" شرف " وحكومة الفول والطعمية

حمدى البصير في الإثنين ١٨ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

شرف " وحكومة الفول والطعمية"

 

بقلم حمدى البصير

 

فجأة دخل الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء هو وأسرته يوم الاحد الماضى ، مطعم التابعى فى المهندسين ، والمشهور بتقديم وجبات الفول والطعمية من أجل تناول طعام الإفطار هو وأسرته ، ولم يصدق رواد المطعم الشعبى أنفسهم ، ولاسيما بعد أن بدأ الدكتور شرف فى طلب اطباقا من الفول والطعمية aacute;طعمية والباذنجان المخلل وسلطة الطحينة والعيش البلدى ، له ولأولاده وزوجته ، بل بعضهم لم يصدق أن الجالس أمامهم هو رئيس وزراء مصر ، لاأنه كان يرتدى ملابس بسيطة جدا ، وكان بلا حراسة شخصية ، أو حتى سائقا لسيارته ، وهذا ماجعل رواد المطعم يندفعون نحو شرف ، بعدما إنتهى من تناول الفول والطعمية لأخذ صورة تذكارية معه هو وأسرته ، كى يتاكدون إن مايحدث ليس بحلم .

والحقيقة أن تناول رئيس الوزراء لطعامه فى مطعم التابعى الشعبى جعلنى أتذوق أحلى ثمار ثورة 25 يناير ، ليس لأننى من هواة تناول الفول والطعمية ، أو لأننى كنت من رواد هذا المطعم تحديدا ، لأنه يقع فى شارع جامعة الدول العربية ، وعلى ناصية الشارع الموجود فيه مقر جريدتى القديم بالمهندسين ، جريدة العالم اليوم ، والتى شاركت فى تأسيسها والعمل فيها منذ عشرين عاما وحتى الأن ، ولكن لأننى عشت اليوم الذى رأيت فيه رئيس وزراء مصر ،ومسؤلا بحجم الدكتور عصام شرف ، يجلس بين عوام الناس ويأكل الفول والطعمية بلا حاشية أو حراسة ، أو إجراءات أمنية مهينة للمصريين .

ففى العهد السابق ، أيام " الملكية المباركية " كان مرور رئيس الوزراء فى الشارع يعنى إغلاق المرور وحبس المواطنين فى السيارات لمدد طويلة ممايزيد المرور إختناقا ، وتعطيل مصالح المصريين ، وإذا تصادف أن مر موكب رئيس الوزراء وكانت بجواره سيارات مواطنين عاديين ، نجد الحراسة الشخصية المرافقة لرئيس الحكومة تخرج أسلحتها من شبابيك العربات المصفحة - ذات السارينة العالية - التى تركبها ، وتلوح للسيارات بالإبتعاد مستخدمة ألفاظ تهديد ووعيد لاتليق أحيانا .

وإذا فكر رئيس الوزراء فى السابق أن يتناول طعامه ، والذى كان إما فى مطعم مشهور جدا وفايف إستار ، أو فى مطعم بأحد الفنادق الكبرى ، كان تأمين هذه الأماكن يجعل المواطنيين يشعرون وكأنهم ليسوا فى بلادهم ، بسبب منع المرور ، والتفتيش ، وخلافه ، بل إن رواد الفنادق من السائحين كانوا يحبسون فى غرفهم أحيانا ، لإنه ليس من المهم أن يخرج السائحون لمشاهدة معالم بلادنا وفقا لبرامج زيارتهم ، ولكن الأهم أن يتناول رئيس الوزراء طعامه المجانى الفاخر هو وحاشيته فى الفندق .

وما كان يحدث مع رؤساء الوزارات السابقين فى تأمين تحركاتهم كان يحدث مع الوزراء ولكن بدرجات متفاوته ، فتأمين تنقلات وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى مثلا ، كان يختلف كثيرا عن تأمين تحركات وزيرة القوى العاملة السابقة عائشة عبد الهادى ، رغم أنها كانت تفضل أيضا تناول الطعام فى المطاعم الراقية بعد أن كانت تتناول الفول والطعمية مع العمال وقت أن كانت ناشطة فى الحركة النقابية العمالية ، ولكن كانت المناصب فى عهد مبارك " المحبوس " تعنى التعالى على المواطنين ، وجاءت الحكومة الحالية الذى يتناول رئيسها الفول والطعمية ، لتعيد الإعتبار إلى الشعب المصرى الكريم الأبى الذى لن يذله حاكم أو يهينه مسؤول بعد الأن .

 

حمدى البصير

 

elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 9977