الإهمال السياحى لميدان التحرير
بقلم - حمدى البصير
بين ليلة وضحاها ، اصبح ميدان التحرير من أشهر ميادين العالم ، لان فيه تفجرت ثورة 25 يناير الذى أشاد بها العالم أجمع ، كما شهد سقوط شهداء وجرحى مصريين ، والذين كانت دمائهم الزكية الوقود الذى أبقى جزوة الثورة مشتعلة ، حتى سقط النظام السابق ، الفاسد المستبد ، بعد حكم دام 30 عاما.
وأصبح ميدان التحرير مسرحا لعدة مواقع سياسية خاضها المتظاهرون الشباب ، والذين إلتحم بهم الشعب ، فى ملحمة مصرية رائعة ،عجلت بسقوط ذلك النظام العتيد فى 18 يوما فقط ، مثل موقعة الجمل ومن قبلها جمعة الغضب ، ثم بعد ذلك جمعة الحسم ، التى أعلن فيها الرئيس السابق تنحيه من السلطة ، وكانت تلك اللحظة فى ميدان التحرير أشبه ببركان فرح لايوصف ، وتعانق وقتها الجميع فى ميدان التحرير بحرارة ألهبت أركان الميدان وشوارعه ، ووصل صوت الحشود فى الميدان لحظة سماع خطاب التنحى إلى عنان السماء.
وبعد نجاح الثورة نظمت مليونيات عديدة فى ميدان التحرير ، بل واصبح الميدان مسرحا لإعتصامات ومظاهرات أسبوعية وأصبح المعتاد فى كل جمعة تنظيم العديد من المظاهرات الفئوية أحيانا ، والسياسية أحيانا أخرى ، بعضها كان له صدى واهمية ورد فعل ، وبعضها الاخر غير ضرورى وللشو الإعلامى وهز الإستقرار وإضعاف هيبة المجلس العسكرى والحكومة - بقصد أو بدون قصد - أحيانا أخرى.
وأصبح ميدان التحرير خلال الصيف الحالى مزارا للعائلات المصرية ، خاصة من ريف مصر ، وأصبح المشاركة فى صلاة الجمعة فى الميدان وسماع خطبة الجمعة المغلفة بطابع سياسى ، عادة مصرية ، أى تحول ميدان التحرير إلى مقصد سياحى شعبى ، ومن الممكن أن يتحول إلى اهم مزار سياحى فى مصر ، لا خلال موسم الصيف الحالى ، ولكن طول العام ، وليس على مستوى السياحة الداخلية فقط ، بل الخارجية أيضا.
فقد وضعت اليونسكو ميدان التحرير من ضمن مواقع التراث العالمى ، بل تم تغيير اسم ميدان نانتس بباريس الى ميدان التحرير ، وحدث ذلك لميدان فى أمريكا أيضا ، بل أن المتحف المصرى فى التحرير ، هو أو مبنى فى العالم شيد كمتحف منذ 110 عاما ، وليس مثل القصور التى تحولت الى متاحف بعد ذلك ن وأصبح متحف الأثار الواقع فى نهاية ميدان التحرير ، يشكل مع الميدان اهم مزار سياحى فى العالم ، فالمتحف المصرى يضم أروع وأقدم كنوز الأثار الفرعونية ، وميدان التحرير شهد ثورة من أعظم الثورات فى التاريخ ، وهذا يجعل من الميدان أسطورة سياحية بعد ما أصبحت الثورة التى قامت به ملهمة لشباب العالم خاصة فى امريكا.
ولكن هل ميدان التحرير بوضعه الحالى ، سواء من الناحية المعمارية ،أو من ناحية سؤ إستغلاله من بعض مدعى السياسة والمرتزقة والجواسيس والبلطجية ، يصلح لكى يكون أهم مقصد سياحى فى مصر ، وقبلة للسائحيين الاجانب ، ومن قبلهم المصريين ؟ أشك فى ذلك
وللحديث بقية
حمدى البصير
elbasser2@yahoo.com