اتهامات ظالمة للمجلس العسكرى فى مصر ، والرد عليها بقوّة

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٠ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 ( 19 اغسطس 2011 )

  أولا  ـ إتهامات الخبثاء الأشرار

 فى غمار الاحداث المتلاحقة باحتمال وقوع مواجهة عسكرية مصرية اسرائيلية يتهم بعض الخبثاء المجلس العسكرى بأنه أعجز من القيام برد عسكرى على اسرائيل ، لأنها ستنتهى باسرائيل وقد أعادت احتلال سيناء، وهى هزيمة ستجعل الاعدام هو المصير الحتمى لأعضاء المجلس ، بعد أن يتضح للجميع أن ذلك المجلس فشل فى إدارة حكم مصر وفشل فى مواجهة اسرائيل ولم ينجح إلا فى تسليط شرطته العسكرية على الشرفاء من شباب مصر وفتياتها وإحالتهم للقضاء العسكرى . ويدلل هؤلاء الخبثاء على رأيهم بالآتى :

1 ـ خلال ثلاثين عاما تربى أولئك القادة على طريقة قائدهم الأعلى السابق ( حسنى مبارك ) فى التفكير ، وهى انعدام القدرة على المبادرة والفعل والاكتفاء برد الفعل المتاخر بعد فوات الأوان . ووضح هذا فى طريقة إدارتهم لمصر . كانوا دائما فى موقع رد الفعل .

2 ـ خلال ثلاثين عاما إنهمك أولئك القادة فى كل شىء سوى مهمتهم الأساسية وهى الخبرة العسكرية . شاركوا فى النشاط الاقتصادى و تجارة السلاح والفساد ، مما جعل الفجوة تتصاعد بين مستوى الجيشين المصرى والاسرائيلى . فبينما تزداد كفاءة الجيش الاسرائيلى تدريبا وتسليحا تتراجع كفاءة الجيش المصرى بمعدل أكبر. وبينما يعيش الجيش الاسرائيلى فى حروب مستمرة تجعله يحافظ على لياقته وتزيد من كفاءته فإن الجيش المصرى خلال ثلاثين عاما لم يدخل غمار حرب حقيقية ، مع ملاحظة إن دخوله فى حرب ضد صدام ضمن قوات التحالف لم تكن سوى نزهة حربية واشتراك رمزى ضد عدو مهزوم مقدما .

ويصل أولئك الخبثاء الأشرار الى نتيجة يتوقعونها وهى إن المجلس سيكتفى باصدار بيانات الشجب والاستنكار و سحب  سفير وطرد سفير واجراءات مظهرية هنا وهناك ، مع المراهنة على الوقت حتى تهدأ الأمور وينسى الناس الأمر ، ويزعم أولئك الخبثاء الأشرار إنه سبق لاسرائيل أن قتلت جنودا وضباطا مصريين على الحدود فى ظل هذه القيادات نفسها ، وابتلعوا الاهانة مع قائدهم الأعلى الذى يحظى بأرفع مكانة لدى الاسرائيليين ، ولم تكن مكانته العظمى لدى الاسرائيليين تجعل اولئك القادة ينفرون من قائدهم الأعلى بل كانوا يزدادون له إخلاصا ، كما إن عداء قائدهم الأعلى للمصريين وتسليطه أمن الدولة و الأمن المركزى على المصريين يقهرهم ويعذبهم لم يكن يزيد أولئك القادة إلا إخلاصا لمبارك . وحتى الآن تثور اتهامات لهم بالتعاطف مع سيدهم السابق بدليل إنهم لا يتخذون أى إجراء ضده إلا بضغط شعبى عارم وخوفا من ثورة الجيش عليهم . بل إنهم يحيلون شباب الثورة الى محاكم عسكرية فى الوقت الذى يتسامحون فيه مع مئات الالوف من البلطجية المسلحين الذين دربهم أتباع مبارك .

ثانيا : الرد على اتهامات الخبثاء الأشرار

1 ـ ومن السهل الرد على تلك الاتهامات ، فهى اتهامات ظالمة ومغرضة من أناس قلوبهم مريضة ، ومن يقولها فإنما يسىء الى المجلس العسكرى الموقر ، وهذا يضعه تحت طائلة القانون . صحيح ان قانون العقوبات ليس فيه كلمة ( المجلس العسكرى ) ولكن هذا المجلس الموقر يمثل القوات المسلحة المصرية والجيش المصرى ، والتعرض للجيش المصري والقوات المسلحة هو خط أحمر ، ولا يتجاوز هذا الخط الأحمر إلا كل خائن لمصر وكل حاقد عليها .

2 ـ الدليل على أن هؤلاء الخبثاء خونة إنهم يختارون هذا التوقيت بالذات ليهاجموا المجلس العسكرى الموقر . فالمفروض أن نتكاتف جميعا تحت قيادة المجلس العسكرى الموقر فى شجب العدوان الاسرائيلى والتنديد به بأعلى صوت ، مع مطالبة الرأى العام العالمى ونهيب به بأن يقوم بمسئولياته فى هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من نضال شعبنا العربى العظيم وقياداته الحكيمة .

3 ـ ثم أنها اتهامات بلا دليل ،فأين دليلكم على مشاركة قادة المجلس فى الفساد الذى عمّ وساد وانتشر فى عصرمبارك ؟ وأين الدليل على عمل أولئك القادة العظام فى التجارة فى الأسلحة وغيرها ؟ هل لديكم مستندات ؟ هل لديكم تقارير من مجلس الشعب أو من الجهاز المركزى للمحاسبات ؟ لا تتحججوا بأن ميزانية القوات المسلحة كان ممنوعا لمجلس الشعب مناقشتها ، وكان محظورا على الجهاز المركزى للمحاسبات مراقبتها . هذا كلام فاسد لأن المدعى العام حقق فى أموال الرئيس السابق وأسرته وكبار أعوانه المدنيين ، فلو كان هناك ما يشين أعضاء المجلس الموقر لأحالهم رئيس جهاز الكسب غير المشروع للنيابة فورا .

 4 ـ ألا يكفى أن القادة فى المجلس العسكرى الموقر منذ أن تحملوا أمانة حكم مصر وإدارتها لم يستطع أحد أن يوجه لهم اتهاما  بالفساد فى الوقت الذى وصلت فيه البلاغات الى آلاف ضد مبارك وأعوانه؟ . فلو كان أعضاء المجلس العسكرى الموقر فى محل شكّ لتوالت ضدهم الاتهامات وحقق فيها المدعى العام د عبد المجيد محمود بنفسه .

5 ـ إن الدليل الأعظم على نقاء صفحة القادة الأجلاء للمجلس العسكرى الموقر هو استعداد كل واحد منهم لاعلان عناصر ثروته قبل وبعد 25 يناير 2011 .

6 ـ وهناك دليل أعظم آخر ، وهو إن كل واحد من القادة فى المجلس العسكرى الموقر مستعد أن يقسم بشرفه على أن ماله حلال و أنه منذ قيام الثورة لم يقم بتستيف أوراقه وتدبير حاله و( تظبيط ) وضعه ليخرج من أى اتهام كالشعرة من العجين .

7 ـ أما  عن تفادى المواجهة العسكرية مع اسرائيل فذلك غاية الحكمة ، فلا يتصور عاقل أن يعمل المجلس العسكرى على جبهتين معا ، جبهة داخلية يرتع فيها أعداء مصر مما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى مثل 6 ابريل واخواتها الذين يتلقون تمويلا من أمريكا والغرب الكافر ، ثم جبهة خارجية ضد اسرائيل .  لا بد من تطهير الجبهة الداخلية أولا من الطابور الخامس ، وبعدها يمكن الالتفات للجبهة الخارجية ومواجهة اسرائيل وتلقينها درسا لن تنساه . المهم الآن هو الجبهة الداخلية لأن العدو هنا يزعم الوطنية ويتخفى و يندس بين الشرفاء من أبناء الشعب المصرى العظيم ، وهذه القلة المندسة تنشر إشاات مغرضة تثير البلبلة وتهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى . لذا فهم أخطر على مصر من اسرائيل وأمريكا وأوربا .

أخيرا

لا بد من تنظيم مليونية سلفية  لتبايع المجلس العسكرى ورئيسه سيادة المشير رئيسا لمصر مدى الحياة ،  وتنظيم مليونية أخرى لتأييد حكمة المجلس العسكرى فى نضاله ضد الخونة والأعداء والقلة المندسة داخل مصر وخارجها.

اجمالي القراءات 16726