عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٦ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا

1 ـ كتبنا من قبل نستنكر إطلاق لقب ( الإمام الأكبر ) على شيخ الأزهر ، لأن الامام الأكبر للمسلمين هو محمد خاتم المرسلين عليه وعليهم السلام .

2ـ وكتبنا من قبل ننكر بشدّة اطلاق لقب ( منارة الاسلام ) على الأزهر ، لأن هذا يعنى طعنا فى الاسلام العظيم ، وإتهاما له بأنه ظل ـأى الاسلام ـ مظلما عدة قرون الى أن بنى الفاطميون الشيعة القاهرة وأزهرها ، ولأن منارة الاسلام الحقيقية و الوحيدة هى القرآن الكريم الذى أنزله رب العزة نورا يهتدى به من أراد الهدى .

3 ـ وكتبنا من قبل نحتج على إطلاق لقب ( شيخ الاسلام ) على شيخ الأزهر لأنه لا ( شيخ ) فى الاسلام ، بل يوجد علماء مؤمنون هم أولو الذكر ، يجتهدون فى تجلية حقائق الاسلام ، وما يقولونه ليس رأى الاسلام بل اجتهاداتهم التى تقبل النقد والنقاش. وهم ليسوا بالتعيين الرسمى لأن القدرة على البحث تستلزم موهبة واستعدادا علميا ومقدرة علمية وذهنية وكفاءة بحثية وتفرغا للبحث ، وهذا متعذر فيمن تختاره السلطة الحاكمة المستبدة ، فهى تؤثر أهل الثقة من أتباعها وذيولها  وأذنابها ، وليس أهل الكفاءة الذين يمنعهم احترامهم لأنفسهم من التزلف للحاكم المستبد ، كما أن تفرغهم للبحث يمنعهم من إضاعة الوقت لدى ابواب السلاطين.

4 ـ والتوصيف الحقيقى لشيخ الأزهر أنه أكبر موظف تعينه السلطة القائمة فى مصر ليتولى قيادة مؤسسة مدنية اسمها الأزهر بما فيها من مؤسسات فرعية للدعوة والتعليم ..و ( البحث ).!!

نقول مؤسسة مدنية وليست دينية لأن الكنيسة مؤسسة دينية كهنوتية لا دخل للسلطة السياسية بتعيين البابا فيها ، بل إن تعيينه فى اعتقادهم يأتى من الاله عندهم . أما شيخ الأزهر فهو موظف تعينه السلطة القائمة فى مصر ، وله درجة نائب رئيس وزراء ، وتعطيه راتبا ، وتضع له سلطة وتصنع له جاها شأن  من يخدم تلك السلطة .

5 ـ ليس فى الاسلام كهنوت ، وليس فيه (أزهر ) السّنة و ليس فيه (قم ) التشيع ، بل هى مؤسسات صنعها المسلمون لتعبر عن أديانهم الأرضية . ومن هنا فالربط بين الأزهر والاسلام  هو طعن فى الاسلام ، ليس فقط لأنه يناقض الاسلام الذى لا مكان فيه لمؤسسة تحمل اسمه وتتكلم باسمه . ولكن أيضا لأنه يبيح للحاكم المستبد أن يمتطى الاسلام لتحقيق مصالحه الدنيئة ، فطالما يمتطى المستبد شيخ الأزهر فهو فى نفس الوقت يمتطى الاسلام .. واستغفر الله العظيم ..ولكن هذا هو الواقع .. فطالما يطلقون على شيخ الأزهر ألقاب ( الامام الأكبر ) فى الاسلام ، و ( شيخ الاسلام ) وطالما هم الذين يمتطون شيخ الأزهر فالمعنى أنهم يمتطون الاسلام ويهينون الاسلام .

 ثانيا

1 ـ ومن هنا فنحن لا نخاطب شيخ الأزهر بأى صفة اسلامية ، لأنه ليست له صفة اسلامية .نحن نخاطبه كرجل مصرى صعيدى نفترض فيه الشهامة والكرامة والنخوة و العزّة .

ونقول له : يا شيخ الأزهر  .. عار عليك أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!

2 ـ من قبل انضممت الى لجنة السياسات فى الحزب الوطنى ، ورضيت لنفسك أن تكون مطية لرئيس اللجنة ـ ذلك الشاب اللزج  ـ وبه ارتقيت حتى صرت شيخا للأزهر ، ومن أجلك أهملوا شيوخا أكبر منك سنا ـ أمثال زقزوق واحمد عمر هاشم ـ  أمضوا عمرهم فى الانبطاح امام مبارك .

الآن وقد اصبحت شيخ الأزهر فقد ترقيت من كونك مطية لابن الرئيس ،فأصبحت مطية للرئيس نفسه . وأراك تقوم بالدور جيدا.

 ولذا نقول لك : يا شيخ الأزهر  .. عار عليك أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!

3 ـ عار عليك : ـ أن ترى التعذيب منتشرا داخل وخارج اقسام الشرطة ومقار مباحث أمن الدولة ، وصرخات المعذبين تصل الى منظمات حقوق الانسان الدولية ( المسيحية ) فتدافع عن المظلومين المصريين ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث .

عار عليك ـ أن ترى الفساد يأكل الأخضر و اليابس وتتحدث عنه منظمات الشفافية الدولية ( المسيحية ) فتطالب مبارك بتخفيف الفساد ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث.

عار عليك ـ أن ترى عشرات الملايين المصريين يعانون جوعا وفقرا ومن امراض نشرها الحزب الحاكم الذى تنتمى اليه ، ،وتنهال دموع المجتمع الدولى ( المسيحى ) ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث.

عار عليك ـ أن ترى وباء الانتحار ينتشر بين المصريين بسبب الاحباط واليأس والفقر والمهانة والذل ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث ، بل عندما اهتممت واكترثت افتيت بحرمة الانتحار وحكمت بدخولهم النار .

ـ ثم فى النهاية عار عليك  ـ أن يثور الشعب المصرى الذى تنتمى أنت اليه ، وترى بعينك كلاب مبارك تسحقهم وتسحلهم ، ويهب العالم الخارجى  ( المسيحى ) يدافع عنهم ، بينما أنت لا تهتم ولا تكترث.

ثالثا

1 ـ لقد اصدرت تصريحا من قبل تهاجم فيه النظام الذى تنتمى اليه لأنه تثاقل عن علاج زميلك أحمد عمر هاشم فى الخارج على نفقة الدولة. وهو يعانى من التهاب فى مؤخرة الظهر و المفاصل ـ ربما بسبب إدمانه الرقص فى موكب مبارك . وكافأه مبارك فى نهاية العمر برفض علاجه على نفقة الدولة ، بينما لا تزال دولة مبارك تعالج على حسابها فى الداخل والخارج راقصات ومومسات الطبقة الحاكمة لأنهن اقل عمرا و أجمل وجها من الشيخ احمد عمر هاشم . غضبت يا شيخ الأزهر لأنهم عاملوا احمد عمر هاشم بهذا الاحتقار بعد أن رقص وتراقص لهم ثلاثين عاما .وربما تكون على حق فى غضبك .

2 ـ ولكن طالما تجد فى نفسك القدرة على الغضب وطالما لا تزال فيك بعض شهامة الصعايدة فلماذا تصمت وتسكت وانت ترى كلاب مبارك تسحق وتسحل أشرف أبناء وطنك : مصر ؟ هل لأن مؤخرة زميلك احمد عمر هاشم أهم من حياة عشرات الالوف من المصريين .؟ هل لأن اهتمامك بمؤخرة الشيخ احمد عمر هاشم يفوق اهتمامك بالبنات المصريات والنساء المصريات من الحرائر واللاتى خرجن للتظاهر فتعرضن ويتعرضن لهتك العرض والتعدى من كلاب مبارك و بلطجيته ؟

رابعا

1 ـ ومع ذلك فلا زال هناك امل فى وجود بقايا شهامة عندك . ونحن نراهن عليها . ولهذا نطالبك بأن تسير على نهج شيوخ الأزهر فى العصر العثمانى وفى وقت الحملة الفرنسية ، حين كانوا مقصدا للشعب حين يعم الظلم ، يلجأ لهم الناس فيقودون المظاهرات ويواجهون الحكام بكلمة حق .

قيادتك للمظاهرات الشعبية الحالية هى بالطبع أمنية مستحيلة مثل استحالة أن يكون فى قلب سوزان مبارك ( الانجليزية ) رأفة على الشباب  ( المصرى ) الذى يتم سحله فى الشوارع .

ولهذا سنطرد سريعا هذه الأمنية و نطلب منك مجرد فتوى تستنكر فيها الظلم والفساد والتعذيب و البطش والسحل  الذى تمارسه كلاب مبارك بأطهر شباب واشرف رجال أنجبتهم مصر وهم يثورون ثورة سلمية فيتعرضون للضرب و القتل .

ولكى تكون فتوى تدخل بها التاريخ فلا بد أن تقرنها بتهديد بالاستقالة  لو لم تكف الشرطة عن إذلال المصرين و قمع المتظاهرين .

2 ـ هذه الفتوى ستحدث فارقا ايجابيا لصالح الحق ولمصلحة مصر .

وهى لن تضرك فى شىء . فالنظام فى ضعفه الراهن لا يجرؤ على معاقبتك ، ولا يستطيع عزلك . ستكون منتصرا وستركب موجة الحركة الوطنية الواعدة الصاعدة ، وربما تكون خيرا من البرادعى الذى يتقن الافتاء بنفس إتقانه فن الاختفاء  وقت المواجهة والمحنة والبلاء .

3 ـ هى فتوى لن تضرك بل ستفيدك .

أما الذى سيضرك قريبا جدا هو سكوتك ومناصرتك لحكم مستبد يتهاوى . عندما تنجح الثورة الواعدة الصاعدة ، وينتهى مبارك الى مصير شاوشيسكو او صدام او بن على زين الهاربين . عندها سينسى الناس مؤخرة الشيخ احمد عمر هاشم وينشغلون بمؤخرتك أنت .

وساعتها عليه العوض ..!!

اجمالي القراءات 16846