مطالبا المسلمين بالتعبير عن رفضهم لـ"الاستفتاء الإسلاموفوبي" بسويسرا ..القرضاوي: اليوم المآذن وغدا ا

في الثلاثاء ٠١ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مطالبا المسلمين بالتعبير عن رفضهم لـ"الاستفتاء الإسلاموفوبي" بسويسرا ..القرضاوي: اليوم المآذن وغدا المساجد


المصريون ـ وكالات   |  02-12-2009 00:12

أكّد يوسف القرضاوي ـ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ الاستفتاء السويسري على حظر بناء المآذن يُعد "سنة سيئة زادت من الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين"، مشيرًا إلى أن نتيجة الاستفتاء جاءت منافية لمواثيق حقوق الإنسان والحرية الدينية والتنوع الحضاري و"ستترتب عليها مراجعات كثيرة".

وقال القرضاوي ـ في بيان باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ: "اليوم المآذن وغدًا المساجد"، لافتًا إلى أن نتائج الاستفتاء كشفت عن "تناقض صارخ" بين تغني السويسريين وتباهيهم بالديمقراطية وحرية الأديان و"بين المضمون العنصري والإسلاموفوبي" للاستفتاء.

وأوضح البيان: أن المآذن دليل على مكان عبادة وليست لها دلالة سياسية وهي رمز عمراني جميل يدل على تسامح البلد وتنوعه الثقافي والحضاري، مؤكدًا أن واضعي مشروع هذا القانون من اليمين المتطرف الضيق الأفق قد استغلوا عامل الخوف والتخويف من المسلمين، ومما زعموه من التوسع في مطالبهم الدينية في الدولة السويسرية، مشيرًا إلى أن ذلك "إغراق في الوهم وشطحات الخيال".

واعتبر البيان: أن نتيجة الاستفتاء خيبت آمال مسلمي العالم، مضيفًا أن "كثيرًا من المراجعات ستترتب عليها" وستطرح كذلك أسئلة عن جدوى التقارب والحوار بين المسلمين وغيرهم في العالم الإسلامي والغرب.

ولفت البيان إلى أن نتيجة الاستفتاء حفزت حزبًا هولنديًا يمينيًا على طلب استفتاء مماثل، واصفًا الإجراء السويسري بأنه "سنة سيئة زادت من الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين".

وحمّل القرضاوي الحكومة السويسرية مسؤولية النتائج المرتبة على الاستفتاء رغم رفضها له وفي مقدمتها تنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، ودعاها إلى اتخاذ إجراءات لمنع تفشي الظاهرة.

ودعا البيان الأقلية المسلمة في سويسرا لالتزام الهدوء والتصدي لهذا الموقف بالطرق القانونية بالتعاون مع الجمعيات المحلية، كما حث مسلمي العالم على التعبير عن رفضهم لما أسماه "الاستفتاء العنصري الإسلاموفوبي" بالطرق السلمية، محددًا تلك الطرق بإرسال رسائل إلى السفارات السويسرية في بلدان العالم تتضمن رفضًا للنتيجة المستفزة وتنظيم الوقفات أمام السفارات السويسرية تعبيرًا عن الموقف الرافض.

وطالب البيان منظمة المؤتمر الإسلامي بإطلاق حملة دولية في أوساط الأقليات المسلمة بالغرب خصوصًا من أجل تبيان خطورة هذا الاستفتاء على مستقبل التعايش بين المسلمين والمجتمعات الأخرى.

وكان استفتاء أجري في سويسرا أمس الأول الأحد خلص إلى أن 5. 57 في المائة يؤيدون حظر بناء المآذن في المساجد الجديدة في بلادهم وهي أغلبية لم تكن متوقعة على الإطلاق.

إلى ذلك دان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والأزهر الشريف أمس قرار سويسرا بحظر بناء المآذن، واعتبراه يحمل تمييزا ضد المسلمين في هذا البلد الأوروبي.
واعتبر المجلس الإسلامي في بيان القرار هجوما غير مبرر على حرية الاعتقاد وتعميقا لمشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين في حين أن المباني التابعة للديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد.
وذكر أن نتائج الاستفتاء السويسري تبين مدى تحرك قوى التطرف في أوروبا في الاتجاه الخطأ في مواقفها وسياساتها تجاه الإسلام والمسلمين في أوروبا، ورأى أن "نتائج الاستفتاء تعد سابقة خطيرة تدعو المسلمين إلى تكثيف العمل والتحرك ضد الأفكار الخاطئة التي يروجها هذا اليمين المتطرف".
وأهاب المجلس بكافة المنظمات والهيئات الإسلامية وبخاصة المتواجدة في أوروبا المبادرة السريعة لتوحيد الصف والجهد واتخاذ الخطوات العملية للتعبير عن الرفض القاطع لمثل هذه القرارات، ودعا هذه المنظمات للتوضيح أن مآذن المساجد ما هي إلا رمز معماري في مبنى مخصص لإقامة الشعائر الدينية يماثل أبراج الكنائس المنتشرة في كل بقاع أوروبا.
من جهته، دان الأزهر القرار السويسري، محذرا من أنه "يؤدي إلى بذر بذور الكراهية والتمييز ضد المسلمين في سويسرا".
وأكد الأزهر في بيان أن المسلمين في سويسرا لم يصدر عنهم أي تصرف يعكر صفو العلاقات بينهم وبين المجتمع السويسري، داعيا إلى ضرورة تدارك هذا الحظر من أجل تجنب الآثار السيئة التي قد تنتج عنه.
وكانت حكومة سويسرا أعلنت أنها ستطبق نتائج الاستفتاء بخصوص حظر بناء المآذن بشكل فوري، في الوقت الذي عبرت فيه المنظمات الإسلامية والعربية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية عن استنكارها هذا الحظر واعتبرته انتهاكا لحقوق الإنسان وحرية الأديان التي نصت عليها جميع الأعراف والمواثيق الدولية.
كما انتقدت منظمة العفو الدولية حظر بناء المآذن في سويسرا ووصفته بأنه "ينطوي على انتهاك لمبدأ حرية الأديان" متوقعة أن يتم إلغاء نتائج الاستفتاء من جانب المحكمة العليا السويسرية أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

 

اجمالي القراءات 3670