كالعادة الخائفون من الحب يحظرون اللون الأحمر بالسعودية والمحلات تبيع الهدايا سرا بأسعار باهظة
في
السبت ١٣ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
السبت, 13 فبراير 2010 17:06 ياسر العرامي
يثير الاحتفال بعيد الحب في الـ14 من فبراير من كل عام في المملكة العربية السعودية جدلاً بين الرومانسيين السعوديين ورجال الدين المتشدديـن الذين ينضوون تحت لواء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية).
وهذا العام، بدأت الهيئة حملة رقابة ميدانية على المتاجر ومحلات الهدايا بحثاً عن أي مظاهر للاحتفال بعيد الحب (الفنالنتاين) الذي يوافق غدٍ ، وذلك بعد أن حذرت تلك المحلات من إظهار الاحتفال بعيد الحب. فيما بدأت المتاجر ومحلات بيع الهدايا والألعاب في إخفاء كل ما لديها من دببه حمراء أو ورود وعلب الشوكولاته الحمراء التي على شكل قلب والتي يبيعونها في الأيام العادية؛ خوفاً من رجال الهيئة التي تصادرها وتتلفها إن وجدتها.
وفي هذا الصدد، نسب لمتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ علي القرني قوله "إن الهيئة تكثف القيام بجولات وقائية في الأماكن التي تكثر فيها المخالفات، خاصة في محلات الهدايا والتحف والمطاعم والفنادق والمقاهي". وأضاف القرني أن "الهيئة تقدم النصيحة والإرشاد للشباب بعدم الاحتفال بـ(عيد الحب) وعدم اتباع العادات والتقاليد السيئة أو البدع المنكرة كتعظيم بعض الأوقات أو الاحتفال بالأعياد والمناسبات البدعية". حسبما نقلت عنه صحيفة الوطن السعودية. بينما نقلت وسائل إعلامية محلية عن متحدث آخر باسم الهيئة قوله ""إن كل من لا يستجيب لمطالبنا سوف يتعرض إلى العقاب".
ولفت القرني إلى أن الحب لدى المسلمين "له سمو في معناه النبيل ولم يخصص له مناسبة بعينها، فجعل ضمن سلوكيات وشخصية المسلم طيلة العام" وقال أن "المسلمين هم أهل الحب، والدليل على ذلك أن هذه الكلمة ذكرت في كتاب الله أكثر من 83 مرة".
من جهتها، أكدت مصادر في الرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أن لدى الهيئة توجيهات بمصادرة "الهدايا والتحف الموسومة بوسام هذا العيد الوثني ومحاسبة بائعها ومن يسوقها في السعودية، ومن ذلك ارتداء الفتيات الملابس الحمراء في هذا اليوم والاجتماع على وليمة أو تقديم الدعوات بهذه المناسبة".
وأوضح القرني إلى الهيئة تمنع مداهمة غير المسلم الذي يحتفل بهذا العيد إذا كان يؤدي طقوس هذه المناسبة في مسكنه وبشكل مستتر. وإذ قال إن الهيئة تتفهم معتقدات غير المسلم في هذا العيد، أكد أنها تقوم بالمناصحة لهم إذا أظهروا الاحتفال بشكل لافت في الأماكن العامة.
وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، قد وصف قبل سنوات "عيد الحب" بأنه "عيد وثني" وقال في فتوى له "إن على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ألا يحتفل بهذا العيد".
وقال أحد بائعي الورد في مدينة الدمام: إن "الهيئة تركز حاليا على اللون الأحمر، ما جعلنا نخفي هذا اللون من الورود وهدايا الحب في أماكن ومواقع لا يمكن لأي شخص أن يكتشفها وتكون خارج المحل".
وتشدد الهيئة إجراءاتها في ملاحقـة ورقابة مظاهر الاحتفاء بعيد الحب، كما تجند عدد كبير من أعضائها لهذه المهمة إلى حد قالت وسائل إعلام سعودية "إن اللون الأحمر يعد محظوراً في السعودية في منتصف فبراير، خصوصاً الزهور الحمراء والهدايا المختلفة، والدببة، والشوكولاته التي تأتي على شكل قلب أو يذكر بها الحب، بينما تباع على مدار العام".
وتلجأ بعض المحال التجارية إلى التحايل على رجال الهيئة بإخفاء تلك الهدايا التي تدل على "عيد الحب" بعيداً عن الأنظار بينما تقوم ببيعها سراً على زبائنها المعروفين، في حين تغلق محلات الزهور أبوابها مع اقتراب عيد الحب وتتعامل مع زبائنها عبر الهاتف لطلبات الورود الحمراء وإرسالها إلى من يريدون. بحسب ما نشر موقع "سبق" الإلكتروني.
وأضاف الموقع "أن بعض الشباب والفتيات اعتادوا على شراء الهدايا والزهور والشكولاتة الخاصة بعيد الحب والملابس الحمراء التي تكتب عليها كلمات تدل على ذات المناسبة قبل دخول شهر فبراير، وذلك لاختفاء هذه السلع قرب منتصف فبراير خوفاً من عقوبات الهيئة من جهة، وارتفاع أسعارها إلى ثلاثة أضعاف وأكثر من جهة أخرى، نتيجة لندرتها في تلك الفترة التي يعد فيها اللون الأحمر محظوراً".
ويرتفع سعر الورد الأحمر الذي يباع على مدار العام بـ ـ5 ريالات (أقل من دولار ونصف) إلى 30 ريالاً (أي ما يعادل 8 دولارت تقريباً). بينما تتراوح أسعار السلع الأخرى مثل الدببة الحمراء بين 100 و 200 ريالاً (أي ما يعادل 25 و50 دولاراً ) وتختلف بحسب أحجامها، ويعد ذلك ارتفاعاً مهولاً إذا ما قورنت بأسعارها في الأيام العادية التي لا تزيد عن 30 و50 ريالاً ( أي ما بين 8 و 12 دولاراً ).