تحرير رقبة

سامر إسلامبولي في الإثنين ١٥ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تحرير رقبة

إن دلالة كلمة ( تحرير رقبة ) هي إطلاق حرية الإنسان وفك قيوده المقيد بها ، فما هي القيود التي تقيد رقبة الإنسان في الواقع الاجتماعي ؟

إن صور القيود الاجتماعية التي تقيد رقبة الإنسان غير محصورة بصورة واحدة, وإنما هي متعددة ,نحو الإنسان الذي يصاب بحالة الإفلاس, ويحكم عليه بالسجن, فيأتي دور المجتمع بأفراده لمساعدة هذا الإنسان, وتحرير رقبته من خلال دفع ما عليه من ذمم مالية ، وكذلك الإنسان الذي يقع في ضائقة مالية ويستدين من غيره ,ولا يستطيع رَدَّ ذلك الدين ,فيصير الدين قيداً في رقبته يمنعه من ممارسة الحياة بصورة متوازنة ومطمئنة, وينعكس ذلك على نفسه وأسرته, فحض الشارع على مساعدته وفك قيده لتحريره من ضغط الدين عليه, وذلك إما بإعفائه من قسم من دينه أو كله حسب الواقع, وقد ربط الشارع التكفير عن مخالفات شرعية بتحرير رقبة . قال تعالى : [ ومن قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ] النساء 92

وقال : [ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ...]المائدة 89 وقال : [ وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة ] البلد 12- 13

وظهر تفعيل مفهوم [تحرير رقبة] في التاريخ عند بدء نزول النص في إعتاق وتحرير العبيد, كون أقسى قيد يتم تقييد رقبة الإنسان به هو استلاب إرادته وحريته ، فتوجه عمل المجتمع الإسلامي إلى تحرير العبيد بالدرجة الأولى ، وساهم الشرع الإسلامي في تجفيف هذه الصورة وإرجاع الحرية للإنسان ، وبقي مفهوم فك رقبة وتحريرها مُغيّب في الفقه الإ

اجمالي القراءات 41554