المرأة المصرية بين الماضي والحاضر.
اليوم وبعد ثورة 25 يناير الثورة المصرية المباركة هذه الثورة التي شاركت فيها المرأة المصرية جنبا إلى جنب مع الرجل ، أثبتت بحق أنها جديرة بالاحترام والتقدير.
وتوجيه النصح لها يكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقها والتي اختارتها عن طيب خاطر لتكمل مشوار النضال في الحياة ، ولن يتثنى لها ذلك إلا إذا أكملت تسلحها بالعلم والمعرفة والثقافة لكي e;كي تستقيم الحياة لها .
وفي محاولة إظهار دور المرأة المصرية القديم لابد لنا من الرجوع إلى عصر الفراعنة ، ذلك العصر الذي كانت تتمتع المرأة المصرية فيه بكم كبير من الاحترام والتقدير من الرجل سواء أكانت أم أو زوجة أو إبنة .
فالمصري القديم صاحب أقدم حضارة إنسانية على وجه الأرض كان ينادي زوجته (سيدة المنزل ) فهو لقب مصري خالص ابتكره الرجل المصري القديم لعرفانه بفضل زوجته وأم أولاده لدورها المحورى في هذه الحضارة العريقة .
لم يكن مركز المرأة في مصر الفرعونية ضعيفاً أو مهملاً بل كانت تتمتع
بحقوقها كاملة حيث نالت مركزا قويا ومحترما ، وحرص الرجل على إسعادها وتزويدها بكل ما تزود به الزوجة الكريمة .
ساعدت المرأة زوجها في الحقل وغيره من الأعمال ، كما أنه كان لها رأي في سياسة البلاد وكانت الملكة تظهر بجانب الفرعون في الاحتفالات وخاصة في عصر الدولة الحديثة .
وبما أنها سيدة المنزل فهى سيدة الحي وسيدة المدينة وسيدة المملكة المصرية القديمة ، ومن هذا المنطق المصري القديم كان من الطبيعي جدا في هذه الحضارة وفي هذا المجتمع ان تتقلد المرأة المصرية أرفع المناصب القيادية وأهمها خطورة وحساسية وهو منصب القيادة العامة لهذا المجتمع المصري وهو اعتلاء عرش الحضارة الفرعونية المصرية ..
كان نصيب هذه المرأة الفرعونية ( المَلِكة ) والأم والزوجة الكثير والكثير من البرديات والحفريات والتماثيل الجرانيتية والبرونزية وتماثيل الرخام ( المرمر) الذي يعكس الجمال والسحر والشموخ لهذه السيدة المصرية .. منذ قديم الزمان سحر البيان في النقش على الحائط الطريقة الغائرة والمنظر الجانبي ( البورتريه) وكانت هذه إحدى سمات الفن المصري القديم الذي سخره الفنان المصري لإظهار مدى إحترامه وتقديره لنصف حضارته ومجتمعه ومدنيته العريقة في القدم...
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر إحدى نصائح الحكيم آني إلى إبنه في فضل الأم وواجباته نحوها .
(ضاعف كمية الخبز التي تقدمها لأمك ، احتملها كما احتملتك ، إنها عندما ولدتك بعد حملك استمرت تحملك حول عنقها ، ثم أعطتك ثديها ثلاثة سنوات ، إنها لم تتقزز يوما من قذوراتك ، إنها لم تقل لك يوما(لماذا فعلت هذا) لقد أخذتك إلى المدرسة حيث تتعلم الكتابة ، وانتظرتك كل يوم هناك ومعها الطعام والشراب الذي أحضرته من المنزل ، فإذا ما شببت واتخذت لك زوجة وأصبح لك بيتاً خاصاً فلا تنسى أمك التي حملتك وزودتك بكل شيء، فإن نسيتها كان لها الحق في أن تغضب عليك وأن ترفع يدها شاكية إلى الله وسوف يستمع الله لشكواها )
وهناك العديد من النماذج المصرية القديمة من النساء الفرعونيات اللآئي يجب أن نفخر بهن نحن مصريات اليوم ما بعد ثورة 25 يناير الخالدة .. من هذه النماذج الجديرة بالحب والتقدير وإلقاء الضوء عليها هؤلاء السيدات الفاضلات سيدات المجتمع المصري المنشود في الماضي واليوم وفي المستقبل ..
1- الملكة حتشبسوت 2- الملكة نفرتيتي والملكة نفرتاري ومريت آمون من الفتيات المصريات النبيلات ..
2- من الطبقة العليا الحاكمة أيضا ممن ذكرن في القرآن الكريم .. لدينا إمرأة العزيز .... عزيز مصر .. في عصر يوسف عليه السلام ..
3- آسيا زوج فرعون ..
4- أم موسى
5- أخت موسى الفتاة الفدائية ..
6- الملكة كليوباترا ...
كذلك بعد الغزو العربي لمصر يمكن أن نتخذ الملكة المصرية المسلمة
7- شجرة الدر ...
ومن سيدات العصر الحديث نجد تقلص دور المرأة في المجتمع المصري بعد أن تدين المصريون بالدين السلفي البدوي على أنه الاسلام هذا التدين المصري كان وسطيا في عهوده الأولى منذ الفتح (الغزو العربي) لمصر على يد عمرو بن العاص وجنوده هذا الفكر الدين ليس هو الاسلام ولكنه مفهوم العرب وفكرتهم عن الاسلام مارسه المصريون على انه الاسلام مما أضر بالمرأة المصرية بالغ الضرر وأفقدها الكثير من مكانتها الاجتماعية والقيادية في تاريخ الدولة المصرية سواء كانت إمارة عربية أوسلطنة مصرية أو ولاية عثمانية أو مملكة مصرية أو جمهورية مصرية عربية فقد أراد البدو العرب السلفيون أن يجعلوا المراة المصرية أن تلبس الخيام وتمتنع عن الكلام وتدخل سوق الأيَام جمع أيِّم ..!!
اعترافا بجميلهن وتقديرا لجهودهن من الواجب أن نلقي الضوء على كلا من هؤلاء النسوة اللآئي يتمتعن بمكانة رفيعة منذ القدم.
ومن بين السيدات اللائي رفعن إسم مصر عاليا في العصرالحديث في المحافل الدولية وداخل الوطن مصر وبين إخواننا العرب.
وعلى رأس هؤلاء السيدات :
1- العالمة الدكتورة سميرة موسى
2- الدكتورة سهير القلماوي
3- الدكتورة درية شفيق ..
4- السيدة صفية زغلول حرم الزعيم المصري سعد زغلول ..
وسوف أتناول بعون الله تعالى في المقالات القادمة بشئ من التفصيل شخصية كل سيدة من هذه السيدات المصريات ما بين ملِكة وشخصية إجتماعية عامة أو بين عالمة من علماء الإنسانية، وما بين السيدات العاديات من عامة الشعب المصري قديما وحديثا ممن انجبن أبطالا ورجالا مصريين نفخر بهم ساهموا في رفعة مصر والدفاع عنها في الماضي البعيد والماضي القريب والحاضر المشرق لغد أفضل ينعم به كل المصريين ،
ومحاولة منا أن نذكر المرأة المصرية المعاصرة بدورها الذي تخلت عنه وقامت به في الماضي المرأة المصرية على خير وجه علها تقوم بالدور المنوط بها القيام به كما كانت في الماضي البعيد والماضي القريب .