عن علم الله

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٢ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اود في البداية أن اقدم لكم جزيل الشكر لهذا الموقع الرائع والذي من خلاله تم تبيين الدين الاسلامي الحنيف على حقيقته التي غيبت على مر السنين. كما اود طرح سؤال عليكم وانتم اكثر علما مني وخصوصا بتدبر القران الكريم. هل يعلم الله افعال العباد المستقبلية بمعنى هل لله علم بمصير الانسان عند خلقه كما يدعي اهل السنه والجماعه بان الله عند تكوين الجنين في بطن امه يكتب اذا ما كان شقيا او سعيدا كافرا ام مؤمنا وساعة موته الخ ...؟ واذا كانت الاجابة نعم فما معنى كلام الله في بعض الايات الكريمة مثل ولما يعلم الله الذين جاهدوا الى اخر الاية الكريمة. هل يعني هذا الكلام ان الله يعلم الشيئ في وقته وعند حدوثه فقط ؟ ارجوا التوضيح ان امكن الان علم ان فيكم ضعفا الى اخر الاية الكريمة هل لم يكن لله علم بان بهم ضعفا والان فقط علم ذلك؟؟؟ لقد بحثت مرارا بهذا الموضوع ولم اجد له تفسير ووجدت التفسير المنطقي الوحيد وهو ان كلمة يعلم تقال عند حدوث الشيئ وانها لا تعتبر من الغيبيات والغيبيات التي قال عنها الله في القران هي الامور الغائبه عنا بمعنى الكلمة مثل يوم القيامة و الجنة والنار والملائكة وحقيقتها وهو ما يسمى (علم اليقين) وان علم الغيب يختلف عن علم الشيئ عند حدوثه لانه لم يحدث بعد فلا يسمى علم واعتقد ان هذا التحليل يفسر تساؤلات الكثير من الناس بان الله اذا كان يعلم مصيري من قبل خلقي باني ساكون كافرا لماذا يجعلني امثل الموضوع فقط بمعنى ان دوره بالحياه هو تمثيل لطريق محتوم ، اليس هذا مغايرا للمنطق والعقل حتى لو سلمنا بان الانسان مخير بامور ومسير باخرى فما معنى ذلك فانه بجميع الحالات هو مسير بالاطار العام للمساله اي انه خير ام لم يخير فهو مكتوب عليه ان يكون كافر شاء ام ابى . الا تتوافق معي يا دكتور منصور بهذا الكلام؟ وان كان فهمي خاطئا ارجوا منك توضيح هذه المساله واخيرا وليس اخرا ارجوا معذرتك لان لغتي بالكتابة ليست منمقة ومن الممكن ان تكون صعبة نوعا ما لدى المتلقي اشكرك مره اخرى واتمنى لكم التوفيق ودوام الصحة والعافية كما ادعوا الله عز وجل ان ينصر الحق ويزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آحمد صبحي منصور

أهلا وسهلا ومرحبا

الله جل وعلا هو وحده عالم الغيب والشهادة ، وبالنسبة له فهو خالق الزمان والمكان . والزمان بالنسبة لنا هو الضلع الرابع لمادتنا ولكل مادة ، وأرجو أن ترجع الى بحث ليلة القدر لمزيد من التوضيح :

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5586

 

علم الله جل وعلا بنا محيط بنا ، فيما يخص الماضى و الحاضر والمستقبل .

إلا إن حديث رب العزة يأتى مناسبا لمدارك البشر حيث تعجز لغة البشر عن وصف مايخص ذات الله جل وعلا ، وفى بحث التأويل مزيد من التفصيل ، وأرجو أن ترجع اليه :

http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?page_id=3

 

 

لكن أعطى لك مثالا آخر ، هو قوله تعالى (  وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)( آل عمران 54 )( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ  ) ( الأعراف 99) (  وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ( الانفال 30) (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ  ) ( يونس 21 ) (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ   ) ( الرعد 42) (  وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) (النمل 50 : 51 ).

الله جل وعلا يستعمل الاسلوب الذى يفهمه البشر لكى تستطيع عقولهم فهم الفعل الالهى الذى تعجز لغة البشر عن وصفه بدقة .

من ناحية أخرى فإن علم الله جل وعلا المطلق بغيب المستقبل لنا لا يؤثر على اختياراتنا أو افعالنا . فهناك حتميات مكتوبة مقدرة سلفا لا سبيل للفرار منها ، وهى ما يخص الميلاد والموت والرزق والمصائب ، وليس البشر مسئولين عنها . وما عداها فالبشر احرار حرية مطلقة فى الحركة و التفكير و الايمان والكفر و الطاعة و المعصية ، وهم مساءلون عن مساحة الاختيار المعطاة لهم .

 

اجمالي القراءات 19964