نساء مصريات وملكات
الملكتان أحمس نفرتاري ونفرتاري

نجلاء محمد في الخميس ٢٦ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

موعدنا في هذا المقال مع ملكتان تحملان نفس الإسم (نفرتاري)

الملكة الأولى (أحمس نفرتاري)

كانت أحمس-نفرتاري زوجة فرعون مصر أحمس الأول محرر مصر وطارد الهكسوس والأسيويون، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر - أعظم الأسر الحاكمة في مصر. حكم من 1550 ق.م. حتى 1525 ق.م. لعبت زوجته أحمس نفرتاريوهى - بطلة المقال- دورا بارزا في المعركة التي انتهت بطرد الغزاة من مصر وكانت أول امرأة في التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة

 وهى أبنة كل من سقنرع تاعا الثاني  والملكة "أعح حتب" وأم الملك أمنحتب الأول , وقد يعني اسمها أما "القمر يولد: أجملهن" أو"(الاله) القمر أنجبها جميلة" .

الملكة أحمس-نفرتاري عميدة الأسرة الثامنة عشرة، والتي ألهها المصريون القدماء حسب معتقداتهم.

في عام 1914 اكتشفت مقبرة أحمس نفرتارى في اعلى وادي الملوك عند الحافة الشمالية لدراع أبو النجا.

   ذكرت النقوش المصرية اسم هذه الملكة مراراً ورسمت ونقشت صورتها في أكثر من مكان في سيناء , وطره , وأسيوط , والنوبة،  وعلى أكثر من لوحة في أبيدوس والكرنك .وقد أثبت (فليندرز بتري) أن أسمها كُتب على68 جعرانا، كما سٌجل على بعض الهبات المقدسة التي عثر عليها في بعض المعابد في أبيدوس ،وفي الدير البحري كؤوس من الفيناس وصلاصل ، وأواني مختلفة كما تم الكشف أيضا عن عدة تماثيل صغيرة تمثلها .

وهناك منظر هام منقوش على لوحة عُثر عليها في الكركنك يمثل الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري يقدمان الخبز للإله آمون ، وقد صورت الملكة بنفس حجم كل من الملك واللآله آمون .

وقد يدل هذا عل  ما كان لهذه الملكة من شهرة واسعة , وعلى مكانتها السياسية والدينية .

ومن اهم الأعمال التي يذكرها لها التاريخ

قيامها بدور هام في حروب التحرير ضد الهكسوس وبعث روح المقوامة في أفراد الشعب المصري ولعبت أيضاً دورا ًسياسياُ هاماً مثل أمها "أعح حتب" في إعادة بناء البلاد كما كانت لها مكانتها الدينية المتميزة , فهي أول سيدة إتخذت اللقب الديني (الزوجة الإلهية لآمون) , وهو لقب كان يطلق فقط على زوجة الملك , وأم أولاده , التي تقوم بدور ديني مقدس في المعبد , وقد منحها الملك أحمس وظيفة الكاهن الثاني لأمون في معبد الكرنك لتكون لها ولذريتها من بعدها كما كان من ألقابها ..."الزوجة الملكية العظيمة" و"الأم الملكية".

ظلت الملكة أحمس نفرتاري – بعد وفاة زوجها أحمس وأنتقال الحكم إلى إبنها أمنحتب الأول- السيدة الأولى -  ولا يعرف حتى الآن الأسباب التي دعت المصريين إلى تقديس الملكة أحمس نفرتاري وإبنها امنحتب الأول .

ويعتقد أن أحمس ونفرتارى ليسا من أب واحد حيث يظهر أحمس وله نفس لون المصريين بينما تظهر نفرتارى بلون أسود.

أنجبت نفرتارى سبعة أبناء ثلاثة أولاد مات منهم أثنين وأربعة بنات مات منهم ثلاثة ، والأبناء الذين ظلوا على قيد الحياة هم أمنحتب الأول واعح حتب الثانية ، وقد تزوجت أخيها أمنحتب الأول.

وعند وفاة أحمس الأول أصبحت الوصي لابنها امنحوتب الاول ، و حتى تمكن من بلوغ السن و ان يصعد إلى العرش .ومن المعروف انها كانت لا تزال على قيد الحياة خلال السنة الأولى من عهد تحوتمس الأول ؛ وهكذا ، يبدو انها كانت لا تزال على قيد الحياة بعد ابنها أمنحوتب الأول.

وقد عاشت نفرتارى خلال حكم كلا من زوجها وابنها أمنحوتب الأول وحفيدها تحتمس الأول ، ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك.

فقد وصلت إلى مصاف الآلهات , وبدأ المصريون ينظرون إليها نظرة تعبد وتقديس وذلك منذ منتصف الأسرة الثامنة عشر حتى عهد الملك حري حور , بل أكثر من هذا فقد كان لها طائفة خاصة من الكهنة بدراجتهم المختلفة وعدد كبير من المغنيات والخدم والعبيد وكان لها أيضا ناووس ( أي مقصورة ) مقدس يوضع على سفينة مقدسة يحملها الكهنة مع آلهة أخرى في المناسابات المختلفة .

أٌعتبرت أحمس نفرتاري حامية الفنانين، وأقيمت لها شعائر خاصة بها في مدينتهم دير المدينة في البر الغربي في طيبة ، ومقابر دير المدينة غنية بمناظرها المختلفة التي تظهر فيها الملكة أحمس نفرتاري سواء بمفردها أم بصحبة أبنها امنحتب الأول ، بالإضافة ألى المناظر التي تمثلها مع بعض أفراد من عائلتها أو في صحبة بعض من أسلافها الملوك أمثال : سنفرو ، منحتب نب حبت رع ، تحتمس الأول ، أمنحتب الثاني أو تمثالها مع آلهة طيبة .

كانت أحمس نفرتاري تصور غالبا بثوب رقيق طويل يغطي كتفها وأعلى زراعيها ويزين رأسها تاج برشتين طويلتين وقد لون جسدها   ــ في الغالب ــ باللون الأسود إشارة لإلى مكانتها المقدسة .    

 

الملكة الثانية (نفرتاري)زوجة الملك رمسيس

نفرتاري (سي 1300—1250 قبل الميلاد) كانت كبيرة الزوجات الملكيات (أو الزوجه الرئيسية) لرمسيس العظيم. نفرتاري تعني المصاحبة الجميلة ويترجم الاسم بمعاني مختلفة " المحبوبة التي لا مثيل لها " أو " جميلة جميلات الدنيا " أو انها تشبه النجمة، تلك التي تظهر عند مطلع عام جديد [1]. نفرتاري هي واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة ككليوباترا، نفرتيتي وحتشبسوت. زين رمسيس العظيم ضريح نفرتاريqv66 بشكل مسرف ،و هو الأكبر والأبرز في وادي الملكات.

مكانتها

كانت نفرتاري أشهر وأهم زوجات الفرعون رمسيس الثاني الذي عاش في عصر الأسرة التاسعة عشرة في القرن 13 ق م. ومن ضمن زوجاته الأخريات إيزيس نوفرت وماعت حور نفرو رع، والأميرة حاتّي. بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن. أولاده كان منهم: بنتاناث ومريت أمن (أميرات وزوجات والدهن)، ستناخت والفرعون مرنپتاح (الذي خلفه) والأمير خائموست. أنجبت نفرتاري كثيرا من الأولاد لرمسيس لكن لم يعمر أحد منهم مثل أبيه.

قدست نفرتاري مثل زوجها، ولم تكن أول من حمل هذا التفضيل، فلقد سبقتها الملكة «أحمس-نفرتاري»، عميدة الأسرة الثامنة عشرة، والتي ألهها المصريون القدماء حسب معتقداتهم[

 .يبدوا ان الملكة نفرتاري تنحدر من اصول نوبية وكانت عضوا في عائلة نبيلة.

وبينما كانت نفرتاري الملكه، كان أخيها أمينوس يشغل منصب عمدة طيبة في عمر ثلاثة عشر تزوجت نفرتاري رمسيس، في عمر خمسة عشر، صعد رمسيس للعرش، وظلت نفرتاري أهم زوجات الفرعون من ثماني زوجات في صعيد مصر لمدة لا تقل عن .1240sالسنوات العشرين القادمة. من ،قبل الميلاد يبدو أن أهمية نفرتاري بدأت في التناقص

أبو سمبل(Abu simbul) هو موقع أثري يوجد ببطن الجبل في بلاد النوبة جنوبي مدينة أسوان.

ويتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر. وقد بناه الملك رمسيس الثاني عام 1250 ق.م. وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة. تمثل الملك بارتفاع 67 (20 متر) قدما وباب يفضي الي حجرات طولها 180 قدما. توجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر أربعة منها لرمسيس الثاني واثنتين لزوجته نفرتاري. يقع معبد نفرتارى ـ الملكة الأثيرة لدى رمسيس الثاني ـ إلى الشمال من معبد "أبو سمبل" الكبير بحوالى مائة وعشرين مترا.

مقبرة نفرتارى

اُكتشفت مقبرة نفرتارى سنة 1904 ولم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح. الفتحة المؤدية إلى داخل المقبرة تواجه الشرق. سقف المقبرة يعبر عن السماء. السماء في الليل، سواد غميق، ترصعه نجوم ذهبية. اللون الاسود غامق مشوب بزرقة. بعكس لون الاله انوبيس الاسود الصريح. تزخر المقبرة بالنقوش والرسوم الجدارية الحية وهناك لوحة حائطية تُصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج.

المقبرة بسلم يتوسطه منحدر

يؤدى إلى صالة على جانبين من جوانبها صفة بأعلاها كورنيش مقوس شبيهة بما هو

موجود فى إحدى حجرات مقبرة سيتى الأول ومن المحتمل أن الغرض منها هو وضع

القرابين عليها وعلى يمين المدخل ترى الملكة وهى تتعبد لأوزوريس وخلفة

أنوبيس وأمامه أولاده حورس الأربعة وإلى يسار المدخل نرى بالتعاقب قرينة

الملكة تباشر لعبة تسلية خاصة كان يغرم بها المصريون كثيراً وكانت ذات

اتصال بالأعمال السحرية فى حالات خاصة وترى القرينة بعد ذلك خاوية للتعبد

الشمس الشارقة التى تظهر بين أسدين يرجح أنه رمز بهما إلى الأمس والغد ثم

الطائر " بنو " وهو من الطيور المقدسة بهليوبوليس وقد رسم كطائر الكركى

كانت هذه نبذة عن الملكتان أحمس نفرتاري ، ونفرتاري . وما أكثر الملكات المصريات القديمات التي قمن بأعمال وأدوار قيادية كقواد للجيش كما كانت أحمس نفرتاري.

فهل تستطيع سيدة مصرية اليوم القيام بمثل تلك الأعمال الحربية ..!! وتشارك في طرد الفكر المتطرف السلفي والوهابي من خلال رفضه ومحاربته والتصدي له وتحذير كل من تراها تنجرف في هذا التيار من السيدات المقربات منها ونصحها بأن لا يستمعن لمثل تلك التي لغت عقلها ورضيت أن تضع نفسها في خيمة وحصرت الإسلام في هذا الزي وتنظر للآخريات على أنهن لسنَّ مؤمنات طالما أنهن لا يرتدين خيمة كالتي ترتديها.

فتطهير البلاد من هذه الأخطار القادمة يعتبر واجب على كل مصري ومصرية  أياً كانت معتقداتهم واتجاهاتهم ، فإذ لم ننتبه وندرك حجم هذا الخطرفسوف  يأكل الأخضر واليابس وسوف يقضي هذا التشدد والتطرف على السماحة التي عُرفت واشتهر بها ديننا الحنيف .

المراجع :

معالم تاريخ حضارة مصر الفرعونية

دكتور سيد توفيق

أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة كلية الآثار جامعة القاهرة وكان وقتها يشغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية . .

اجمالي القراءات 27908