الولاية العامة" كما يفهمها الثوار الأحرار

د. شاكر النابلسي في الأحد ٢٥ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

1-

شاع في الأردن مؤخراً مفهوم "الولاية العامة"، مع مجيء وزارة القاضي الدولي السابق عون الخصاونة، الذي ترك مقعد القضاء الدولي والعدالة الإنسانية، ليلتحق بركب رؤساء الوزارات السابقين، ويطلق شعار توليه "الولاية العامة" عن الشعب الأردني. وهو شعار جميل، وأنيق، وجديد، وبراق، وزاهر، ولكن تنقصه المصداقية، والفهم السليم، والتطبيق الشفاف، والشجاع.

-2-

فما هي مصداقية هذا الشعار، وفهمه السليم، وفارسه الحق، إن كنا نريد تطبيقه حق التطبيق، في الأردن الحالي:

1-     "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار، أن ننزع من الملك صلاحياته "الإلهية" الكثيرة، منها تكليف من يشاء بتأليف رئاسة الوزراء، وتكليف من يشاء بتولي الوزارة، وتكليف من يشاء بتولي القضاء ورئاسته، وغيره من المناصب المهمة، وإخضاع كل هذه المناصب للانتخاب، ولتزكية مجلس النواب، بعد الاستماع إلى أجوبتهم عن أسئلة النواب المختصين.

2-     "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  أن يكون من يتولاها قد اختاره الشعب، وليس القصر الملكي، كما هو الحال الآن مع عون الخصاونة، الذي توقعنا أن يرفض منصبه الحالي، إلا إذا جاء بانتخاب حر شعبي.

3-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  أن "لا أحد فوق القانون"، ولا  أحد فوق الحساب والعقاب" واعتبار الملك من ضمن هؤلاء "اللاحد" ، وليس من ضمن هؤلاء "الأحد" الذين هم فوق القانون، وفوق الحساب.

4-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  أن يُقدَّم أي أمير، أو أميرة، أو شريف، أو شريفة، إلى القضاء، إن كان قد سرق، أو نهب، أو استولى، على مال، أو أرض، بغير حق، من الدولة. فهؤلاء يجب أن يكونوا تحت القانون، وليسوا فوقه، شأنهم شأن أي فرد من أفراد الشعب.

5-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار، أن يُقدَّم أي قريب، أو نسيب للعائلة المالكة، إلى القضاء، إن كان قد سرق، أو نهب، أو استولى، على مال، أو أرض، بغير حق من الدولة. فهؤلاء جميعاً، يجب أن يكونوا تحت القانون، وليسوا فوقه، شأنهم شأن أي فرد من أفراد الشعب.

6-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار، أن لا يُقدم للمحاكمة "كباش الفداء" كأمين أمانة عمان (عمر المعاني) وغيره من رؤوساء الوزرات السابقين فقط، الذين كانوا مأمورين من "فوق"، وليسوا بآمرين. ولكن، قبل المعاني، وأي رئيس وزراء، يجب أن يُقدَّم "الكباش" أنفسهم للمحكمة. والخصاونة، والثوار الأحرار، في الأردن، يعرفون جيداً من هم هؤلاء "الكباش"، و "القطط السمان". ولكن الخصاونة والقضاء الأردني، لا يرمون الحجارة في الآبار، التي يشربون منها!

7-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  لا كما يفهمها عون الخصاونة، التي تم تلقينه بها من قبل سيدات، وسادة القصر الملكي.

8-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  لا كما يفهمها مجموعة من الصحافيين والإعلاميين الأردنيين، الواقعين في قبضة الأمن السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، والمطبلين والمزمرين لمفهوم الولاية العامة "الملكي" وليس "الشعبي" الحر.

9-       "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار،  أن يُمنع أيضاً الأمراء، والأميرات، والأشراف، والشريفات، وأقرباء، وأنسباء الملك، المشكوك في ذمتهم، من السفر، وليس فقط 100 شخصية سياسية أردنية مهمة، كما جاء في الأخبار.

10- "الولاية العامة" تعني في الأردن الحالي، كما يفهمها الثوار الأحرار، لا تعني نبش ملفات الفساد. فالفساد الأكبر، والأعظم، والأضخم، و"الهبر" الحقيقي ليس له ملفات. فكيف يكون لمثل هذا الفساد ملفات؟! ولكنه مدفون في صدور الناس (الشعب) ومحفور فوق شواهد قبور الفقراء، الذين ماتوا جوعاً.

السلام عليكم.

اجمالي القراءات 8861