هناك حقائق قرآنية عن الآخرة لا بد للمؤمن من التسليم بها ، ومنها :
1 ـ أن نعيم الجنة لا يمكن للنفس البشرية إدراكه فى تلك الحياة الدنيا : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( السجدة 17)
2 ـ إن التعبير عنه يأتى بصورة مجازية لتفهيم البشر ، أى باستعمال التشبيه حسب مداركنا ، كقوله جل وعلا ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ) ( محمد 15 )، فالحديث هنا عن ( مثل الجنة ) وليس حقيقة نعيم الجنة .
3 ـ إن الحور العين لأصحاب الجنة ممن كان فى الدنيا ذكرا أو إنثى . وهناك مقال لنا فى هذا فى سلسلة ( لكل نفس بشرية جسدان ) .
4 ـ إن الخلود فى الآخرة يعنى توقف الزمن بحيث لا يكون متحركا مثل زمننا ،أى ليس فى الآخرة ماض ولا مستقبل . وهى تجربة لا نعرفها ولا يمكن لنا تخيلها ، وبالتالى فلا يمكن تصور كيف سيقضى أهل الجنة أو أهل النار وقتهم أو زمنهم .
وأخيرا
فما كان يكتبه المفسرون والمؤولون ومخترعو الأحاديث إنما هو تعبير عن ثقافتهم ونزواتهم ، ولا علاقة للاسلام به.