 : |
|
]لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء [ |
آل عمران 38 : |
|
]إّنَكَ سَمِيعُ الدُّعَاء [ |
إبراهيم 40 : |
|
]وَتَقَبَّلْ دُعَاء [ |
مواقع أخرى عديدة |
|
[ دعاء ] |
الدعاء هو [ الطلب ] و [ التمنّي ] ، و الأصل فيه تمني [ ما لم يكن ] ، و هذا هو الرسم المُعتاد : ]الدُّعَاء[في [ 14 ] آية : ]هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء [آل عمران 38 ، ]رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء [إبراهيم 40 ، ]وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً [الإسراء11 ، أمّا في حال الدعاء و الطلب في [ تغيير ] ما كان مُسبقاً [ تخفيف العذاب الحاصل لأهل جهنّم ] في سورة غافر : ]وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ [غافر 49 ، فكان رسم الكلمة : ]دُعَؤا[على غير الرسم المُعتاد : ]قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَؤا الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ [غافر 50 .
11 : [ نشاء ] |
||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
||
هود 87 : |
]نفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَؤا [ |
|
||
الأنعام 83 : |
|
]نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء [ |
||
الأنعام 138 : |
|
]لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء [ |
||
الأعراف 100 : |
|
]لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ [ |
||
الأنفال 31 : |
|
]لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا [ |
||
يوسف 56 : |
|
]نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء [ |
||
يوسف 76 : |
|
]نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء [ |
||
يوسف 110 : |
|
]فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء [ |
||
الإسراء 18 : |
|
]جعَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء [ |
||
الأنبياء 9 : |
|
]فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء [ |
||
الحج 5 : |
|
]وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء [ |
||
يس 66 : |
|
]وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ [ |
||
يس 67 : |
|
]وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ [ |
||
الزمر 74 : |
|
]نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء [ |
||
الشورى 52 : |
|
]نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء [ |
||
الزخرف 60 : |
|
]وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً [ |
||
محمد 30 : |
|
]وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ [ |
||
الواقعة 65 : |
|
]لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً [ |
||
الواقعة 70 : |
|
]لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً [ |
||
الأصل في المشيئة [ القدرة ] و [ الملكيّة ] المطلقة تليها [ الإستطاعة ] التي تُنتج تبعاً لذلك [ الحق ] المكفول في [ الفعل ] [ المشيئة ] ، وفي [ 15 ] موقعاً تُنسب المشيئة الى [ الله ] الذي لا تمنع قدرته شيء : ]وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام 83 ، نفس الأمر ينطبق على الآية في سورة الأنعام : ]وَقَالُواْهَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء [الأنعام 138 ، حيث زعم ملكيّة الأنعام للمتحدّثين يعني الملكيّة و الحق في المشيئة و الفعل ، نفس الأمر في قوله تعالى : ]وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [الزمر 74 ، و في قوله : ]وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ [الأنفال 31 ، فإن الحق المكفول في تقرير قرار الإيمان من عدمه و الذي يكفله سياق النص القرآني الذي يعطي المشيئة في الإيمان و الكفر مطلقةً غير مقيّدةٍ للعقل و المسؤوليّة : ]وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ [الكهف 29 ، هنا كانت الإباحة في المشيئة الغير مقيّدة من ناحية و نم ناحيّة أخرى فإن الحديث على لسان الكفار من يعتقدون استطاعتهم اتيان مثل القرآن بمشيئتهم الحرّة ، و كان رسم الكلمة كما هي في السياق : ]نَشَؤا[، خلاف الرسم المعتاد في قوله تعالى : ]قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَؤا إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [هود 87 ، حيث الحديث عن [ ملكيّة المال ] و حق التصرّف به في المطلق ، و هذا منهيٌّ عنه في نظام التداول المالي المذكور في القرآن عبر طريقين اثنين ، فالمال ليس ملكيّةً خاصةً في المطلق ، يحق لمالكه التصرّف فيها كما يشاء ، الأصل في الأنفاق هو أن يكون في سبيل الله و هو الطريق الأول : ]إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال 36 ، لا في معصيته ، كما أن في المال حقٌ لمن يستحقّه خلاف مالكه ، و دليل ذلك قوله تعالى : ]وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات 19 ، و قوله : ]وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [المعارج 24 - 25 ، و هو الطريق الثاني ، هنا كان [ تقييد المشيئة ] ، و كان الرسم القرآني : ]نَشَؤا[متوافقاً مع المعنى المخالف و الذي يسند حقيقة [ التراكم المعرفي ] لرسم الكلمات ضمن سياق المعنى داخل القرآني لا خارجه و الذي يوصل الى المحصّلة النهائيّة لفكرة تداول [ رأس المال ] لأجل التحرر من سطوته : ]وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً [الفجر 20 .
12 : [ شركاء ] |
||||
الآيات |
الرسم الأول |
الرسم الثاني |
||
الأنعام 94 : |
]زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَؤا [ |
|
||
الشورى 21 : |
]أَمْ لَهُمْ شُرَكَؤا شَرَعُوا لَهُم [ |
|
||
النساء 12 : : |
|
]فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ [ |
||
الأنعام 100 : |
|
]وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ [ |
||
الأنعام 139 : |
|
]وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء [ |
||
الاعراف 190 : |
|
]آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء [ |
||
يونس 66 : |
|
]دْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء [ |
||
الرعد 16 : |
|
]أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء [ |
||
الروم 28 : |
|
]مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء [ |
||
سبأ 27 : |
|
]أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء [ |
||
الزمر 29 : |
|
]رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ [ |
||
القلم 41 : |
|
]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ [ |
||
[ الشراكة ] عقدٌ أو اتّفاق أو ربطٌ بين طرفين [ معلومين ] و [ حقيقيّين ] ، و سياق المعنى الوارد في القرآن في الآيات المرتبطة بالرسم : ]شُرَكَاء[، يوصل إلى هذه النتيجة : ]وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ [الأنعام 100 ، ]فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الأعراف 190 ، و هذا ما لا يوجد في حالة الرسم : ]شُرَكَؤا[في سورتي الأنعام و هود : ]وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَؤا لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام 94 ، ]أَمْلَهُمْ شُرَكَؤا شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى 21 ، حيث الشراكة [ زعمٌ ] و [ إدّعاء ] بين طرفٍ معلومٌ يدّعيه ، و طرفٌ [ مجهولٌ / وهميٌ ] يتحدّى الله من يدّعيه إظهاره و إبرازه .
13 : [ سراج ] |
|||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|
الفرقان 61 : |
]وَجَعَلَ فِيهَا سِرَجاً [ |
|
|
الأحزاب 46 : |
|
]وَسِرَاجاًمُّنِيرا [ |
|
نوح 17 : |
|
]الشَّمْسَ سِرَاجاً [ |
|
النبأ 13 : |
|
]وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً [ |
|
[ السراج ] في سياق الآيات : ]وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً [نوح 16 و قوله تعالى : ]وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً [النبأ 13 ، هي [ الشمس ] و رسمت : ]سِرَاجاً[بألفٍ ممدودةٍ ، لكن الخطأ الشائع في قول المفسّرين و السائد من رأيهم هو تفسير كلمة السراج في سورة الفرقان كونها الشمس أيضاً ، لكن الرسم المخالف يوصل إلى نتيجةٍ مخالفةٍ : ]تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَجاً وَقَمَراً مُّنِيراً [الفرقان 61 ، الآية تتحدث عن السماء التي تحوي [ البروج ] و هي [ النجوم ] و [ القمر ] ، و كلاهما لا يظهر إلا في [ الليل ] ، و [ السراج ] المقصود في الآية مرتبط بإنارة القمر : ]وَقَمَراً مُّنِيراً [، أي أن معنى النور الصادر عن القمر و مصدره الشمس لا الشمس ، فكان الرسم كما هو في الآية : ]سِرَجاً[بألف قصيرة ، لا : ]سِرَاجاً[الذي يرد في الآيات الثلاث الأخر ، حيث في سورة الأحزاب تحديداً ، [ السراج ] هو الضوء المنير و النور الساطع كتشبيهٍ للشمس ، و المقصود به نور الهداية التي يبشّر بها النبي : ] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً [الأحزاب 46 ، فكان الرسم مطابقاً لرسم الآيتين في سورتي نوح و النّبأ ، حيث الأصل في التشبيه بالشمس .
14 : [ رياح ] |
|||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
|||
البقرة 174 : |
]وَتَصْرِيفِ الرِّيَحِ وَالسَّحَابِ [ |
|
|||
الأعراف57 : |
]يُرْسِلُ الرِّيَحَ بُشْراً [ |
|
|||
الحجر 22 : |
]وَأَرْسَلْنَا الرِّيَحَ [ |
|
|||
الكهف 54 : |
]تَذْرُوهُ الرِّيَحُ [ |
|
|||
الفرقان48 : |
]أَرْسَلَ الرِّيَحَ [ |
|
|||
النمل 63 : |
]يُرْسِلُ الرِّيَحَ بُشْراً [ |
|
|||
الروم 48 : |
]يُرْسِلُ الرِّيَحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً [ |
|
|||
فاطر 9 : |
]يرْسَلَ الرِّيَحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً [ |
|
|||
الجاثية 5 : |
]وَتَصْرِيفِ الرِّيَحِ [ |
|
|||
الروم 46 : |
|
]يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ [ |
|||
الرياح تُرسم بألف المد الطويلة : ]الرِّيَاحَ[في آيةٍ واحدةٍ ، خلاف المواضع الأخرى و هي [ 8 ] حيث يستعاض بألف المد بألف قصيرة ، و الإختلاف مرّةً أخرى متّصلٌ بسياق المعنى ، ففي الآيات الثمانية يتّصل الحديث عن الرياح بالحديث عن [ السحب ] في طبقات السماء العليا ، و التي يبشّر بمطرها و يجلبها معه : ]أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأعراف 57 ، أو الرياح العاصفة التي تسير فوق الأرض تحرّك الهشيم و تذروه بعيداً : ]وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً [الكهف 45 ، أمّا في سورة الروم فإن الحديث عن الرياح المعتدلة قرب أسطح البحار و التي تسير دونما مطرٍ أو عواصف تتحرّك بها السفن في البحر في نظامٍ يتتبّعه و يعرفه الملاّحون : ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الروم 46 ، فكان الاختلاف في الرسم لاختلاف المعنى و الدلالة .
15 : [ لقاء ] |
||||
الآيات : |
الرسم الأول : |
الرسم الثاني : |
||
الروم 8 : |
]بِلِقَائرَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [ |
|
||
الروم 16 : |
]كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَائ الْآخِرَةِ [ |
|
||
الأنعام 31 : |
|
]كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ [ |
||
الأنعام 130 : |
|
]َيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا [ |
||
الأنعام 154 : |
|
]لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [ |
||
الأعراف 51 : |
|
]كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا [ |
||
الأعراف 147 : |
|
]كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ [ |
||
يونس 45 : |
|
]قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ [ |
||
الرعد 2 : |
|
]لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [ |
||
الكهف 110 : |
|
]َأنَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ [ |
||
المؤمنون 33 : |
|
]وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ [ |
||
العنكبوت 5 : |
|
]مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ [ |
||
السجدة 10 : |
|
]هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ [ |
||
السجدة 14 : |
|
]نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا [ |
||
الزمر 71 : |
|
]وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا [ |
||
فصلت 54 : |
|
] إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ [ |
||
الجاثية 43 : |
|
]نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا [ |
||
[ اللقاء ] في سورة الروم [ معلوم ] و هو [ في بضع سنين ] ، و المخصّصون باللقاء هم من سيغلبهم [ الروم ] و المقصود به هو يوم موتهم تحديداً ، و أخبر الله بموعد هزيمة من يخافون : ]َلِقَائ[ربّهم : ]غُلِبَتِ الرُّومُ ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [الروم 2-4 ، ]أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَائ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [الروم 8 ، ]وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَائ الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [الروم 16، أمّا لقاء يوم الساعة التي تأتي بغتة و الآخرة ، فإنه [مجهولٌ ] لم يُخبر به الله أحداً : ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا [النازعات 44 ، و هو ما يشير إليه سياق الآيات الأخرى التي وردت فيها كلمة ]لِقَاء[و رسمها المُعتاد : ]قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [الأنعام 31 ، هذا و الله أعلم .