سفاح واحد يجلس في قصره المعمور بالكلاب في عاصمة الأمويين ، يأمر فيطاع، يسلط ذئابه فتغرس أنيابها في أجساد المُسالمين الذين جل مطالبهم ليست أكثر من كرامة هي التوأم للروح التي نفخ الله فيها وجعل الإنسان خليفة في الأرض.
ليست هناك مائدة مستديرة يجلس حولها السوريون الأحرار مع نظام القهر والقمع والسادية لإقناعه بخفض عدد الشهداء حتى يرحل، فالمئات يصبحون آلافاً، والآلاف يلتحقون بالرفيق الأعلى عشرات الآلاف، وكلما زادت سلمية المظاهرات والإعتصامات وجابهت بصدورها نيران الأوغاد، فإن الأسد لن يتوقف عن إعطاء أوامر القتل والذبح والانتهاك والتدمير حتى لو اضطر إلى إبادة سورية على رؤوس أهلها.
صاحب القضية العادلة يخسر إذا حاول إقناع ذئب مفترس بأن يكتفي بعدد محدود من ضحاياه، وفي سورية تختفي شمس كل نهار فيـُحصي السوريون شهداءهم استعداداً لغدٍ جديد تبتلع فيه باطن الأرض مزيداً من الأبرياء، ويختفي في أقبية السجون والمعتقلات آلاف أخرى يهتـز عرش الرحمن لوسائل التعذيب التي يتعرضون لها.
يعرف ضباط الاستخبارات والجيش وحرس الطاغية والشبيحة أن رؤوسهم ستطير فور استرداد سورية من أنياب كبيرهم، لذا فهي معركة على أنقاض وطن لا يكترث فيها مؤيدو مصاص الدماء .. بشار الأسد بعدد ضحاياهم، فالنيّة منعقدة على جعل سورية مقبرة جماعية لأكثر شعوب المنطقة قوة وعزيمة وبحثا عن الكرامة والحرية.
لم يعد أمام السوريين إلا الإصرار في جمعة الجمعات على الاحتفال بعيد الفطر المبارك بدون الأسد، وهذا يتطلب عدة خطوات:
1- تسمية 26 أغسطس ( جمعة تحرير سورية من أنياب الأسد)!
2- خروج كل السوريين، بدون استثناء، في مظاهرات واعتصامات تجوب كل شبر من أرض الوطن الغالي، ولا يعود أي سوري إلى داره قبل الإطاحة بالنظام تماماً.
3- توزيع قائمة على النت والفيس بوك والتويتر والفضائيات التي تتعاطف مع السوريين بأسماء كبار رجال الأمن والجيش والاستخبارات والمسؤولين المتورطين في المذابح كأعداء للشعب السوري، وإعطائهم مهلة حتى صباح يوم الجمعة 26 أغسطس للانضمام إلى الشعب، وإلا فإن السحل في شوارع الوطن المخضّب بدماء شهدائه هو المصير المحتوم والمنتظر لهؤلاء الأوغاد.
4- مطاردة الشبيحة وهذا يحتاج إلى خطة ذكية من قيادات الشعب الحر، فالاختباء والهروب وتجنبهم ليس أكثر من تأجيل القتل بأيديهم، والحل يكمن في التربص بهم من البيوت والنوافذ والأزقة والشوارع الجانبية، ثم الهجوم جماعات من السكان للتخلص من أي شبيحة، وسحلهم في الشوارع.
5- سكان دمشق مطالبون بالتوجه إلى القصر الجمهوري بعد صلاة جمعة ( تحرير سورية من أنياب الأسد)، وخروج مليونين أو أكثر متوجهين إلى نفس الهدف سيجعل من الصعب على الجيش أن يتصدى لهم، إلا إذا افترضنا أن كل جندي سوري هو عميل لإسرائيل، وهو افتراض ظالم ومهين لجيشنا الذي حتى هذه اللحظة انحاز بكامله للجانب الصهيوني، إلا قلة منه انشقت عن رجال تل أبيب في قلب العروبة النابض.
6- جمعة ( تحرير سورية من أنياب الأسد) ستحررها أيضا من أعباء مستقبلية نتيجة دعم ومساندة القوى الخارجية إذا اضطرت للتدخل لمنع إبادة السوريين، ولا تهنئة بعيد الفطر قبل إسقاط السفاح وكلابه.
7- السوريون في الخارج مطالبون بدعم كامل لأهلهم، وتحريك الانتفاضة الكبرى، وإعادة توزيع أسماء المجرمين المتورطين في دعم الطاغية، للقضاء على ثورة شعبنا البطل بحيث تتم مطاردتهم قبل أن يتمكنوا من الانتقام والقيام بمذابح جماعية.
8- جمعة( تحرير سورية من أنياب الأسد) ليست يوماً لتقديم ضحايا، ومضاعفة عدد الشهداء، وعمل مليون نسخة جديدة من حمزة الخطيب تطهر باطن الأرض، وتجعل سورية سرادقا للعزاء في عقود قادمة، لكنه يوم للكر، والفر، والهجوم، ومحاصرة أقسام الشرطة والأمن العام، واستخدام السلاح المسالم، أي الحجارة بكافة أحجامها.
9- لا رحمة مع الشبيحة فهم حيوانات مفترسة، ويمثلون خطرا على الدولة الجديدة بعد الإطاحة ببشار الأسد وأسرته ومساعديه من أعداء الشعب السوري.
10- لقد نجحت ثورة شباب مصر في 18 يوماً لأنها استقطبت كل أفراد الشعب، ورفضت رفع شعارات دينية أو فئوية أو مذهبية، ولم تمثل أحزاباً وجماعات وفرقاً، ونفس الأمر سينسحب على ثورة شعبنا السوري العظيم.
عيد الفطر بعد جمعة تحرير سورية من أنياب الأسد سيكون أهم أعياد الوطن في أربعة عقود.
معاناة السوريين ينبغي أن تنتهي قبل غروب شمس جمعة 26 أغسطس 2011 ، وتختفي عائلة الأسد، وتنعقد محكمة الشعب في دمشق، ويتم حل حزب البعث العربي الاشتراكي ليلحق بنظيره العراقي، ولا يصبح لأحد فضل على تحرير سوريا من طاغيتها إلا الله، رب العالمين.
إنها إرادة شعب أراد الحياة، فالطواغيت في عالمنا العربي أعطتهم انتصارات قوى البغي، مؤقتاً، في سورية واليمن وليبيا، أملاً في البقاء فوق رؤوس شعوبهم.
أيها السوريون الأبطال والشرفاء والصابرون،
أستحلفكم بالله أن تتبنوا كلكم، بدون استثناء ولو صغر، جمعة 26 أغسطس كيوم موعود، ونهاية نظام سادي، عفن، نتن، إرهابي، فتحرير سورية مرهون بخروج الشعب كله مرة واحدة، ومن يدري فربما يتمرد الجيش والأمن على مصاص الدماء وعائلته الدراكيولية التي أذاقت شعبنا السوري الويل والرعب وكل صنوف الانتقام.
هل أضم التهنئة بعيد الفطر إلى التهنئة باسترداد سورية وتحريرها من براثن الأسد؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com