الصداقة الجنسية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٢ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لى صديقة أمريكية غاية فى الأدب والأحترام والأخلاق والألتزام ، ولكن لها بوى فريند وأريد أن أنصحها بأنه زنا ، ولكن يقول البعض أنه زواج فى عرف الغرب وامريكا . فهل يعتبر هذا الزواج شرعيا فى الاسلام ؟
آحمد صبحي منصور

 

 

ينتشر فى الغرب ما يمكن تسميته بزواج البوى فرند  أو الصداقة بين رجل وامرأة باعتراف الأهل ومباركتهم،  بما يعنى حياة مشتركة تحت سقف واحد فيها كل ملامح الزواج ولكن بدون عقد زواج. وبعض الولايات الأمريكية تؤسس على هذه العلاقة حقوقا للمرأة والأطفال .

وما أعتقده أنه لا يعد زواجا ، حتى وإن أقرّه المجتمع طالما أن نفس المجتمع يحدد الزواج بطقوس أخرى مختلفة ، وهم فى قرارة أنفسهم لا يعتبرونه زواجا حقيقيا لأن بعض تلك العلاقات تتطور لتصبح زواجا بعقد رسمى ، مدنى أو دينى .

إن للزواج فى الاسلام شروطا ، من أهمها مراعاة العدة أو براءة الرحم ، وهذا ليس موجودا على الاطلاق فى الثقافة الغربية الأمريكية فى الزواج العادى عندهم وبالتالى فى علاقات الصداقة الجنسية .

والذى اعتقده أن تلك الصداقة الجنسية مهما طال أمدها ـ فهى زنا من نوعية (إتخاذ الأخدان ) فى المصطلح القرآنى . فالزنا فى المفهوم القرآنى نوعان : السفاح ،اى العلاقات الجنسية العابرة بين الرجال والنساء ، ومنه البغاء ، وفى المصطلح القانونى : الزنا بدون تمييز . اى على الشيوع . ثم هناك : اتخاذ العشيقات أو الأخدان أى تعوّد الزنا بين رجل وامرإة ، سواء بأجر أم بدونه . وكلا النوعين زنا محرم .

الثقافة الغربية الأمريكية لا تتسامح مع الزنا السفاح الذى يتم بدون تمييز فى حالة واحدة هى ممارسة الأنثى البغاء والدعارة ، وعادة  يتم القبض عليهن . ولكن الثقافة الأمريكية والغربية تتسامح مع زنا الأخدان ، وكأنها تعتبرها مرحلة خطوبة ولكن يباح فيها للخطيبين ممارسة الجنس ، ثم يكون لهما حق فك الخطوبة فى اى وقت .

جدير بالذكر أن التسامح مع زنا الأخدان بل والزنا المفتوح كان سمة أساسية فى ثقافة وسط آسيا  شرق خراسان قبل وبعد فتوحات المسلمين . وفى العصر العباسى كانت تتجدد الدعوة للشيوعية فى النساء ـ والمال أحيانا ـ من خلال مذاهب شتى أكثرها كان يرفع راية التشيع وينسب نفسه للشيعة كالقرامطة .

جدير بالذكر أيضا أن البخارى حاول تشريع الزنا بنوعيه فى باب النكاح حين إفترى حديثا يزعم فيه أن النبى محمدا عليه السلام قال (أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلال ليال فإن أحبا أن يتتاركا أو يتفارقا ) ,قد ناقشنا هذا فى كتابنا ( القرآن وكفى ).

جدير بالذكر أيضا أن ثقافة خراسان التى نشأ فيها ابن برزويه المشهور بلقب البخارى كانت تقيم حفلات جنس جماعية ليلة النيروز ـ أو عيد الربيع ـ وفيها تطفأ الأنوار ليلا فى الاحتفال ، ويمارسون الزنا بلا تمييز ـ أو بتمييز .

نقول هذا حتى لا نضيع جهدنا فى اتهام الغرب وننسى عيوبنا وسيئات تراثنا .

اجمالي القراءات 36243