تزايدت في مصر حملة المعارضة ضد التوريث الرئاسي أو التمديد اللذين قد يؤديان إلى وصول جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرئاسة أو التمديد للأخير لفترة رئاسية سادسة. وبدأت حملة جمع تواقيع ملايين المصريين لمعارضة المشروع المذكور وسوف يُعقد غدًا اجتماع لعدد من الأحزاب والقوى السياسية لبدء التحرك على الرغم من أن جمال مبارك لم يعلن صراحة ترشحه للرئاسة المقبلة عام 2011. وقد اصدر معهد كارنيجي الاميركي للسلام تقريرًا لسيناريوهات عدّة لتولي السلطة، اما حين وفاة الرئيس او عن طريق انتخابات خلال اشهر.
القاهرة: بدأت حملة مصرية لجمع توقيعات ملايين المواطنين لمعارضة ما تسميه المعارضة بمشروع "التوريث او التمديد ". وعلمت "إيلاف" من مصادر ها الخاصة أنَّ الحملة المصرية ضد التوريث دعت أحزاب وقوى سياسية إلى اجتماع من المقرر ان يعقد غدًا الثلاثاء ستتم الدعوة فيه إلى جمع توقيعات من المواطنين بجميع المحافظات لمعارضة توريث الحكم لجمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني ، او التمديد للرئيس حسني مبارك لولاية جديدة.
وكشف منسق الحركة الدكتور حسن نافعة ان التوقيعات سيتم جمعها من جميع المحافظات او من خلال موقع إلكتروني ستقوم الحركة بتدشينه خلال ايام قليلة لهذا الغرض ويمكن من خلاله ان يقوم المستخدمون بالتصويت. ولن يقتصر الأمر على هذا الموقع فقط، بل ستقوم بتدشين موقع آخر أكثر تطورًا يتضمن التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والآثار السلبية التي ستنتج عن التوريث او التمديد. وعلى صعيد أنشطة الحركة لمواجهة التوريث قال نافعة انه يجري إعداد الوثائق والمستندات القانونية لملاحقة جمال مبارك بدعوى ارتكابه لمخالفات دستورية وقانونية على حد قوله. وهو المشروع الذي اعلن عنه المنسق العام لحركة كفاية الدكتور عبد الحليم قنديل قبل ان تنشق كفاية عن الحركة فى أعقاب تلقي أيمن نور زعيم حزب الغد واحد أعضاء الائتلاف دعوة من منظمات أميركية قال قنديل إنها تتلقى تمويلاً من الكونغرس الاميركى. وقد اعترضت كفاية على التعامل مع اي منظمات خارجية ، "لأنَّ ذلك يتنافى مع ثوابتها " على حد ذكر محسن هاشم احد ابرز قيادات الحركة مضيفًا لإيلاف ان:" ان اي شيء يأتي ضد ثوابتنا مرفوض.. من ضمن هذه الثوابت عداؤنا لأميركا وإسرائيل، فما تفعله أميركا في العراق وأفغانستان والسودان والصومال نرفضه جملة وتفصيلاً". وقد استفز نص الدعوة التى تلقاها نور حركة كفاية وأعضاء آخرون فى الائتلاف حيث جاء فى نصها " ندعوكم لحضور الندوة وإلقاء محاضرة حول الديمقراطية فى الشرق الأوسط بعد سقوط الإسلاميين فى الكويت وجنوب لبنان وهزيمتهم فى العراق وأفغانستان " وقد سعى نور، الذى قضى ثلاثة أرباع عقوبة السجن قبل ان يتم الإفراج عنه لدواعي صحية مؤخرًا بسبب تزوير توكيلات حزبه ، الى تلبية الدعوة من المنظمات الاميركية وقدم طلبًا للنائب العام للسفر قوبل بالرفض، لكن زعيم حزب الغد منذ ان انضم الى الحملة وهو موضع خلاف بين الأعضاء وخصوصًا لتعمده العمل بشكل منفرد واتخاذه قرارات لم يشرك الأعضاء المؤسسين فيها مثل إطلاقه شعار "ما يحكمش" على الحركة وهو ما أثار غضب أعضائها ، ثم تأسيسه لموقع إلكتروني للحملة كان أعضاؤها آخر من يعلم " ، كما انه لم يأخذ رأي احد في ما يتعلق بمطاردة جمال مبارك فى زياراته الى الأماكن المختلفة، وكذلك حملته التي أطلقها "طرق الأبواب". وانشق عن الائتلاف الذي دشَّن مؤخرًا لمناهضة التوريث والتمديد الى جانب أعضاء حركة كفاية كل من حزب العمل وحزب الكرامة تحت التأسيس والاشتراكيين الثوريين ومجموعة من شباب 6 ابريل، بينما استمر حزب الجبهة وحزب الوسط والإخوان والغد في الائتلاف الذي يقوده الدكتور حسن نافعة كمنسق عام للجنة التحضيرية. وعلى الرغم من عدم إعلان جمال مبارك بأنه سيرشح نفسه الى الانتخابات وكذلك الرئيس مبارك الذي تنتهي فترة ولايته الخامسة في عام 2011 ، الا ان التكهنات حول الانتخابات الرئاسية القادمة تزايدت بشدة في الفترة الأخيرة بعد إعلان المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي عدم استبعاده الترشح في الانتخابات القادمة مشترطًا النزاهة فيها. إلا ان احتمالات خلافة جمال مبارك للسلطة تظل الأقوى في نظر المعارضة وخاصة من بعد التعديلات الدستورية الاخيرة وتعديل المادة 76 التي تضع قيودًا صارمة على المستقلين الراغبين في الترشح، في حين تسمح لرؤساء الأحزاب وأعضاء الهيئة العليا بها بالترشح دون قيود.
هذا وقد اصدر معهد كارنيجي الاميركي للسلام تقريرًا تضمن سيناريوهات عدة لتولي جمال مبارك السلطة خلفًا لوالده. الأول وهو النموذج السوري المتمثل في تولي جمال السلطة عقب وفاة والده كما حدث مع الرئيس السوري ونجله الرئيس الحالي بشار الأسد. الثاني عن طريق اجراء انتخابات خلال اشهر ويقوم الرئيس مبارك بإدارة انتقال السلطة في غياب قوى سياسية ذات حضور مؤثر.
|
||
|