السنة والحديث

سامر إسلامبولي في الإثنين ١٥ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الســنة والحديـث

   يسرني أن ألتقي بكم في هذا المركز الإسلامي المبارك. إن شاء الله للتحاور وتداول وجهات النظر والاستماع إلى الآراء الأخرى لتزكية الأفكار ونقدها النقد البناء الإيجابي وتحديثها، لأن لكل زمن معطيات واستخدام للأفكار بصورة اجتماعية وسياسية. ومن هذا الوجه يجب الانتباه أثناء دراسة الأفكار واستحضار المعطيات التاريخية التي كانت الباعث على صياغة الأفكار بهذه الصورة التي تخدم مصالح الفئة المستبدة حينئذ. فمن المعلوم أن الصراع السياسي كان وراء صياغة معظم المفاهيم الإسلامية وولادة الفرق والطوائف، ولا ننسى أيضاً دخول الوافدين من الثقافات الأخرى إلى الإسلام لقد أدخلوا معهم ثقافتهم وتم مزجها بالثقافة الإسلامية. ناهيك عن كمون العقلية الجاهلية في المجتمع الإسلامي وظهورها في الثقافة الإسلامية كآلية عقلية تم استخدامها في فهم الإسلام وخاصة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله إذ بدأت تظهر رويداً رويداً. إلى أن ظهرت تماماً بعد انتهاء العصر السياسي الراشد وولادة عصر القهر والغلبة وتم قيادة الناس من خلال الاستبداد السياسي والاستعباد الاجتماعي والاقتصادي وظهرت الأدبيات التي تكرس هذا المنحى أصولاً ولغة وفقها ، وشعراً وعقيدة وفكراً، فصارت الثقافة الإسلامية ثقافة استبدادية واستعبادية كامنة في نفوس المجتمع فإذا قام المجتمع بتغيير مستبد حاكم فيكون ذلك باستبداله بمستبد آخر لأننا لا نعرف إلا ثقافة الاستبداد، وكذلك فيما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي، إذا قام الحاكم بإصلاح ظلم وفساد في جانب فيكون ذلك على حساب جانب آخر، أي ينتقل الظلم والفساد من جانب إلى آخر والنتيجة واحدة وربما أسوء، ومَرَدَّ ذلك إلى ثقافة الاستعباد المهيمنة على قلوب الشعوب، حتى صار عند الحاكم قناعة ومفهوم سياسي أن الشعوب لا تقاد إلا بالعصا والجوع والحرمان- جَوِّع كلبك يتبعك- وظهر مفهوم رعاية الناس قياساً على القطعان الحيوانية ورعايتها، وانتفى مفهوم العناية بالناس فالرعاية هي عمل المقصد به مصلحة الراعي وليس الرعية، فالإنسان يرعى البقر ليس حبّاً لها وإنما ليستفيد هو منها فهو يقوم بتسمين العجول ليأكلها. بينما العناية موجهة إلى الآخر لمنفعته ومصلحته وليس إلى الفاعل!. فالحاكم يجب أن يقوم بالعناية للمجتمع وليس برعايته، والسياسة تتحول من سياسة الرعاية إلى سياسة العناية، والناس من الرعايا إلى المواطنين. فالثقافة التي وصلت إلينا من خلال التراكم التراثي لثقافة المجتمعات السابقة هي في معظمها مفاهيم تكرس الاستبداد، ومعظم المحاولات التحررية التي قامت في التاريخ إنما قامت على أساس استبدال مستبد بمستبد آخر وهذا يقتضي تعبئة المفاهيم بما يخدم مصلحة المستبد الجديد ومن هذا الوجه تم وضع آلاف الأحاديث على لسان النبوة كذباً وافتراء يحاول كل حزب إضفاء الشرعية على حركته وأهدافه وكان ذلك يتم غالباً بعد عملية القهر والغلبة والاستيلاء على السلطة فلم يصل منهم إلى قيادة الأمة أحد بصورة شرعية ابتداء وهذا هو التاريخ شاهد على ما أقول فحكام اليوم ليسوا بأسوأ من حكام الأمس! حتى أن الإمام محمد ع

اجمالي القراءات 37761