ماذا يعنى كتابة مائة مقال عند أهل القران ؟
بقلم - حمدى البصير
على مدى اكثر من عام كتبت أكثر من مائة مقال فى موقع أهل القران ، وقد تذكرت ذلك عندما كتبت اخر مقالاتى الأسبوع الماضى عن إمكانية تصدير نموذج الحكم التركى إلى مصر ، حيث أننى قد بدأت كتابة أول مقال فى موقع أهل القران عن تركيا أيضا ، وكان بعنوان " تركيا .. الرجل المريض يعود من جديد" وكان ذلك يوم 24 يوليو 2010 بعد أن تلقيت دعوة كريمة للكتابة فى الموقع من المفكر الكبير الدكتور أحمد صبحى منصور ، وبتشجيع من صديقى الدكتور عثمان محمد على .
وهناك معانى كثيرة يمكن إستخلاصها من خلال تجربتى فى الكتابة فى موقع أهل القران ، بصحبة علماء وأساتذة ومفكرين أفاضل ، ودروس كثيرة تعلمتها ، ولكنى أفضل أن أحتفظ بذلك لنفسى مؤقتا ، حتى ألتقى وجها لوجه مع احبائى من أهل القران وأصدقائهم ومحبيهم ، كى أتفاعل معهم ، وأسمع منه ويسمعون منى ، وأتمنى أن نلتقى قريبا إن شاء الله.
ولكن هناك خطوط عامة يمكن أن أذكرها قد يكون من المفيد عرضها الأن ، لأنها لاتمثل تجربة شخصية قصيرة مع مجموعة محترمة من الأشخاص يجمعهم الحب رغم إختلاف الأوطان والأفكار أحيانا ، ولكن توضح أيضا مدى أهمية عرض نموذج واقعى لأصحاب فكر كنت ضيف عليهم - ومازلت - وتأثرث بهم ، وكانت السمة العامة التى تجمعنا هى تعميق ثقافة الحوار وقبول الاخر ، وضرورة أن يكون هناك حجة ومنطق وميراث تاريخى وأصول فكرية ، عندما يكون هناك جدلا حول قضايا خلافية كبرى ، أى إعطاء النقاش حقه دون تسفيه أو تخوين ،أو فرض رأى بعينه دون أسانيد ، إعمالا بقاعدة لايصح إلا الصحيح .
وعندما إستعرضت بشكل شخصى ماكتبته من مقالات على مدى أكثر من عام بلغت بالتحديد 110 مقالا فى ثلاثة عشر شهرا وثلاثة أسابيع ، فى موقع أهل القران ، وذلك من خلال النظام البديع والتنسيق الرائع فى وضع مقالات الكتاب بالموقع على جانب الصفحة الشخصية للكاتب ، بحيث يمكننى الرجوع إلى أى مقال فى لحظة وإعادة قراءته وكذلك التعليقات المكتوبة عليه ،وجدت ان هناك منعطف تاريخى ولحظة فارقة فيما كتبت من مقالات ، وأقصد المقالات التى كتبتها قبل ثورة 25 يناير 2011 وماكتبته بعد الثورة ، وكله محفوظ فى ارشيف صفحتى الخاصة فى موقع أهل القران ،
أى ببساطة أن ماكتبته ضد النظام السابق فى مصر ومعارضتى له محفوظ بالحرف وموثق ، وهذا مبعث سعادتى ، فلايمكننى أن أدعى امام نفسى أو الأخرين ، أننى كنت ضد الظلم والإستبداد ، دون ان تكون هناك أراء أو وثائق أو مقالات مكتوبة تعبر عن أفكارى وتوجهاتى ، وذلك يكتب فى تاريخى وسيفخر به بناتى .
فقد كتبت عند أهل القران مقالات ضد الفساد والإستبداد ، وكنت أنادى بالعدالة الإجتماعية وإنصاف الفقراء ومنحهم أبسط حقوقهم .
صحيح إن أغلب تلك المقالات كنت أعيد نشرها فى صحف أخرى ، ولكن الميزة التى أعطاها لى موقع أهل القران هى أننى كنت أكتب بحرية شديدة دون توازنات ، بعكس ماكنت أقوم بتخفيف بعض العبارات فى بعض مقالاتى عندما أعيد نشره خاصة فى عمودى اليومى بجريدة العالم اليوم ، كما أن من الميزات أيضا أننى كنت أكتب مقالا وأنشره فى موقع أهل القران بعد ساعات قليلة من حدوث أزمة ما ، وكأننى أسابق الاخرين فى عرض وجهة نظرى ، بخلاف مثلا عندما أنشر نفس المقال بعد يومين أو ثلاثة من الحادثة فى أى جريدة ، ويكون بلغة الصحافة " مقال بايت " وتكون الأزمة أو الواقعة أوالحادثة التى كتبت عنها المقال " قتلت بحثا "
كما أن هناك موضوعات لم أكن قبل الثورة أجرؤ على الكتابة فيها لظروف تتعلق بالنشر فى جريدتى ووجود توازنات معروفة فى الصحف ، وكنت أسارع بنشر مقالى فى موقع أهل القران لانه ملتقى الباحثين عن الحرية ، وواحة الأحرار وأصحاب الرأى ، وكعبة الراغبين فى كشف الحقيقة .
هناك ميزة كبرى أيضا وجدتها فى موقع اهل القران ، وهى التعليق السريع على مقالاتى ، وقد كنت أتلهف كى أقرأ أى تعليق على ما أكتب من مقالات متواضعة ،لا بصفة الصحفى أو الكاتب الذى ينتظر سماع أو قراءة رأى جمهوره فيما يكتبه ، ولكن بصفة التلميذ الذى ينتظر رأى أساتذته كى يتعلم منهم ويصحح اخطائه من خلال ماينصحونه به ويصوبون أخطائه ويضيفون له من أفكارهم وأرائهم .
فهناك بالفعل تعليقات كتبت من اساتذة تعلمت منهم كثيرا ، وشجعتنى جدا ، ويجب ذكر أسماءهم بالتفصيل
وللحديث بقية
حمدى البصير
elbasser2@yahoo.com