بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في الحقيقة معلقا فقط في هذا الموضوع الذي أثير مرات في السابق ولما لم أفلح في نقله كتعليق التجأت إلى هذا الحل الوحيد المنقذ .
- رجعت مرة أخرى فراجعتت ذلك الموضوع ونلك الآراء التي عبر عنها أصحابها حول الحيض ، وهي آراء تتلخص في ما يلي :
1) يحرم على المرأة أداء الصلا&Eacutdil;ة والصوم طيلة فترة دورتها الشهرية.
2) يحرم على المرأة الصلاة فقط - أما الصوم فعليها واجب أدائه أثناء دورتها الشهرية.
3) ورأي ثالث يرى أن الله لم يحرم على المرأة الصلاة والصوم أثناء الحيض ، وأن هذا هو المفهوم من صريح الآية حسب اقتناع هذ الرأي.
- والعجيب أو المؤسف هو ما ظهر جليا في وجهات النظر التي كانت متسمة - كما لا ينبغي لها أن تكو ن مع الأسف - بضيق في الصدر وحرج ، وعدم استساغة رأي مغاير.. وكان ذلك بكثير من حماس مسرف فيه وفي غير محله، بل لقد فتح المجال حتى إلى اتهامات مبطنة وملمح بها .
- والملفت : وهذا هو بيت القصيد والمثير للتسال ، وهو أن الناس سألوا رسول الله عليه الصلاة والتسليم عن المحيض - ولهم كامل الحق في السؤال والتساؤل - فلم يجبهم الرسول ، وإنما انتظر أن ينزل الجواب من لدن العلي العزيز ، فنزل الجواب فعلا ، وهو جواب يتسم بحرص الله على أن يحذر السائلين أن الحيض والمحيض هو أذي ، وأن الأمر هو في الابتعاد عن ذلك الأذي وذلك باعتزال النساء في المحيض - ليس إلا - و هذا هو المفهوم من صريح العبارة والآية على الأقل بالنسبة لبعض المفاهيم -
- نعم إن الملفت هو أن السائلين أثاروا سؤالا ذا أهمية وعمق وأبعاد ، فتولى الخالق سبحانه وتعالى هو نفسه الرد على السؤال ففجاء كما هو مذكور بالضبط في الآية الواضحة الصريحة ، تلك الآية - مع وضوحها وصراحتها - أو على الرغم من وضوحها وصراحتها نتجت عنها مفاهيم شتى .
- نعم : مرة أخرى إن الله - وحسب مفهوم ليس من العدل التقليل من شأنه أو تجاهله أو اتهامه بنظرية داروين أو غيره - ( علما أن المتهم أي مثير أو مقحم داروين في الحوار لم ير واجب توضيح ما يقصده من نظرية أو رأي داروين ) والمفهوم هو أن الله لم يلمح في رده لرسوله المأمور ليقوله لسائليه لم يلمح إلى وجوب ترك الصلاة وترك الصيام - على الرغم من السائلين الذين يكونون حتما من خلال تساؤلهم مثيرين لكل الجوانب ، وأن رد الخالق سبحانه وتعالى يكون نزل كاملا مبعدا أي التباس ، وكل ما ركز عليه الخالق سبحانه وتعالى هو نصح العباد أو تحذيرهم حتى لا يقعوا في الأذي ، وبالتالي لا عيب في أن تفرض نفسها تساؤلات وأسئلة ..
- وتمنينا لو أن السائلين رجعوا إلى سيدنا محمد بن عبد الله فكرروا عليه - وبصفته الرسول ، ذلك السؤال فألحوا عليه عن أمر الصلاة والصوم أثناء فترة الحيض ؟ إلا أنهم لم يفعلوا .
- وما داموا لم يهتموا بأمر الصلاة والصوم ولم يخطر ببالهم ( افتراضا) وإنما اقتنعوا بتوضيح الخالق واكتفوا به واطمأنوا بعد أن علموا أن هناك منطقة أذى وخطورة يجب أن تتقى .
- وما دام ذلك كذلك ، فالظاهر أنه بقي علينا نحن الآن المعنيين بالأمر ، بقي علينا أن نفعل ما لم يفعله الأوائل أي السائلون الذين سألوا رسول الله عن المحيض ، فنسارع ونتوجه إلى الرسول فنسأله .
- وما دام رسول الله - الإنسان - رحل ، فإن علينا الرجوع إلى الرسول - النص - فنسأله عن المحيض وعن موقف المرأة فيه إزاء فريضتي الصلاة والصوم .
- وما دمنا مطمئنين إلى أن المجيب هو الخالق سبحانه وتعالى وأنه قد أجاب بما فيه الكفاية وأنه لم يفرط في الكتاب من شئ.
- وما دمنا مطمئنين إلى أن الجواب والرد الفاصل الواضح قد جاء في حديثه تعالى . فهنا يجب أن نستسلم لظاهرة ونقبلها كما هي ونحمل صدورنا على أن تسعها وهي أن فهمنا لنفس الرد لشتى ، وأن لا مفر من ذلك .
1) فهو إما فهم يختصر الموضوع في الحذر من الأذي كما جاء واضحا في حديث الله لنا وأمره.
2) وإما الفهم الآخر المغاير من خلال ذلك الخضم المتلاطم من آراء وربما افتراءات وأكاذيب - حتى على الخالق - بله عبده ورسوله - جعلت أسلافنا يتركون لنا ما وقعوا ضحيته - وهو ما تركوه لنا - مما هو أهم وأوضح من فهم حديث الرحمن الرحيم - واطمئناننا إلى قضية تحريم الصلاة والصوم طيلة فترة الدورة الشهرية .
3) وإما اقتصار التحريم على الصلاة فقط وإعفاء الصوم من ذلك .
4) ومن يدري ؟ ربما توجد هناك فتاوى أخرى نتيجة مفاهيم مغايرة بعد تدبر نفس الآية التي أرادها الله لنا ؟
- أما عن الذين يذهبون نفسهم حسرات عندما تراجع مفاهيم فهمها السلف في موضوع صلاة وصيام الحائض أو في موضوع منعها من الصلاة في المسجد ، أو في موضوع التنكــر حتى لأمر أداء فريضة الجمعة ، وهذا طيلة قرون لا يعلم مداها إلا الله - إن صحت هذه الإشاعة التي تقول إن هناك من فكر واجتهد إلى عدم أداء صلاة الجمعة مستندا إلى مفاهيم أو اجتهادات أو حيثيات شتى ، ورثها من السلف ، وذلك على الرغم من التعليمات الواضحة من لدن الذي قال لنا إنه لقرءان عظيم - بعد أن قال ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) . نعم يقال إن هناك من لم يـاتمر بأمر الاستجابة لنداء الصلاة في يوم الجمعة ، هذا بالنسبة للرجل أما للمرأة فالمتصور أن ذلك من المستحيلات التي لا تزال حية ترزق ، بل لعل المسكوت عنه سيكون الجواز للمرأة أن تصلي في فترة الحيض أقرب وأمكن من الترخيص لها أن تستجيب إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ؟
- وأخيرا ألا يمكن أن يكون رأي السلف غير مصيب - على الأقل في بعض المفاهيم - ولا يستقيم على رجلين أمام مشيئة الله وأوامره ؟ ثم ألا يمكن أن يكون كل مطمئن إلى رأيه مصيبا أمام الله وراضيا بنتيجة اجتهاده ؟ - وبكل بساطة ويسر- ؟؟