عادة ماتزيد الإعلانات التجارية فى أجهزة الإعلام خلال شهر رمضان ، ولاسيما على شاشات القنوات الفضائية المختلفة ، على إعتبار إن أعلى نسبة مشاهدة تكون فى الشهر الكريم ، بل إن هناك برامج ومسلسلات تنتج خصيصا لشهر رمضان ، وتباع للفضائيات بمبلغ كبيرة ، على إعتبار أنها ستغطى تكاليف إنتاجها وأكثر ، من خلال الإعلانات فى رمضان ، بل إن هناك إعلانات يتم تصويرها بتقنية عالية وأبهار شديد من اجل عرضها فى رمضان للترويج عن المنتجات المختلفة .
ووقت الذروة الذى تعرض فيه الإعلانات يكون قبل وخلال المسلسلات ، ولكن بعد ثورة يناير أصبحت برامج التوك شو مادة جاذبة للإعلانات أيضا ، بسبب مساحة الحرية الشاسعة التى ظهرت فى التلفزيون المصرى والقنوات الفضائية المختلفة ، بعد سقوط النظام السابق ، الذى كان شبه محتكر للإعلام خاصة التلفزيون ، وكان يجيد وضع الخطوط الحمراء على المادة الإعلامية .
ولكن كنت أتمنى أن تكون الإعلانات فى رمضان مابعد الثورة لها شكل مختلف ، لا من حيث المظهر ، ولكن من حيث المضمون أيضا ، فالإعلانات مازالت تسير على نفس سياسة السنوات السابقة ، وتعتمد على عنصر الإبهار الذى يخدع المستهلك أحيانا ، بل أن تلك الإعلانات تعد إنعكاسا للاحوال الإقتصادية فى البلاد وتروج للمنتجات الإستهلاكية ، التى تعتمد على الترفيه فقط ، خاصة الترويج للمشروبات الغازية والإتصالات والماكولات الخفيفة خاصة الشيبسى .وكنت أتمنى ان تكون هناك منتجات وطنية يتم الترويج لها ، ولكن مازالنا فى مرحلة إنتقالية اتمنى ألا تطول .
وقد رصدت بعض شركات الإعلانات ميزانيات ضخمة لعمل إعلانات مبهرة عن منتجات " خفيفة " وليست منتجات تعبر عن وجود صناعة محترمة فى مصر ،وهى تعلم إنها ستجنى أضعاف أضعاف ما أنفقته على تصوير تلك الإعلانات من الشركات المنتجة للشيبسى والبيبسى والكوكاكولا والزبادى ، وبنوك ، ومن شركات الإتصالات الثلاث ، وقد إستعانت إحدى شركات المحمول ، بنجوم كبار نحترم تاريحهم الرياضى والفنى من اجل الظهور فى لقطات سريعة للترويج لمزايا جديدة فى خطها ، وقد أسفت عندما شاهدت نيللى وسمير غانم وحمادة إمام وإكرامى وطاهر أبوزيد يروجون لإحدى خطوط المحمول ، بهذا الشكل العشوائى ، ولقد يبدو أن المقابل كان كبيرا ، ومطالب المعيشة لاتترحم .
هناك إعلانات أيضا تحث على عمل الخير مثل الإعلانات الخاصة بمستشفى سرطان الإطفال ومؤسستى مجدى يعقوب للقلب ومصر الخير وجمعية رسالة ، ولكن إعلانات الشيبسى والبيبسى ظغت على تلك الإعلانات الخيرية ، مع إننا فى شهر رمضان شهر الخير والإحسان وليس شهر الترفيه والإعلان عن الملابس الداخلية
وللحديث بقية
حمدى البصير
Elbasser2@yahoo.com