أولا
بمزيد من الأمل يترقب المركز العالمى للقرآن الكريم مستقبلا واعدا للمظاهرات المصرية فى يوم الغضب التى بدأت يوم 25 يناير 2011.
ولقد أسهم أهل القرآن طيلة ثلاثين عاما فى التوعية التى أثمرت هذا التحرك المصرى الايجابى طلبا للحرية والعدل ومواجهة الظلم والطغيان ، ودفع أهل القرآن الثمن فى موجات اعتقال وتعذيب ومطاردات أمنية وتشريد و اتهامات باطلة .
ونحن نحيى الشباب المجاهد المناضل الذى حرّك المياه الراكدة ، كما نحييى المصرى العادى &Ccede; الذى تخلى عن سلبيته وسكونه وانطلق يصرخ طالبا حقوقه مواجها قوى البغى مؤمنا أن الموت خير من حياة ذليلة .
إن محور النجاح هنا يتمثل فى أن المصرى قام بتغيير نفسه ، إنتصر على الخوف من السلطة الظالمة وواجه مدرعاتها و بلطجيتها بصدور عارية ، وطالما استمرت هذه الروح الفدائية فسيهرب الجبناء لأنهم مدربون على الاعتداء على المسالمين الضعاف فقط ، فإذا كشّر الضعيف عن أنيابه و استعد للدفاع عن نفسه فلن يجد البلطجى الجبان سوى الهرب وسيلة للنجاة .
أولئك الأبطال المتظاهرون من اجل مصر لا بد من تأمين طعامهم وشرابهم وأماكن نومهم ..
وياليت ان تتكون على وجه السرعة مجموعات منظمة لخدمتهم ، وأن تزحف اليهم آلاف الأسر لتكوّن من حولهم حزاما بشريا يحميهم ، وان تنتشر المظاهرات فى كل مدينة وقرية مصرية ، وأن يستمر التظاهر والاعتصام الى ان يرحل الكابوس الصفيق .
ومع ذلك فلازلنا نامل أن تستمر المظاهرات سلمية ـ ما أمكن ـ الى أن يتحقق الهدف منها وهو طرد مبارك وزبانيته من الحكم ، وتأسيس دولة علمانية مدنية ديمقراطية حقوقية فى مصر ، يكون هدفها تأمين حقوق المواطن المصرى الانسانية والسياسية والاجتماعية.
ثانيا
وحرصا على تحقيق هذا الهدف سلميا ، فإننا نتمنى أن :
1 ـ يتدخل قادة الجيش المصرى لحماية الشعب المصرى من بوليس مبارك ولالزام مبارك وحكومته بالاستقالة واسترداد ما قاموا بتهريبه من اموال الشعب المصرى مقابل تأمينه على حياته هو واسرته وزبانيته..
2 ـ فى ظل تامين الجيش المصرى للوطن والشعب المصرى يتم تكليف حكومة الظل مكان الحكومة المقالة ، ويتم إقامة البرلمان البديل مكان مجلس شعب مبارك وسرور ، ويتعاون المجلس الجديد مع الحكومة الجديدة فى تسيير الاعمال وفى ارساء اصلاح تشريعى تقوم به دولة ديمقراطية برلمانية غير مركزية يتحقق فيها الفصل بين السلطات وتوازنها والحرية المطلقة للرأى والدين والفكر ، ولا بد فيها من إلغاء وزارة الاعلام وإلغاء مباحث أمن الدولة وتقليص دور وزارة الداخلية وتقليص دورالسلطة التنفيذية لإعطاء مساحة أوسع للمجتمع المدنى ومنظماته ، وتحديد دور الجيش فى حماية الوطن بعيدا عن التدخل فى السياسة والحكم ، وتحديد دور الشرطة لتكون فى خدمة الفرد وحمايته.
وبعد اتمام الاصلاح التشريعى تقوم الحكومة المؤقتة باجراء انتخابات برلمانية تتكون على أساسها حكومة الحزب أو الأحزاب صاحبة الأغلبية وفق المعمول به فى بريطانيا والهند واسرائيل . بينما يظل الرئيس منصبا شرفيا .
ثالثا
بدون ذلك فقد تدخل مصر فى دوامة الفوضى وسفك الدماء ، وهذا ما لا يليق بالحضارة المصرية صاحبة أقدم دولة فى التاريخ ، كما لا يليق بالشعب المصرى صاحب أكبر رصيد من المفكرين والعلماء والرواد والنشطاء . مصر تستحق ذلك ، بعد كل الهوان الذى عايشته من مبارك ومن سبقه من الطغاة.
أخيرا
ليكن مبارك آخر طاغية يحكم مصر . ولتبدأ فى مصر دولة القانون والعدل والحرية والديمقراطية .