وزارة الجنزورى ... سمك لبن تمر هندى

حمدى البصير في الأحد ٠٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

من الاسباب الرئيسية فى تأخر التشكيل الوزارى أو ما " يسمى بحكومة الإنقاذ الوطنى" حتى الأن ، صعوبة عثور الدكتور كمال الجنزورى المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة على وزراء يصلحون أو يقبلون منصب الوزارة ، خاصة من الشباب أو من جيل الوسط.

فالظروف الحالية التى يختار فيها الجنزورى الوزراء ، مختلفة تماما عما إذا كان قد أعيد إختياره رئيسا للوزراء منذ 11 عاما ، ولم يخرج فى صمت مغضوبا عليه من النظام السابق أو بسبب أخطاؤه.

فنحن الأن نعيش مرحلة ثورية ، والمطلوب حكومة إنقاذ وطنى إنتقالية " تضم مختف ألوان " الطيف السياسى " ويكون فيها تمثيل " شبابى" واضح ، ولاسيما من " أبطال " ثورة يناير ،  خاصة أن هناك معتصمون فى ميدان التحرير من الثوار الذين يعترضون على إختيار الجنزورى رئيسا للوزراء ، بل يرفضون وجود المجلس العسكرى ، ومن هنا تأتى صعوبة تشكيل وزارة جديدة " على أسنة الرماح " وفى توقيت تجرى فيه إنتخابات برلمانية ، وفى مناخ سياسى لايوجد فيه توافق وطنى واضح ، ووسط تربص شديد من " الفلول " .

الدكتور الجنزورى إستهل مشاوراته بلقاء ممثلين من إئتلافات الثورة ، وبعض مناصرى ثورة يناير، والذين وينضون تحت مسميات مختلفة ، وشخصيات عامة مقبولة وطنيا ، وإستمع لكل الأراء ، وتلقى العديد من الإقتراحات والطلبات وذلك فى مكتبه بمعهد التخطيط القومى بمدينة نصر ، وهو المكان المحبب له ، وقام بإستدعاء بعض الموظفين والسكرتارية وقلة من القيادات التى خرجت إلى " المعاش " والذين كانوا يعملون معه منذ وقت طويل ، وحول معهد التخطيط ، إلى مقر مجلس وزراء مصغر ، لأن بعض الشباب الثورى كانوا يحاصرون مقر رئاسة الوزراء فى شارع مجلس الشعب بالقصر العينى .

وبدأ الجنزورى مشاوراته وإستبعد الوزراء الذين كانوا يعملون معه وكان مغضوبا عليهم ، لأن هؤلاء أصبحوا فى سن " الشيخوخة " وبعضهم أصابه " الزهايمر "، ولم يصلح كل هؤلاء بالطبع للمرحلة  " الثورية والشبابية " الحالية .

وبدأ ينقب الجنزورى عن أسماء شبابية ثصلح لتولى مسؤلية الوزارة ، ولاسيما ممن إشتركوا فى ثورة 25 يناير ، خاصة ممن إلتقى بهم بعد تكليفه مباشرة ، فلم يجد من يصلح ، لأن هؤلاء ظنوا أن الجنزورى طلب اللقاء بهم لإختيار وزراء من بينهم ، فهناك من طلب منه تولى مسؤلية وزارة الزراعة وإعطائه صلاحيات كاملة فى إختيار محاصيل بعينها يتم زراعتها ، وهناك شاب طلب منه تعينه وزيرا للشباب والرياضة ، لأنه خريج كلية التربية الرياضية وصحته " كويسة " - كما حكت لى الزميلة الصحفية أمال إبراهيم التى حضرت واحدة من تلك اللقاءات - وهناك من الشباب من قدم للجنزورى أوراقا أكد فيها أن بها مخططا شاملا للنهوض بمصر ، وحرصوا جميعا فى نهاية اللقاء أخذ صورة تزكارية مع رئيس  الوزراء المكلف بإعتبارهم كانوا مرشحين لتولى الوزارة .

وفى نفس الوقت هناك شباب إعتذرواعن قبول مناصب وزارية من ينهم عمرو الشوبكى ، وكان مرشحا وزيرا للإعلام، والدكتور معتز عبدالفتاح للشباب والرياضة، إضافة إلى الدكتور مصطفى النجار، عضو المكتب السياسى لحزب العدل، وجواد نابلسى، أحد شباب ثورة ٢٥ يناير .

.مشاورات «الجنزورى " استغرقت وقتا طويلا لاختيار مرشحا لحقيبة «الداخلية»، وكان أبرزهم اللواءات: عبدالرحيم القناوى ومحمد يوسف وأحمد جمال الدين، ومعهم اللواءات: محمد صلاح زايد ومحمد رفعت قمصان وحامد عبدالله وحسن عبدالحميد ونشأت الهلالى. ولكن بعض هؤلاء رفضوا المنصب ، وبالتالى قد يبقى الجنزورى على اللواء منصور عيسوى وزيرا للداخلية مع تعيين نائبين له من الأسماء السابقة.

الجنزورى لجأ إلى إختيار حكومة تضم وزراء سابقين فى الحكومة السابقة - لضيق الوقت - وفرض عليه المجلس العسكرى أسامة هيكل كى يستمر وزيرا للإعلام ، ولكنه رفض بشدة إستمرار ماجد جورج وزيرا للبيئة ، فوافق  العسكر ، وقام رئيس حكومة الإنقاذ الوطنى بإختيار وزيراخر للبيئة هو الدكتور عبد المسيح سمعان ، ولا أعرف لماذا الإصرار على إختيار وزيرا قبطيا للبيئة على مدار السنوات الأخيرة ، قبل وبعد ثورة يناير ؟، هل لأنها وزارة صغيرة و" لطيفة " وغير مؤثرة ؟ ، أم إن الأفباط متخصصون فى البيئة أكثر من غيرهم ؟! .

وفى إطار الإعتماد على وزراء " تكنوقراط " قام الكتور الجنزورى بإختيار وكلاء وزارات كى يتولوا مسؤلية الوزارة التى يعملون بها مثل وزارات المالية والصحة والتعليم والقوى العاملة.

وبسبب التسريبات الإعلامية ، ولإننا نعيش مناخا ثوريا ، وأصبح للجميع الحق فى الإعتراض على كل شىء وأى شىء ، بحق أو بدون حق ، هناك من رفض تعيين وكلاء الوزارت وزراء ، وهناك من إعترض على مرشحين لوزارة الداخلية ، وأخرين أبدوا تحفظهم على عدم الإستعانة بوزراء شباب بدلا من وزراء كبار السن أوممن خدموا فى عهد " مبارك ".

 وبالتالى تعثر إعلان التشكيل الوزارى الجديد حتى الأن ، وسوف يعترض البعض أيضا على الجنزورى ووزرائه حتى بعد حلف اليمين ، وهذا وارد لإن الوقت لم يكن مناسبا فى تعيين وزارة جديدة ونحن نجرى إنتخابات تشريعية ، وبسبب ضغط شعبى ، ولإرضاء ميدان التحرير ، ولإن الوزراة الجديدة ستكون سمك لبن تمر هندى .

 حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com


 

اجمالي القراءات 9758