أخشى أن تحدث مصادمات غدا بميدان التحرير فى جمعة الإصرار أو الثورة أولا ، بسسب تربص البلطجية بالثوار بعد طردهم هم والبائعين الجائلين ، وباعة الشاى من الميدان مؤخرا ، وتطهيره منهم ، كما أخاف أن يظهر " سمبو " جديد فى التحرير ويعكر هو وأمثاله صفو مظاهرة الغد المليونية ، ذات الأهداف الموضوعية والتى ستنتصر لدم الشهداء وأسرهم ،وتدعو إلى الإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق .
و" سمبو " أو محمد جاد -26 عاما - هو مسجل خطر وعليه 28 قضية وهو من سكان عزبة " مهمشة " بالشرابية، وهى إحدى المناطق " المهمشة " أو العشوابية هناك ، ، وقد ذهب سمبو إلى ميدان التحرير كأحد المرتزقة الذى يستعين بهم ويقبضهم أتعابهم فلول النظام السابق ، بل ظهر سمبو فى أحداث التحرير، التى أعقبت الصدامات فى مسرح البالون ، وهوممسكا ببندقية خرطوش ويطلق الرصاص فى الهواء ، كى يزيد الموقف إشتعالا بين الشرطة وأسر الشهداء ، والثوار، ومجهولين ، وقد كاد " سمبو " أن يشعل الفتنة فى ميدان التحرير بالبندقية الخرطوش المسروقة ، والتى ادى إطلاقه الرصاص منها إلى توسيع دائرة المواجهات ، ظنا من الشرطة أن سمبو من الثوار أو البلطجية ، وقد أعتقد المتظاهرون من جانب أخر، أن سمبو من رجال الشرطة أو القناصة الذين اطلقوا الرصاص فى موقعة الجمل .
وبعد إكتشاف حقيقة " سمبو " صمم شباب التحرير على تطهير الميدان من البلطجية وأمثال سمبو حتى ولو كانوا باعة جائلين أو سريحة او باعة شاى.
فبعد صدامات عنيفة ، إستطاع ثوار ميدان التحرير ، " تحرير " الميدان من الباعة الجائلين ، وقهوجية الرصيف ، والمتسولين وأطفال الشوارع ، فى معركة " تحديد الهوية " وإثبات الذات ، والتى إستخدمت فيها أنابيب البوتجاز الصغيرة المشتعلة ، التى يستعملها القهوجية فى صنع الشاى والقهوة . وسيطر الثوار على الميدان وعادت الحياة الطبيعية إليه بعد إنتظام حركة المرور .
والحقيقة إن بعض البلطجية واللصوص ، كانوا يقيمون فى ميدان التحريرتحت مسمى أنهم باعة جائلون ، ولا أعرف من يمول البعض منهم كى ينصبون خياما فى الميدان ، ويظل ليلا ونهارا هناك ؟ وعندما حدثت إحتكتكات بين الشرطة وأسر الشهداء الأسبوع الماضى ظنت قوات الامن المركزى غالبا إنها تتعامل مع مثيرى شغب وبلطجية وافرطت فى إستخدام القوة ، وحدثت إصابات عديدة ، بعد ان " إختلط الحابل بالنابل " ، وظن البعض أن شباب الثورة تعاطف مع أسر الشهداء ، وهاجم قوات الأمن ، وردت الشرطة بعنف ، ولكن فى الحقيقة أن الثوار كانوا يدافعون عن أنفسهم ، بعد أن تلقوا فى وجوههم عشرات القنابل المسيلة للدموع ، وإستخدموا الموتسيكلات فى إجلاء المصابين ، وكانت هناك دهشة كبيرة من تصرفات الشرطة ، والتى ذكرتنا بنفس ممارسات " العادلى " ، ولكن فى الحقيقة إن بلطجية إندسوا وسط المتظاهرين فى الشارع المؤدى الى مبنى وزارة الداخلية ، وهاجموا قوات الشرطة ، والتى ردت على الجميع بعنف مفرط -ثوار وبلطجية - وقد تم القبض أول أمس على البلطجى " سمبو " والذى كان ممسكا ببندقية ألية كان يطلق منها النار على الشرطة تارة وعلى المتظاهرين تارة ، وسوف تكشف التحقيقات قريبا عن أسباب تواجد هذا المسجل خطر فى دائرة الشرابية " سمبو " فى الميدان ؟ ومن أعطاه البندقية وحرضه على إطلاق النار؟ ومن يموله هو وأمثاله من المفسدين فى الأرض كى نعرف حقيقة مايحدث فى ميدان التحرير ، ومن يسعى إلى تشويه الثورة وإجهاضها ؟ ومن المستفيد من إحداث وقيعة بين الثوار والمتظاهرين من جانب وبين الجيش والشرطة من جانب اخر ؟ وهل هم فلول الداخل أم أصحاب أجندات وجواسيس من الخارج ؟ .
فمن الظلم أن نتهم المتظاهرون بأنهم أساءوا إلى الثورة بسبب مظاهراتهم ووقفاتهم الإحتجاجية المتكررة ؟ وايضا من الإجحاف أن نقول أن الشرطة مازالت تتعامل بأساليب ما قبل الثورة وأن أصبح بينها وبين الثوار والمتظاهرين " تار بايت " .
لابد أن نقف فى منطقة وسط فى " فى الميدان " بعد تحريره ، أى نحافظ عى هيبة الشرطة عن طريق تدعيم دورها فى عودة الأمن ، وفى نفس الوقت نحافظ على جزوة الثورة مشتعلة ، كى تتحقق باقى المطالب التى نادى بها ثوار 25 يناير ، ولاسيما أنا نشهد محاكمات بطيئة لرموز النظام خاصة المتعلقة بإطلاق النار على المتظاهرين والتى تسببت فى سقوط شهداء ومصابين ، بل أننا نشهد إطلاق سراح وأحكام بالبراءة لرموز فساد ، كما حدث فى قضية أرض أخبار اليوم ، وقد يزيد الطين بلة أن يظهر " سمبو " جديد فى الميدان وتحدث جمعة غضب ثانية لاقدر الله
حمدى البصير