سباق المسلسلات فى رمضان يزداد سخونة ، وهناك دروسا فى التمثيل يعطيهاخالد صالح وخالد الصاوى ونبيل الحلفاوى يوميا ، من خلال أدوارهم فى مسلسلات الريان وخاتم سليمان ووادى الملوك.
ولكن رغم الدور المقنع لخالد صالح فى الريان وتجسيده لدور أمبراطورتوظيف الأموال أحمد الريان ، إلا أننى لا أجد مبررا لعرض هذا المسلسل فى الوقت الحالى ، فكيف على سبيل المثال نستعد لتأسيس نظام حكم جديد بدلا من نظام حكم مبارك البائد ، عن طريق إجراء إنتخابات تشريعية وإختيار رئيس جمهورية جديد خلال شهور قليلة ، ونعرض جانب كبير من أواخر حقبة الرئيس الأسبق أنور السادات ، وبدايات حكم الرئيس المخلوع مبارك ، من خلال سرد قصة حياة أحمد الريان وأسرته ، وإستعراض سلبيات وإيجابيات قضية شركات توظيف الألوان ؟
بالقطع تم تصوير جزء كبير من هذا المسلسل قبل ثورة 25 يناير ، بل إن عرضقصة الريان كان الهدف منه تشويه تجربة توظيف الاموال ، وضرب الإسلاميين بطريقة غير مباشرة ، وهذا كله كان يأتى على هوى النظام السابق ، والذى حرق شركات توظيف الأموال وإتهم القائمين عليها بالنصب وأودعهم فى السجون ، وربط بين بعض المنتسبين للحركة الأسلامية ببعض ملاك تلك الشركات ، وعصف بالجميع وضرب عصفورين بحجر واحد ن وكل ذلك ليس حفاظا على الإقتصاد بل حفاظا على نظام الحكم ، كما فهمنا فيما بعد ، وعرفنا إن كل أصحاب شركات توظيف الأموال بأموالهم وشركاتهم وعقاراتهم ، لايصلحون أن يعملون صبيانا عند أحمد عز ، أو تجار شنطة وسماسرة أراضى فى مملكة حسين سالم.
وبالتالى لم يكن من المناسب من حيث الظرف التاريخى أوالموائمة السياسيةأن تعرض قصة حياة الريان فلى الوقت الحالى ، لأننا ندشن لحياة إقتصادية جديدة الأن ، قائمة على الإقتصاد الحر وتراعى العدالة الإجتماعية وخالية من الفساد ، وكنت أتمنى أن أرى تلك المبادىء مجسدة فى مسلسل رمضانى من خلال تجسيد شخصية رجل اعمال وطنى " وطاهر " وليس عرض قصة الشيخ الريان ، وفتح ملف شركات توظيف الأموال الأن ، إلا إذا كانت هناك أيادى خفية تلعب فى الدراما التلفزيونية!
حمدى البصير