الاجابة على سؤالك شقّان : شرعى وشخصى .
أولا : الشق الشرعى :
يحرم عليك أن ترغم زوجتك على بيع حليّها أو ذهبها أو أى شىء أعطيته لها من مهر أو شبكة أو أى هدية . كل ذلك هو حقها الشرعى ، ولا حق لك فيه مطلقا . ولكن لو رضيت لك التنازل عن شىء برضاها فهذا حقها .
وتفصيل ذلك قرآنيا كالآتى :
1 ـ فيما عدا الصداق الواجب المفروض فالقاعدة فى عقد الزواج هو التراضى من الطرفين :
( وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ( النساء 24 )
2 ـ تنازل الزوجة عن شىء من الصداق لزوجها هو حق لها :(وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا )( النساء 4 )
3 ـ يحرم حرمة جازمة إكراه الزوجة على التنازل عن حقوقها المالية حتى لو كرهها الزوج ، فهذا هو الميثاق الغليظ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ) ( النساء 19 : 21 )
4 ـ الدخول بالزوجة يعطى الزوجة كل الحقوق ، وتطليقها قبل الدخول بها يجعل لها نصف الحقوق فى المهر أو الصداق مع تفضيل التنازل عن هذا النصف ، هذا فى حالة المطلقة قبل الدخول بها : (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ( البقرة 237 )
الشق الثانى : الشخصى :
إسمح لى بتحليل ما قلته . إذ يبدو فيه حاجتك الشديدة للاصلاح الخلقى إذا كنت فعلا من أهل القرآن . والدليل هو الآتى :
1 ـ تقول فى البداية إنك رجعت لمصر تنشد الاستقرار ونسيان الذل الذى لقيته فى الغربة ، ثم فىىنهاية خطابك تتهم زوجتك وأهلها بأنهم مسئولون عن ضياع حقك فى الرجوع الى عملك .
2 ـ كما تجعلهم مسئولين عما وقعت فيما تعتبره تبذيرا أضاع مدخراتك ، والواضح من عباراتك أنك تحب المال حبا جمّا ، وبالتالى لا يمكن لأحد أن يجعلك تنفق من مالك ،أى إن كل ما دفعته لم تكن فيه مضطرا ومرغما بل كان عن طيب خاطر . فلما غضبت منهم تحاملت عليهم بالباطل وجعلتهم مسئولين عن كل خطأ وقعت فيه من إسراف ومن تعجل فى العودة لمصر ثم تعجل للعودة للعمل وتعجل فى اتخاذ القرارات دون دراسة .يجب أن تواجه نفسك بأخطائك للتعلم منها بدلا من أن تستمر فى الخطأ وتدمر نفسك وتجعل الغير مسئولا عن أخطائك .
3 ـ والأفظع من هذا أن يصل بك الظلم والتحامل الى معاقبة زوجتك ، وأنت مأمور بأن تعاملها وتعاشرها بالمعروف . هى لا ذنب لها فى أخطائك . ومن حقها أن تحافظ على حقوقها المالية من مهر وشبكة وكل الهدايا طالما دخلت بها . ولكنك تهجرها فى المضاجع ، ولم تذكر أنها عصتك فى معروف ، وهنا يأتيك التهديد من رب العزة العلى الكبير : ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )( النساء 34 )
أخيرا
أرجو ان ترجع الى صوابك ، وتعتذر لزوجتك وأهلها ، وتبدأ معها ومعهم بداية جديدة قوامها الاحترام والحب والعدل .