لم يكن الدكتور عصام شرف قد إنتهى من تشكيل الحكمومة الجديدة بعد ،والتى شمل التعديل الوزارى بها حوالى 15 وزيرا حتى صدر بيان شديد اللهجة من المعتصمين فى ميدان التحرير ،يرفضون فيه التعديل الوزارى الموسع بل وطالبوا بتغيير رئيس الوزراء وتعيين رئيس حكومة جديد بديلا عن شرف ، والذى إستمد شرعيته فى الأساس من ميدان التحرير . المعتصمون طالبوا بتشكيل الحكومة من الميدان وأن يأتى رئيس الوزراء الجديد وسط خيام المعتصمين ويعلن تشكيل الوزارة الجديدة ،والتى إقترح أغلب اعضائها المعتصمون ، والتى شملت اسماء لانعرف عنها شيئا سوى أنهم من ثوار 25 يناير سابقا ومن معتصمى التحرير حاليا . هناك علامات إستفهام حول رفض المعتصمون فى ميدان التحرير وجود شرف وحكومته والإعتراض على المجلس العسكرى نفسه والمطالبة تبعيين مجلس رئاسى مدنى بديلا له وتشكيل لجنة لتعديل الدستور ،أو إعدد دستور جديد دون اى إعتبار لنتيجة الإستفتاء حول ، التعديلات الدستورية ويطالب معتصمو التحرير أيضا بتأجيل الإنتخابات البرلمانية وان تعقد الإنتخابات الرئاسية أولا، مع أستمرار سيطرة الجيش على مقاليد الأمور أو أن يكون ضمانة قوية كى تتم تلك "الأجندة " أقصد التعديلات أو الخطة البديلة للمرحلة الإنتقالية ، ولا أعرف كيف يطالب المعتصمون بتهميش دور المجلس العسكرى ، بل والمطالبة بإقصاء المشير ، وفى نفس الوقت يطالبون بحراسة الجيش للحياة المدنية ؟! أعتقد أنه أن الأوان أن نسأل معتصمو التحرير : من أنتم ؟ لا أشكك فى وجود ثوار بالفعل فى الميدان ولاأتجاهل وجود مناضلون شرفاء بين المعتصمون ، ولكن من حقى أن أسال : من أين ينفق المعتصمون على أولادهم وعلى أنفسهم ؟ وهل يصرفون بدل تفرغ نظير الإعتصام فى الميدان؟ وماهو العمل الحقيقى لمعظم المعتصمين ؟ وهل رفض كل شىء حتى وجود المجلس العسكرى ، يعنى أن بدأنا الدخول فى مرحلة الفوضى الخلاقة حيث لا جيش ولاحكومة ولا عمل ولا إنتاج ؟ وهل بعد ضبط الجاسوس الإسرائيلى وبعض الاجانب الذين يعملون فى منظمات مجتمع مدنى أجنبية ، نستطيع القول أن بعض دكاكين التمويل الاجنبى موجودة فى الميدان ، وتسعى إلى زعزعة الإستقرار بحجة الديمقراطية ، أم هم لايرون أننا نستحق الديمقراطية أو القيام بثورة عظيمة فى 25 يناير ؟ حمدى البصير |