الايمان الصحيح مع التقوى وعمل الصالحات تعطى المؤمن يقينا علامته أن يجعل اليوم الآخر ويوم الحساب والأمل فى الجنة فى حسبانه ، فلا تغره الحياة الدنيا ومطامعها وصراعات أصحابها ، وهذا اليقين وحساب النفس يمنع فى حد ذاته من تزكية النفس لأن المؤمن فى هذه الحالة يتذكر ذنوبه و يندم عليها ويتمنى غفرانها ، أى لا يعطى نفسه ميزة بل يعرف انه ليس منزها عن الخطأ ـ ويقع فيه ، فيتوب ويستغفر .
هذا المؤمن أيضا ينظر لمن يخالفه ويوقن انهم على الباطل فى العقيدة قياسا على حاله ، فهم يؤمنون بحديث آخر غير القرآن ويقدسون قبورا وأنصابا ويكررون علنا عقائد وعبادات المشركين ، أى ينطبق عليهم إعجاز القرآن حين شرح من قبل ملامح الشرك والكفر ، وهم جاءوا بعد قرون من القرآن يصدق عليهم شرح القرآن فى المشركين الكافرين. والمؤمن هنا أيضا يعلم أن من يموت على هذا الاعتقاد المشرك والممارسات الشركية دون توبة فمصيره الخلود فى جهنم ، وهذه التوبة منها جزء ظاهر معروف للناس ، فهناك من يظل ملحدا معاندا يصد عن سبيل الله جل وعلا طيلة حياته ، ومنهم من تنتهى حياته فى الارهاب وقتل الناس عشوائيا وظلما باسم الجهاد والاسلام مشوها دين الله ، وهناك من هو معرف بتقديس القبور والأئمة بلا اتغماس فى الدعوة .وهذا الكفر العلنى المعروف للناس يمكن الحكم على صاحبه لأن صاحبه لم يعلن توبته كما كان يعلن كفره وعصيانه ، وهناك من ليس ظاهر الكفر من عوام الناس ، فأمره فى توبته خاص بينه ويين ربه جل وعلا . والله جل وعلا هو المستعان