التعامل بالمعروف وبالحسنى هو الأساس : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) ( النساء 19 ). وقوامة الزوج على زوجته تعنى مسئوليته عنها ومراعاته لها وليس التحكم فيها وقهرها :، أى إن تلك القوامة تدخل فى إطار المعاشرة بالمعروف .
وطاعة الزوجة لزوجها لا بد أن تلتزم بحدود طاعة الخالق جل وعلا فيما يخص المحرمات والنهى عن المنكر والأمر بالمعروف ، وهما معا ملتزمان بذلك ضمن التواصى بالحق والخير والصبر و التعاون على البر والتقوى . أما المباحات فهى بالشورى بينهما والتفاهم ، والشورى فريضة اسلامية غائبة ، وتبدأ فى التطبيق على مستوى الأسرة والزوج والزوجة . فقوله جل وعلا : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) ( الشورى 38 ). يبدأ تطبيقه فى البيت والأسرة والعائلة قبل الدولة والمجتمع .
الزواج مشاركة وتعاطف ومودة وسكن ورحمة : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ( الروم 21 ). وليس التحكم والقهر متفقا مع السكن والمودة والرحمة.
بوجود السكن والمودة والرحمة يتفاهم الزوج مع زوجته فيما يغضبه منها ، وبالتفاهم والمودة تحرص الزوجة على ارضاء زوجها ويحرص الزوج على ارضاء زوجته فى كل التصرفات مع الناس . أما أوامر رب العزة فلا بد من تنفيذها من الزوج والزوجة على السواء طالما يرغبان فى رضا رب العزة. وموضوع الاكراه فى الدين يشمل العقائد والعبادات دون حقوق الناس . ولكن ليس للزوج ان يرغم زوجته على شىء لأن الزواج عقد قائم على التراضى .