بسم الله الرحمن الرحيم
الكفر والذنب والمقفرة
أولا : من حيث الذنب وما يغتفر وما لا يغتفر منه :
- الذنبهو ما ترتكب من معاصي تجاه الخالق وانت مؤمن -ومن تاب من المعاصي تاب الله عليه
- السيئةهي ما ترتكب من إسائة أو ظلم في حق الآخرين من الخلق وأنت مؤمن - وهذه لا تغتفر بالتوبة إنما بالتكفير عنها – فإذا مات العبد قبل ان يكفر عنها يتولها الله عنه إن شاء وإن شاء عذبه – لذلك ففي الدع&Cلدعاء نقول : " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا " فيعطي الله المظلوم حتي يرضي هذا حق العبد المظلوم لا يغفره لك الله إلا ان يتنازل العبد المظلوم عنه سواء كان باعتذارك له والتعويض عنها كما في الدية أو ان يكفره عنك المولي عز وجل استجابة لدعاء أو جزاء لما فعلت من حسنات -
ثانيا : من حيث الكفر والشرك – هنالك خلط في المفاهيم فيما يتعلق بهاتين اللفظتين –
- فالشرك ذنب حيث ان المشرك بالضرورة هو مؤمن ويخضع لقوانين الإيمان السماوية ثم اشرك بالله في عبادته وولائه شي أو أحد – ومن الذنوب الشرك أعظمها ولكنه بالتوبة يغتفر كما كل الذنوب فالتوبة تجب ما قبلها " قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَجَمِيعًاإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) الزمر" وبما ان الشرك ذنب فلفظة " جميعا تشمله
- " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِوَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48) النساء – ففي هذه الآية كل الذنوبهي دون الشرك –
- كي نفهم الآية السابقة فيزول التناقض الظاهري يجب ان نعلم ان للمغفرة حالتين وهما :
- مغفرة في الحياة الدنيا للعبد التائب " إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْوَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(17) النساء" والجهالة هي ليست بعدم العلم بالشئ انما هي الطيش والاندفاع والفشل في مغالبة النفس الأمارة بالسوء – وكون ان المذنب يتوب من قريبتعني انه ليس في حوجة لمن يعلمه بل هو يعلم انه ارتكب خطئا
- وبما ان الشرك ذنب فالتوبة تجبه – ومن كان رسول الله صلي الله عليه يدعو ويلح عليه للدخول في الإسلام غير عتاة مشركي قريش ؟! – ما الطائل من الدخول في الإسلام إذا كان الشرك لا يغتفر؟! إذا فما المقصود من " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"
- هنا المقفرة المقصودة هي التي فيما بعد الموت وبرحمة من الله فسوف يغفر لمن يشاء من الظالمين غير المشركين برحمته يوم القيامة "
- " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَيَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌأُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(18) النساء
- الكفر ليس بالذنب هو أعظم من الذنب وهو الخروج علي الملة والتمرد عليها وإنكارها تماما – لذلك يقال " ليس بعد الكفر ذنبا" لان من يكفر لا يتبع لقوانين الملة فهو ليس منها ويحبط عمله صالحا كان أم طالحا ولا ينظر فيه بتاتا بل يساق الي النار دون سؤال- وحتي توبة ما بعد الموت لا تشمل الكفر (الآية عاليه) أما المشرك والمجوسي والصابئ :
- " إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَوَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَوَالَّذِينَ أَشْرَكُواإِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(17) الحج
- الصابئون والمجوس والذين أشركوا هم داخل الملة وإلا لما نظر الله الي أعمالهم حتي يمييز الخبيث من الصالح فيجزي كل بعمله
- وفقنا الله وإياكم.