اجتمعت ذات مرة بشيخين شيخ سني وآخر شيعي وكان الجدل بينهما محتدما حول أحقية الخلافة وإليكم ما جرى
الشيخ السني : إن أحقية الخلافة كانت وآلت لأبي بكر والدلائل كثيرة ومنها أن الله ذكر أبا بكر في القرآن (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثني إذ هما في الغار ............)
الشيخ الشيعي :ولكن أكمل الآية : (فأنزل الله سكينته عليه ) ولم يقل عليهما أي لو أن الله كان راض عن أبي بكر لأنزل الله سكينته عليه أيضا
الشيخ السني : هذا لا يدل على شيء وإنما يدل على أمر خص الله به نبيه دونا عن الناس ثم ألم يتولى أبو بكر إمامة المسلمين في مرض الرسول أوليس الذي يؤم المسلمين في دينهم أحق أن يؤمهم في دنياهم , ثم إن أبا بكر هو من أول المبشرين بالجنة
الشيخ الشيعي : إن أحاديثكم هذه كله ملفقة ولا يعتد برواتها وإن أحقية علي بالخلافة تأتي من حديث غدير قم ويقول : هذا علي ابن عمي وخليفتي من بعدي وقد ورد لديكم في الصحاح
الشيخ السني : بل إن حديثكم ملفق ورواته غير عدول
الشيخ الشيعي : ثم إن الآية التي نزلت ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) نزلت في حق علي إذ إنه آتى الصدقة وكان راكعا في صلاته
الشيخ السني : وهذه أكذوبة أيضا فليس هذا يعتد به
المهم أن الجدل استمر قرابة الساعة وأنا أستمع إليهما وكان كل منهم يحاول أن يثبت رأيه كما في الجدل البيزنطي ( أيهما سبق الدجاجة سبقت البيضة أم العكس )
المهم أني استأذنتهما في الكلام فأذنا لي وهما لا يعرفان أي اتجاه أسلك
فقلت :لو تابعتم جدلكم هذا فلن تفضوا إلى رأي حتى لو كان إلى يوم نبعث إذ إن كل منكما ينطلق من رواته الذين يكذبهم الآخر
قالا : وما رأيك أنت
قلت : بداية حديثي معك ( وأشرت إلى الشيخ الشيعي )
قلت : أريد أن أسألك سؤالا وأن تجيبني عليه ومن القرآن ومن العقل فهما المتفق عليهما بين جميع طوائف المسلمين أليس كذلك
قال : بلى
قلت : حين بويع أبو بكر خليفة حسب التاريخ الذي لديك ما الذي فعله علي
قال أحجم عن البيعة وسكت
قلت :وحين أصبح عمر خليفة
قال : فعل ذلك أيضا
قلت وفي بيعة عثمان
قال : كذلك فعل
قلت : أليست ولاية الإمام لديكم فريضة كبرى
قال :بلى
قلت :سكوته هذا لا يحتمل إلا أمرين وأظن أن كل عاقل يتفق عليهما , إما أن يكون علي قد سكت لرضاه عن الخلافة وصحتها قال: لا , لا يمكن أن يكون هذا
قلت إذا فليس لدينا إلا الاحتمال الآخر وهو أن علي تخاذل أمامهم واستنكف عن تطبيق الفريضة الكبرى
وأظن أن المتخاذل عن إقامتها ليس أحق بالخلافة
ففرح الشيخ السني بذلك وقال لقد بهته
قلت للشيخ السني لم أنته بعد
ثم توجهت بحديثي للشيخ السني قائلا : أريد أن تصف لي ما حدث في بيعة أبي بكر
فقال : كان الأنصار يتهيأون لبيعة سعد بن عبادة فسمع بذلك أبا بكر وعمر فدخلا عليهما في سقيفة بني ساعدة وبايع أبو بكرعمرا فبايع عمرا أبا بكر وقد هابه الأنصار
قلت :وباقي المسلمين أين كانوا
قال : كانوا في حالة حزن على النبي ولم يدفن بعد
قلت : وموقف علي حسب رواياتكم انتم أهل السنة
قال بقي في حزن على النبي ثم بايع بعد ستة أشهر
قلت : أليس من الغريب أن يحجم رجل مثل علي عن البيعة لستة أشهر بسبب حزن فإن كان ذلك بسبب حزنه فهو أوفى بالنبي وإلا فإنه لم يكن راض عن تلك البيعة ثم إن كثيرا من الصحابة حسب روايتكم لم يبايعوا إلا مكرهين وبعد مرور وقت طويل ثم أين الشورى التي تتشدقون بها في تلك البيعة ثم هل من الشورى والعدل أن يعين عمر من قبل أبي بكر تعيينا أليس هذا حكم وراثي مستتر ثم أين الشورى في بيعة عثمان وهل يمثل ستة أشخاص المسلمين كافة
ثم ..............
فقاطعني الشيخان غاضبين قائلين نحن لم نفهم دينك واعتقادك ثم أيهم بنظرك أحق بالخلافة
قلت لهم : الحكم برأيي وحسب ما فهمته من القرآن هو شورى أي أني لا أعتد بخلافة أي منهما وينبغي أن يكون أمرنا شورى حتى لو آلت الشورى أن يتولى أمرنا مجوسي أو نصراني أو مهما كان دينه المهم أن يكون الناس اختاروه بأغلبية فالحكم له .................