تفسير سورة القمر

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

                             سورة القمر

سميت بهذا الاسم لذكر القمر بقوله "وانشق القمر "

"بسم الله الرحمن الرحيم اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغنى النذر"المعنى بحكم الرب النافع المفيد وقعت الواقعة وانفلق القمر وإن يعلموا حكما يتولوا ويقولوا خداع Ïdil;ع دائم أى كفروا أى أطاعوا شهواتهم وكل حكم دائم ولقد أتاهم من الأخبار ما فيه نهى قول واصل فما تمنع الأخبار ،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو أن الساعة اقتربت والمراد أن القيامة وقعت مصداق لقوله بسورة الواقعة "وقعت الواقعة"وانشق القمر والمراد وانفلق القمر فى يوم القيامة ،ويبين له أن الكفار إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر والمراد إن يعلموا حكما يكفروا ويقولوا مكر دائم والمراد لا يؤمنوا به مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها "وفسر الله تعرضوا بقوله كفروا أى كذبوا الحكم وفسرها بأنهم اتبعوا أهواءهم والمراد أطاعوا شهواتهم مصداق لقوله بسورة النساء"واتبعوا الشهوات"وهى الظنون الباطلة وكل أمر مستقر والمراد وكل حكم أى نبأ دائم مصداق لقوله بسورة الأنعام"لكل نبأ مستقر"ويبين له أنهم جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر والمراد أتاهم من الأخبار ما فيه مبعد عن الباطل وهى حكمة بالغة أى قول أى وحى واصل لهم وما تغن النذر والمراد وما تمنع الأخبار من الكفر إذا لم يعمل الإنسان بها والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص)

"فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر"المعنى فأعرض عنهم يوم ينادى النافخ إلى أمر غريب مذلولة أنفسهم يطلعون من القبور أحياء كأنهم جراد منثور مستجيبين للمنادى يقول المكذبون هذا يوم صعب ،يبين الله لنبيه (ص)أن يتول عنهم والمراد أن يعرض عنهم والمراد أن يتركهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر والمراد يوم ينفخ النافخ فى الصور أى يوم ينقر الناقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور"وهو يناديهم إلى أمر غريب لهم وهو البعث ويكونون خشع الأبصار والمراد ذليلى النفوس ساعتها يخرجون من الأجداث سراعا والمراد يقومون من القبور أحياء كأنهم جراد منتشر والمراد وهم يشبهون فى كثرتهم الجراد المنثور وهم مهطعين إلى الداع والمراد وهم مستجيبين إلى نداء المنادى يقول الكافرون وهم المكذبون بحكم الله :هذا يوم عسر أى شديد أى صعب أى غير يسير .

"كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجرى بأعيينا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر فكيف كان عذابى ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "المعنى كفرت قبلهم ناس نوح(ص)فكفروا بمملوكنا وقالوا سفيه وانتهى فنادى إلهه أنى مهزوم فأيد فشققنا منافذ السحاب بماء نازل وفتحنا الأرض أنهارا فتقابل الماء على حكم قد حسب وأركبناه على صاحبة ألواح وحديد تسير برعايتنا ثواب لمن كان كذب ولقد تركناها عظة فهل من متعظ فكيف كان عقابى أى عذابى ؟ولقد وضحنا القرآن للطاعة فهل من مطيع ؟،يبين الله لنبيه (ص)أن قبل الكفار فى عهدك كذبت قوم نوح والمراد كفر شعب نوح(ص)فكذبوا عبدنا أى كفروا بمملوكنا نوح(ص)وقالوا عنه مجنون أى سفيه وازدجر أى امتنع عن قولك لنا،فدعا ربه والمراد فنادى خالقه فقال أنى مغلوب فانتصر والمراد أنى مقهور فأيدنى بقدرتك ،فاستجاب الله له ففتح أبواب السماء بماء منهمر والمراد والمراد فشق منافذ السحاب بماء ساقط وفجر الأرض عيونا والمراد وأفاض الأرض أنهارا وهذا يعنى أن الماء سقط من السحاب وجعل أنهار الأرض تفيض فالتقى الماء على أمر قد قدر والمراد فتقابل الماء النازل بالماء الصاعد على حكم قد قضى من الله وحملناه على ذات ألواح ودسر والمراد وأركبناه فى صاحبة ألواح وحديد وهى السفينة وهى تجرى بأعين الله والمراد وهى تتحرك فى المياه بعناية وهى قدرة الله جزاء لمن كان كفر والمراد ثواب أى نجاة لمن كذب من الكفار وهو نوح(ص)ومن معه وقد تركناها آية والمراد ولقد جعلنا قوم نوح(ص)عظة للقادمين بعدهم فهل من مدكر أى فهل من متعظ بما حدث لهم ،ويسأل فكيف كان عذابى ونذر والمراد فكيف كان عقابى أى عذابى ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن عذابه شديد ويبين أنه قد يسر القرآن والمراد قد بين الحكم للذكر وهو الطاعة فهل من مدكر أى فهل من مطيع للقرآن ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن واجبهم نحو القرآن هو طاعته والخطاب وما بعده من القصص للنبى(ص)ومنه للناس.

 "كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابى ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "المعنى كفرت عاد فكيف كان عقابى أى عذابى ؟إنا بعثنا عليهم ريحا مهلكة فى يوم أذى دائم تقلع البشر كأنهم جذور نخل مقلوب فكيف كان عقابى أى عذابى ؟ولقد بينا الكتاب للطاعة لها من مطيع؟يبين الله لنبيه (ص)أن عاد كذبت أى كفرت بحكم الله ويسأل فكيف كان عذابى أى نذر والمراد كيف كان عقابى أى عذابى؟والغرض من السؤال بيان شدة عقابه للكفار ،وعقابى إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى يوم نحس مستمر والمراد إنا بعثنا لهم هواء مؤذيا فى أيام أذى دائم وهذا يعنى أنهم هلكوا بالريح الصرصر وهى تنزع  الناس أى تقلع الناس والمراد تحرك البشر كأنهم أعجاز نخل منقعر والمراد كأنهم جذور نخل مقلوب وهذا يعنى أنهم راقدين بلا حراك على الأرض رقدة النخل المقلوب وكرر الله سؤاله السابق ،وكرر القول ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر والمراد ولقد بينا آيات الكتاب للطاعة مصداق لقوله بسورة الحديد"قد بينا الآيات "فهل من مدكر أى مطيع  ؟والغرض من السؤال هو تعريف الناس أن واجبهم نحو القرآن هو طاعة أحكامه .

"كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابى ونذر إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"المعنى كفرت ثمود بالآيات فقالوا أإنسانا منا واحدا نطيعه إنا إذا لفى كفر أى خسار ،أأوحى له الوحى من بيننا؟بل هو مفترى شرير ،سيعرفون مستقبلا من هو المفترى الشرير،إنا خالقوا الناقة بلاء لهم فانتظرهم وأطع وأخبرهم أن الماء شركة بينهم كل شراب حاضر فدعوا صديقهم فأخذ فقتل فكيف كان عقابى أى عذابى؟إنا بعثنا عليهم عقوبة واحدة فكانوا كحطام الزرع ولقد بينا الكتاب للطاعة فهل من مطيع؟يبين الله لنبيه (ص)أن ثمود كذبت بالنذر والمراد كفرت بالآيات المعطاة للرسل (ص)فقالوا :أبشرا منا واحدا نتبعه والمراد أإنسانا واحدا منا نطيعه؟وهذا يعنى أنهم لن يطيعوا الرسول لأنهم إذا لفى ضلال أى سعر والمراد كفر أى خسار وهذا يعنى أنهم يعتبرون طاعتهم للرسول خسارة لهم ،أألقى عليه الذكر من بيننا والمراد هل أوحى له الوحى من وسطنا؟وهذا يعنى تكذيبهم بعث الله للرسول لأنه ليس معقولا عندهم أن يختاره الله من وسطهم ،بل هو كذاب أشر والمراد إنما هو مفترى مجرم وهذا يعنى أنهم يتهمونه بالكذب على الله وأنه مجرم عتيد ،ويرد الله عليهم فى وحيه لصالح (ص)قائلا :سيعلمون غدا من الكذاب الأشر والمراد سيعرفون فى المستقبل من المفترى المجرم عند نزول العذاب عليهم ،إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم والمراد إنا خالقوا الناقة اختبار لهم وهذا يعنى أنه أرسل لهم معجزة هى الناقة ،فارتقبهم أى فانتظر ما يفعلون بها واصطبر أى وأطع حكمى ونبئهم أن الماء قسمة بينهم والمراد وأخبرهم أن ماء البلد شركة بينهم وبين الناقة لها يوم ولهم يوم كل شرب محتضر أى كل موعد شراب لهم ولها معلوم فكانت النتيجة أن نادوا صاحبهم والمراد دعوا صديقهم فتعاطى فعقر والمراد أخذ عدة القتل فذبح الناقة فكيف كان عذابى أى نذر والمراد فكيف كان عقابى أى عذابى؟والغرض من السؤال بيان شدة عقابه للكفار ،إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة والمراد إنا بعثنا عليهم طاغية أى رجفة أى زلزلة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر والمراد فأصبحوا شبه حطام الزرع وهذا يعنى أن أجسامهم تكسرت كتكسر النبات المحطم ،ويبين أنه يسر القرآن للذكر فهل من مدكر والمراد أنه بين الوحى للطاعة من قبل الناس فهل من مطيع والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب طاعة القرآن.

"كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابى ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "المعنى كفر شعب لوط(ص)بالآيات إنا بعثنا عليهم حجارة إلا أهل لوط(ص)أنقذناهم بليل رحمة من لدينا هكذا نثيب من أطاع ولقد أخبرهم بعذابنا فكذبوا بالعذاب ولقد حاوروه عن زواره فأعمينا أبصارهم فإعلموا عقابى أى عذابى ولقد نزل بهم نهارا عقاب مستمر فادخلوا نارى أى عقابى ولقد بينا الكتاب للطاعة فهل من مطيع ؟يبين الله لنبيه (ص)أن قوم وهم شعب لوط(ص)كذبوا بالنذر والمراد كفروا بالآيات المرسلة لهم من الله ،إنا أرسلنا عليهم حاصبا والمراد إنا أمطرنا عليهم حجارة مصداق لقوله بسورة الحجر"وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"إلا آل لوط وهم أسرة لوط(ص)عدا زوجته نجيناهم بسحر والمراد أنقذناهم بليل مصداق لقوله بسورة الحجر"فأسر بأهلك بقطع من الليل"نعمة من عندنا والمراد رحمة من لدينا كذلك نجزى من شكر أى بتلك الطريقة وهى الإنجاء نثيب من أطاع حكمنا وهو من أحسن مصداق لقوله بسورة المرسلات"كذلك نجزى المحسنين"،ويبين له أن لوط(ص)أنذرهم بطشة الله والمراد أخبرهم بعقاب الله فتماروا بالنذر والمراد فكذبوا بالعقوبات ولقد راودوه عن ضيفه والمراد ولقد حدثوه عن الزنى بزواره وهذا يعنى أنهم طالبوه بأن ينيكوا الضيوف فكانت العقوبة أن طمسنا أعينهم والمراد أن أعمينا أبصارهم وهذا يعنى أن الله أعمى عيونهم قبل العذاب المهلك لهم  وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد فاعلموا عقابى أى عذابى ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر والمراد ولقد أصابهم نهارا عقاب عظيم وهذا يعنى أن العقاب المهلك أصابهم وقت النهار وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد ادخلوا نارى أى عقابى،ويبين له أنه يسر القرآن للذكر فهل من مدكر والمراد أنه بين الوحى للطاعة فهل من مطيع والغرض من السؤال إخبار الكل بوجوب طاعة القرآن من الناس .

"ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر "المعنى ولقد أتى قوم فرعون الآيات كفروا ببراهيننا جميعها فدمرناهم تدمير منتصر فاعل ، يبين الله لنبيه (ص)أنه جاء آل فرعون النذر والمراد أنه أتت قوم فرعون الآيات وهى آيات الوحى وآيات الإعجاز فكانت النتيجة أن كذبوا بآياتنا كلها والمراد كفروا بعلاماتنا الدالة على وجوب طاعة حكمنا جميعها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر والمراد فأهلكناهم إهلاك منتقم فاعل للهلاك .

"أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة فى الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر "المعنى أمكذبيكم أحسن من أولئكم ؟أم لكم عهد فى الوحى؟هل يزعمون نحن كل غالب ؟سيقهر القوم ويعطون الظهر ،يسأل الله الناس :أكفاركم خير من أولئكم والمراد هل مكذبى القرآن منكم أقوى من الكفار السابق ذكرهم فى السورة ؟والغرض من القول إخبارهم أن الكفار السابقين أقوى منهم ومن قدر عليهم يقدر على كفاركم ،ويسأل أم لكم براءة فى الزبر والمراد هل لكم عهد فى الكتاب؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار بأن الله لم يعطهم عهد بعدم عقابهم فى الوحى ،ويسأل أم يقولون نحن جميع منتصر أى هل نحن كل غالب ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم مهزومون ولذا يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر والمراد سيقهر الكفار ويعطون الظهر والمراد يهربون من المعركة وهذا إخبار للمسلمين بانتصارهم على الكفار مستقبلا والخطاب للكفار من النبى(ص).

"بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر إن المجرمين فى ضلال وسعر يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر "المعنى إن النار مقامهم والنار أعظم أى أكبر إن الكافرين فى عذاب أى نار يوم يجرون فى النار من أعناقهم اعلموا ألم النار،يبين الله أن الساعة موعدهم والمراد أن جهنم مقام الكفار كلهم مصداق لقوله بسورة الحجر"إن جهنم لموعدهم أجمعين"والساعة أدهى أى أمر والمراد والنار أعظم أى أكبر ،إن المجرمين فى ضلال أى سعر والمراد إن الكافرين فى العذاب أى جهنم  مصداق لقوله بسورة الزخرف"إن المجرمين فى عذاب جهنم خالدون"يوم يسحبون فى النار على وجوههم والمراد يوم يشدون فى جهنم من أعناقهم التى مربوط بها الأغلال وهى السلاسل مصداق لقوله بسورة غافر"إذا الأغلال فى أعناقهم والسلاسل يسحبون "ويقال لهم ذوقوا مس سقر والمراد اعلموا ألم الحريق مصداق لقوله بسورة آل عمران"ذوقوا عذاب الحريق "والخطاب للنبى(ص).

"إنا كل شىء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر"المعنى إنا كل مخلوق أبدعناه بحساب وما حكمنا إلا واحدة كلمح بالنظر،يبين الله للناس أن كل شىء خلقه بقدر والمراد أن كل مخلوق أبدعه بحساب أى بحدود معينة فى كل جزء فيه مكانا وزمانا ،ويبين أن أمره وهو حكمه بحدوث القيامة ليس إلا واحدة كلمح بالبصر والمراد ليس سوى كلمة واحدة يصدرها وتشبه فى سرعتها نظرة سريعة بالعين .

"ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر "المعنى ولقد دمرنا أشباهكم فهل من متعظ وكل أمر صنعوه فى الكتاب وكل قليل وكثير مكتوب ،يبين الله للناس أنه أهلك أشياعهم والمراد دمر أشباههم وهم الكفار السابقين ويسأل فهل من مدكر أى هل من معتبر بما حدث لهم ؟والغرض من السؤال أن يعتبروا بما حدث للكفار من هلاك،ويبين لهم أن كل شىء فعلوه فى الزبر والمراد أن كل أمر عملوه فى الدنيا مكتوب فى الكتاب وكل صغير وكبير مستطر والمراد أن كل قليل وكثير مسجل فى الكتاب والخطاب وما بعده للناس.

"إن المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر"المعنى إن المطيعين فى حدائق وعيون فى مقام حق عند مالك قادر ،يبين الله للناس أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات وهى حدائق الجنة ونهر أى عيون ذات أشربة لذيذة مصداق لقوله بسورة الذاريات"إن المتقين فى جنات وعيون"وهم فى مقعد صدق والمراد قدم صدق والمراد مقام عادل عند مليك مقتدر أى من حاكم فاعل لما يريد .

اجمالي القراءات 13784