جمع كلمة [ نبي ] تأتي بصيغتين مختلفتين [ أنبياء ] و [ نبيّين ] ، و لكلٍّ من الصيغتين دلالته الخاصة قطعاً ، فالأنبياء هم أصحاب الرسالات من أنزل الله عليهم الكتاب : ]وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ [المائدة 20 ، و هؤلاء [ الرسل/الأنبياء ] لا يستطيع أحدٌ قتلهم لأنّهم محروسون و محميّيون من الله : ]إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ [النمل 10 ، بل أن قتلهم بشهادة النّص أمرٌ مستحيلٌ ، و لنا في قصص نجاة الأنبياء : [ ابراهيم ] ، [ نوح ] ، [ يونس ] ، [ هود ] ، [ لوط ] ، [ صالح ] ، [ شعيب ] ، [ يوسف ] ، [ موسى ] ، [ عيسى ] و [ محمّدٍ ] عليهم صلاة اللهخير مثال ، حيث لم يرد داخل كل السياق القصّصي داخل القرآن قتل أيٍّ من هؤلاء الأنبياء : ]إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ [يس 14 ، ]قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء 69 ، ]فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ [الأعراف 64 ، ]فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِإِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات 142 - 144 ، ]فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُبِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ [الأعراف 72 ، ]فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُإِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ [الأعراف 83 ، ]وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ [هود 58 ، ]فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود 66 ، ]وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ [هود 94 ، ]قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ [يوسف 10 ، ]وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [يوسف 19 ، ]وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة 50 ،]وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء 157 ، ]وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة 67 ، لكن الغريب هو ما يرد في بعض كتب الفقهاء عن قصصٍ تقول أن بعض الأنبياء قد قُتلوا ، و لنا في قصّةٍ ترد عند [ ابن كثير ] في [ البداية و النهاية ] ، و ليس أغرب مما يرد في الكتاب سوى عنوانه الذي يوحي بأنه يحوي كل أخبار ما مضى منذ بدء الخليقة [ البداية ] و ما سيكون [ النهاية ] ، و الحديث عن النبي يحيى عليه صلاة الله، في قصّةٍ لا أصل لها في القرآن البتّة تقول في ما هو نصّه : [ ... أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه ، أو من لا يحل له تزويجها ، فنهاه يحيى عليه السلام عن ذلك ، فبقي في نفسها منه ، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى فوهبه لها ، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت إلى عندها ، فيقال إنها هلكت من فورها و ساعتها] ، الحقيقة التي يفرضها علينا النّص القرآني و التي مفادها أن الأنبياء معصومون من الناس ، تدفع نحو التمييز بين [ قتل الأنبياء ] و [ قتل النبيّين ] على جانب ، و هو ما يرد في صريح النّص ، و بين [ الأنبياء ] و [ النبيين ] أنفسهم على جانبٍ آخر ، وبناءٌ على هذه القاعدة القطعيّة الورادة داخل النّص ، و التي مفادها أن قتل الأنبياء أمرٌ منفيٌّ و غير ممكن ، يجب علينا أن نبحث عن [ تأويل ] الآيات الأربع و التي يرد فيها ذكر قتل الأنبياء منسوباً دائماً إلى [ بني إسرائيل/اليهود ] : ]وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [البقرة 91 ، ]ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ [آل عمران 112 ، ]لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }آل عمران 181 ، ]فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء 155 ، و هو أمرٌ غير ممكن قبل فهم معنى سياق ذكر [ النبيّين ] ، و محاولة استيعاب معنى قتلهم الذي يرد في النّص أيضاً باضطّرادٍ و داخل سياقاتٍ مرتبطةٍ بكنهتهم بالدرجة الأولى ، ]وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الزمر 69 ، هنا الحديث عن النبيّين بصفتهم كمؤمنين ، أخذ الله عليهم ميثاق الإيمان يشهد عليهم شهداء ، و هو ما يتكرّر في آيةٍ تؤكد كون هؤلاء هم المؤمنون بالكتب السابقة من حضروا الرسالة الخاتمة [ الإسلام/القرآن ] : ]وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران 81 ، فالأنبياء [ يُرسل ] لهم مصدر الإيمان و الوحي ليكونوا [ رسلاً ] ، بينما المؤمنون يؤتون الإيمان ليكونو من [ النبيّين ] : ]وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَفَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء 69 ، ]قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ [آل عمران 84 ، ]إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء [المائدة 44 ، و هنا يبرز لنا الفارق بين الأنبياء و النبيّين ، [ النبيّين ] هم مؤمنون برسالة الأنبياء ، أمتدادٌ لهم ، منهم من يؤتى النبوّة : ]وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ [، فيكون رسولاً من [ الأنبياء ] يعصمه الله من النّاس لا يستطيعون أذيّته كحال [ داوود ] ، [ موسى ] و [ عيسى ] عليهم صلاة الله : ]كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ [البقرة 213 ، فالنبيّين هنا هم كذلك قبل أن يُنزل معهم الكتاب ، و [ محمّد ] عليه صلاة اللهالذي ميّزه الله بكونه حامل الرسالة المميّزة الشاملة و الناسخة التي نالها بعد أن كان من [ المؤمنين/النبيّين ] بما أنزل على الذين من قبله : ]مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب 40 ، و [ الخاتَم ] بالفتح فوق التاء هنا ليست بمعنى [ الأخير ] بل بمعنى [ المميّز ] من [ النبيّين/المؤمنين ] من بعد عيسى عليه صلاة الله،إذ لم يقل النّص هنا أن الرسول محمّد عليه صلاة اللههو خاتَِم الرسل أو الأنبياء كما يكرّر الفقهاء مبدلين الكلام عن موضعه كعادتهم ، لأن الأنبياء لا يدخلون في إطار [ التميّيز ] خلاف النبيّين ، فالمؤمنون منهم من لا يؤتى النبوّة فيبقى مؤمنّاً من [ النبيّين ] الذين يقتلهم الكفّار كونهم غير معصومين من الناس : ]وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [الإسراء 55، ]بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ [البقرة 61 ، ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران 21 ، و سياق الربط بين النبيّين و بين من يأمرون بالقسط ليس اعتباطيّاً ، بل كون هؤلاء هم مرآة ؤلائك ، و على الجانب الآخر فإن قتل [ الأنبياء ] يكون بطمس ملامح النبوّة و تشويه الرسالة التي يأتون بها ، و هدم الامتداد و التواصل الإيماني بين الرسالتين المتلاحقتين ، و هو ما حدث في قصّة بني اسرائيل و موسى و عيسى عليها صلاة الله: ]أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة75، ]فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً [البقرة 79 ، و هو الحاصل مع رسالة محمّد علي صلاة اللهالتي غاب فيها [ القطعي/القرآن الكريم ] خلف [ الظني/الفقه ] : ]وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان 30 ، ليكون [ المغضوب عليهم/الفقهاء ] من جعلوا أنفسهم أوصياء على دين الناس في دينٍ لا وصاية فيه ، و الغضب الذي أصابهم كونهم ابتعدوا عن حبل الله/القرآن نحو ظنونهم التي لا تغني عن الحقّ شيئاً : ]ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران 112، الذي سعوا نحو تحييد الناس عن طريق الهدى ، و الصراط المستقيم ، فضلّوا و أضلّوا ، عبر انتحال شخصيّة الرسول بعيداً عن الوحي المنزّه عن الباطل من بين يديه أو من خلفه ، لينطبق قوله تعالى على حال المسلمين الضائعين في متاهة الفقه و الفقهاء اليوم : ]اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة 6-7 .