المجلس العسكرى الحاكم سيسقط بإمتياز فى المحافظة على أمن مصر .

عثمان محمد علي في الخميس ٢٤ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

كتبت هذه المقالة تعقيبا على هذا الخبر المفزع المروع .

الأهرام -25-3-2011

جـــــــــريمة نكــراء بصعيد مصــــر
قنا ـ من أسامة الهواري‏:

 

 

 

 


بدأت نيابة قنا التحقيق في حادث مروع يهتز له الضمير الإنساني شهدته منذ أيام مدينة قنا بصعيد مصر‏,‏ ليأتي بإضافة لافتة لسوء فهم صحيح الدين‏,‏ والجهل بأحكامه‏,‏ وذلك حين اقتاد مجموعة من المتطرفين أحد المواطنين‏(‏ قبطي الديانة‏),‏

 

 

 

 لإقامة الحد عليه بقطع إحدي أذنيه‏,‏ وإحراق شقته وسيارته‏,‏ عقابا له علي اتهامهم له بإقامة علاقة آثمة مع فتاة سيئة السمعة كانت تقيم بشقة استأجرتها منه‏.‏
القصة بدأت بقدوم فتاة من أسوان لاستئجار شقة يملكها المواطن أيمن أنور متري‏,‏ وتم تحرير عقد بذلك‏,‏ ثم تطايرت الأحاديث حول سوء سلوكها‏,‏ الأمر الذي دفعه إلي محاولة فسخ العقد‏,‏ وهو ما تعذر من الناحية القانونية‏,‏ إلا أنه فوجئ فجر يوم الأحد الماضي بمكالمات هاتفية من جيرانه لإخباره بإشتعال النيران في الشقة المؤجرة‏,‏ مما دفعه إلي الذهاب إلي الشقة واتخاذه قرارا بالمبيت بداخلها حفاظا علي ما يتبقي من محتوياتها التي تخص المستأجرة غير الموجودة بداخلها في هذه الأثناء‏,‏ غير أنه فوجئ بأحد المتطرفين في ظهيرة اليوم التالي يطلب منه النزول إلي الشارع‏,‏ وقام بمعاونة مرافقين له بالاعتداء عليه‏,‏ وطلبوا منه الاتصال بالفتاة لإحضارها بحجة استرجاع الأثاث‏,‏ وما أن أتت حتي طالبوها بالاعتراف بالعلاقة الآثمة‏,‏ فلما فعلت تحت ما مارسوه من ضغوط‏,‏ قام نحو‏21‏ شخصا بالهجوم علي الشقة وتكسير محتوياتها بالكامل‏,‏ ثم قاموا بعد ذلك بقطع أذن ضحيتهم‏,‏ وإحراق سيارته‏.‏
وقد أمرت نيابة قنا برئاسة أحمد صقر مدير النيابة بضبط وإحضار الجناة‏,‏ وانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص السيارة المحروقة‏,‏ والشقة‏,‏ وتحويل المجني عليه إلي الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه‏.‏
وفي أول رد فعل من علماء المسلمين علي هذا الحادث الآثم‏,‏ أعلن فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية‏,‏ أن ما حدث هو جريمة بكل المقاييس‏,‏ وأن الشريعة الإسلامية منه براء‏,‏ حيث إن الاعتداء بني علي خطأ جسيم في فهم وتطبيق آليات الشرع والقانون‏,‏ إذ ليس من حق الناس أن يقتصوا من بعضهم بعضا‏,‏ في حين أوضح الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق‏,‏ أن الحكومة الشرعية هي المنوطة بالمعاقبة‏,‏ بينما أوضح الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي أن إقامة الحد هو من سلطة ولي الأمر فقط‏,‏ مضيفا أنه ليس في الإسلام حد قطع الأذن إلا في حالة واحدة فقط‏,‏ وهي القصاص في حالة قيام شخص بقطع أذن آخر‏,‏ مشيرا إلي أن النية في الحدود والقصاص لها أثر كبير في تشديد العقوبة أو تخفيفها‏,‏ وكذا انتفاء الشبهات التي تدرأ الحدود‏.‏
وقد عقدت جلسة مصالحة بين المتخاصمين بحضور نائب الحاكم العسكري بقنا‏,‏ باعتباره حادث أهلي ليس له أبعادا طائفية‏.‏

 التعليق .

لقد كنت ألتمس الأعذار للمجلس العسكرى الحاكم الآن . ولكن ان يصل الأمر إلى وجود (طلبان أفغانستان ) فى مصر فهذا شىء لا يحتمل ولابد ان تهتز له مصر كلها وترتعد ،وتقف فى وجهه وتحاربه بكل السبل  الفكرية واليدوية  الممكنة معاً .. وهنا أُحمل المجلس العسكرى الحاكم الآن المسئولية عما ألت إليه ألأحوال الأمنية الغير مُطمئنة فى مصر ، وفتح باب التطرف والإرهاب على مصراعيه مرة أخرى  لترويع المصريين .  وذلك بمهادنتهم  وإستمالتهم للتيارات الإسلامية السلفية المتطرفة من ناحية ،واالجاهلة الغبية من ناحية أخرى . فلقد إستعانوا بشيوخ التطرف والسلفية والوهابية أمثال حسان ويعقوب وحجازى ، وعمرو خالد وغيرهم  فى حل المشكلة الطائفية  فى قرية أطفيح بمحافظة حلوان  (التى يدعون إليها أصلا من على منابرهم وفى فضائياتهم ليل نهار) ، وسمحوا لهم بإستخدام الدين والكذب على الناس علانية فى بيوت الله ومساجده فى الدعاية الكاذبة للإستفتاء الأخير ،والان يدورون بأكاذيبهم بعقد ندوات لهم داخل الجامعات المصرية  .. مما يُنذر بأننا أمام مد سلفى وهابى متطرف جديد لا يؤمن بحرية الرأى والعقيدة  فعليا ،ولكنه يرمى ببالونة إختبار بإقامة الحد بنفسه على (قبطى مسيحى ) فى دولتهم الإسلامية المزعومة .  فإذا كان المجلس العسكرى جادا فى حفظ الأمن وحريص على عدم تحويل مصر إلى أفغانستان او صومال أو عراق آخر ،فليحاكمهم محاكمة عسكرية علنية  طبقا لقانون الطوارىء ،وأمام أعين الناس وعلى كل شاشات التيفزيونات المصرية والعالمية . وإلا فسيكون خائنا للأمانة فى المحفظة على  مصر وأمان أهلها ،وفى هذه الحالة يجب الخروج عليه  من ميدان التحرير مرة أخرى لإزاحته وقطع دابر كل من ينتمى إلى النظام البائد السابق  .

اللهم بلغت اللهم فأشهد .

اجمالي القراءات 13133