حكام المسلمين وتشويه صورة الإسلام
حكام المسلمين وتشويه صورة الإسلام

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٢٠ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

حكام المسلمين وتشويه صورة الإسلام

 

منذ أن عرف العالم الإسلام أو ما بات يعرف بالمسلمين وحكامهم الظالمين يتضح لنا الآتي، إن أكثر الناس أساؤوا إلى الإسلام الحكام وأتباعهم المفسدين، ولا أحد ينكر الثورات التي قامت في أوروبا وغيرها من دول العالم غير الإسلامي، ولا ينكر أحد أن هذه  الثورات قد قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحرية الدين والتعبير، وهذا ما قد جاءت  به جميع الديانات السماوية من قبل، ولكن الفرق بين الثورات في بلاد المسلمين وبين بلاد غير المسلمين أننا لم نسمع أن دولة من دول غير المسلمين طلبت تجميد أرصدة حاكمها المخلوع أو أتباعه، وذلك لكونهم نهبوا ثروات شعبهم، وهذا لا يحدث إلا عند العرب والمسلمين، هذا لم يحدث حتى الآن إلا عندنا، فحين تحدث ثورة في أي دولة من الدول الإسلامية تتكشف الحقائق بأن الحاكم وأعوانه هم أكبر اللصوص، ومن هنا يأتي تشويه صورة الإسلام على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ومن هنا تتخوف الدول الغير إسلامية من المسلمين، بما أن الحاكم ومن معه والذين هم رمز الدولة ومع ذلك هم عبارة عن لصوص ومنافقين وكذابين، وحين يصبح الحاكم حرامي يسيء إلى الدولة بأكملها، وكل ذلك يحدث من الحكام في ظل عصر الإعلام، فكيف بحكام المسلمين قبل هذا العصر؟!.. والجميع يعلمون أن حكام المسلمين السابقون قد قاموا بقتل بعضهم البعض من أجل الخلافة، وبعضهم قتلوا بعض في بيت الله الحرام ومن أجل الخلافة أيضاً، والذين قاموا باحتلال الدول باسم الإسلام، أي أن ما قام به الحكام السابقون من تشويه لصورة الإسلام يفعله الآن حكام هذا العصر بنهب ثروات الشعوب، وعلى الرغم أنه ليس في القرآن ولا في الإسلام أن تعتدي وتحتل دولة بحجج نشر الإسلام كما فعل السابقون، وأن الرسول لم يفتح مكة إلا بأمر من الله بعد أن تبين لرسوله والمسلمين معاً أنه لا أمل أن يدخل كفار مكة في الإسلام، أمر الله الرسول أن يفتح مكة حتى يسيطر الرسول والمسلمين على بيت الله الحرام، وبعد ذلك نزل في هؤلاء الكفار قرآن لكي يعزز وجودهم في دولة الرسول دون التدخل في عقائدهم، يقول تعالى:

((لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)) سورة الكافرون آية 6.

 

أي أن الرسول هو أول من أسس دولة مدنية في التاريخ البشري وطلب من الرسول أيضاً أن يساعد حتى المشركين، يقول تعالى:

((وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)) التوبة آية 6.

 

وذلك حتى يتعايش المسلم مع اليهودي والمسيحي والكافر، ثم إن الله تعالى يقول:

((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) سورة الأنبياء آية 107.

 

وليس لاحتلال العالمين والدول، ولا نعلم ولا ندري عن حكام المسلمين الأوائل والذين حضروا هذه الدولة في عصر الرسول لماذا خالفوا هذا الأمر بعد موت الرسول، أي أن الرسول نفسه لم يؤسس دولة دينية تكون دولة للمسلمين فقط دون أن تحتوي الآخرين، وهنا يتبن أنه ليس في تاريخ المسلمين حاكم عادل غير الرسول، خلاف ذلك أغلب حكام المسلمين هم الذين شوهوا صورة الإسلام بأفعالهم  الإجرامية والاستبدادية في حق الشعوب، ويتضح من هؤلاء الحكام وشيوخهم المحنطون أنهم بعيدين كل البعد عن تعليم الإسلام الحقيقي.

اجمالي القراءات 13462