هل فعلا قاموا بنشر الإسلام للكيد في الإسلام .؟
هل فعلا قاموا بنشر الإسلام للكيد في الإسلام .؟

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

هل فعلا قاموا بنشر الإسلام للكيد في الإسلام .؟

 

 

 

 قد يتعجب أو يستغرب البعض من عنوان هذا المقال

ولكن لم أري عنوان مناسب لهذا الموضوع غير ذلك وهو أن المسلمين الذين قاموا بالفتوحات الإسلامية قاموا بنشر الإسلام من اجل الكيد في الإسلام ورسول الإسلام وأنا هنا لن ألجئ إلى كتب التاريخ حتى اثبت ما أتكلم عنه بخصوص  هؤلاء الذين قاموا بما يعرف بالفتوحات  الإسلامية أو كما أطلقوا عليها نشر الإسلام  ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون من قاموا بهذه الأعمال كان من اجل الإسلام وحتى لا نظلمهم فلابد من عرض ما قاله القران الكريم الذي يثبت عكس ما قاموا به  حين أرسل الله الرسول بالرسالة الخاتمة

القران وفي البداية  الرسول هو الذي تعرض للاضطهاد ،  لم يجمع الرسول كل من آمن معه وقام بمحاربة كفار مكة أو بنشر الإسلام في مكة عن طريق القتال ، بل أن الرسول والذين أمنوا معه هم الذين أجبروا على الهجرة وترك وطنهم وبيوتهم وأموالهم وأزواجهم يقول تعالى   {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر:8  ، نلاحظ هنا من هذه الآية الكريمة أنها تتحدث عن شيء غاية في الأهمية وهي تثبت عكس ما زيفوه من تاريخ بشري يحقد حتى على من آمنوا مع الرسول وهاجروا معه ونصروا الله ورسوله ، وكانوا في بداية الرسالة من فقراء مكة وليس من عتاة مكة أو أغنياء مكة  ولكن الله قال  {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8  ولو كان الأمر غير ذلك لقال الله عن الذين هاجروا مع الرسول هم من الأغنياء أو أصحاب النفوذ كما قال الله عن قصة ملكة سباء حين تركت القصور والملك من اجل الأيمان بالله  وهذا ليس موضوعنا الأساسي.

 ولكنه نبذه عن الآية الكريمة وان الموضوع الأساسي ليس في الإسلام المنزل من عند الله رحمة للناس كافة به تهديد لأي شخص أو أمة ، وليس في الإسلام أن تخير الناس بين الأيمان أو القتال أو دفع الجزية ومن فعلوا ذلك بعد موت الرسول لا علاقة للإسلام بما فعلوه ، وليس من شرع الله في شيء ومن وجهة نظري كل هذه الأعمال بعد موت الرسول كان الهدف منها الكيد في الإسلام  ورسول الإسلام ، وجدير بالذكر هنا دخول بني أمية في الإسلام لاقتناعهم أن مصلحتهم في الانتماء للدين الجديد حتى لا يقفدوا السيطرة على البيت الحرام وموسم الحج.

ربما بعضهم قد فعل هذا بقصد أو بدون قصد ، لا يعلم ذلك إلا الله المهم أنها ليست من الإسلام ولا من شرع الإسلام ثم أن الله قد قال إلى صاحب الرسالة والمكلف من الله والمحيطين  بالرسول في نفس المكان يقول تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56  ثم أن الإسلام لم يكون في يوم من الأيام معتدي على أحد في عصر الرسول صاحب الرسالة عليه  السلام بل كان يرد الاعتداء فقط يقول تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190 أي أن الدولة الإسلامية

في عصر الرسول كانت في حالة دفاع عن النفس فقط ولا يمكن بأي حال من الأحوال من بعثه الله رحمة للعالمين أن يبادر بالاعتداء على الناس في أوطانهم فهذا تناقض بين القول والفعل وهذا ما لا نرضاه عن شرع الله وعن رسول الله وليس في الإسلام الدعوة إلى الله  إلا عن طريق الحكمة  والموعظة الحسنة كما قال الله تعالى  {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 أو شيء أخر لا يقل عن هذا يقول تعالى  {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33

العمل الصالح أن يؤمن بالله حق الأيمان وإذا أراد

أي إنسان أن يدعو إلى الله يقوم بأعمال الخير لمن هم غير المسلمين لوجه الله إن كان يستطيع  وان كان فقيرا فيجب عليه أن يتعامل مع من هم غير المسلمين بالصدق والأمانة  هذه هي الدعوة والتسامح والعدل واحترام حقوق الغير مهما اختلفوا في الدين او العقيدة ، ولم يأمرنا الإسلام أن نجيش الجيوش ونقول نحن سوف ننشر الإسلام بهذه الطريقة  كما فعل السابقون الذين احتلوا الدول باسم الإسلام ومن ثم  يطلقون على عمر ابن الخطاب أعدل أهل الأرض  كلام ولا كلام المجانين ، كيف يكون محتل وعادل في نفس الوقت ثم أين هو الوحي الذي قال لهؤلاء قوموا بنشر الإسلام بهذه الطريقة هل أتي قرآن غير هذا ولا نعلم عنه ثم أن الرسول لم يقوم بفتح مكة إلا بآمر من الله  يقول تعالى  {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً }الفتح1  وحين أمر الله الرسول بذلك لم يقول الرسول لكفار مكة إما الدخول في الإسلام وإما دفع الجزية أو سوف نقوم بقتالكم بل أن جاء الأمر من الله أيضا لكي يثبت حق وجود الكفار في مكة في دولة الرسول  يقول تعالى

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }الكافرون1 ، ثم في الناهية قول الله  {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }الكافرون6  يعني هم أحرار كما قال الله تعالى  {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }الكافرون6 فموضوع نشر الإسلام كما  فعل السابقون بعد موت الرسول ليس له علاقة بالإسلام ، ولو كان هذا من الإسلام لكان الرسول او من فعل هذا في أهل مكة حين أمره الله تعالى بفتح مكة ، ولكنه تعامل مع الكفار بكل احترام لعقيدتهم الكافرة كما قال أمره القرآن (لكم دينكم ولي دين).

 

اجمالي القراءات 16890