ليست مصادفة أن تتزامن خناقات بلطجية الألتراس فى شوارع مصر مع شجارات كليبات الفتنة الطائفية على مواقع الإنترنت الفيديو كليبات الطائفية بها مطاوى قرن غزال من الصور الشامتة والعبارات المهينة تبقر بطن العقائد، وزجاجات بنزين ومولوتوف من الغل الطائفى والغيظ العقائدى تحرق أخضر ويابس المواطنة، فيديو كليب كاميليا المسيحية بالنقاب،
بعد أن قيل إنها أسلمت، يرد عليه بفيديو زينب التى رُ&de;ُوّج أنها تنصرت من خلال شات على النت مع ناهد متولى التى تنصرت قبلها، فيديو فتاة قنا التى أسلمت وتحولت من منال إلى إسلام، وتحاول فيه أن تدعو أهلها للإسلام مجرحة فى عقيدتها السابقة، ترد عليه منصة الصواريخ المضادة لمحمد حجازى الذى تنصر وتحول إلى بيشوى وتنصرت زوجته معه!!،
كل فريق يخرج لسانه للفريق الآخر ويغيظه باختطاف بنت من قبيلته أو شاب من عشيرته، يخرج من يقول إن الإنجيل محرف، يبارزه آخر فيقول إن هناك آيات قرآنية اختفت أو أضيفت، يستكمل شيخ جليل المعركة بعد أن حمى الوطيس فيقول إن أحمد وبشارة النبوة قد ألغيت من الإنجيل، فينتفض القسيس المحترم أنتم أيها المسلمون غزاة وضيوف ولا توجد أى بشارة من أى نوع!!
إلى أين نحن ذاهبون؟ هل نحن ذاهبون إلى جحيم الفتنة الطائفية ومذابح القتل باسم الدين؟ ما هذا الخبل الذى أصاب الشعب المصرى الذى ترك حاله ومحتاله ومشكلاته المزمنة وتفرغ للتبشير بالديانات، لم يبحث هذا الشعب ويسأل عن سبب بقائه بمسلميه ومسيحييه عالة على العالم فى الأكل والشرب والأدوية والصناعة، وحتى طقوسه الدينية التى يستوردها من البوذيين والكونفوشيسيين؟!، ما هذا الوسواس الدينى الذى تلبّس الجميع ومد سور الدين العظيم بالشكليات والطقوس لا بالجوهر والضمير حول كل شىء وسلوك فى الحياة حتى باتت الفتاوى هى مانيفستو المواطن،
وصارت الكنيسة وصار الجامع بديلاً عن الحزب والدستور والقانون والدولة؟! نحن فى قاع الدنيا وفى سلة قمامته من ناحية العلم والتقدم، وبرغم ذلك مشغولون بهذه الحرب القبلية السخيفة، نمارس الاستمناء الطائفى أمام شاشات النت والفضائيات!، متى نتوقف ونسأل أنفسنا بعض الأسئلة المنطقية، هل أفضلية الدين بزيادة عدد أفراده أم بقوة علم هؤلاء الأفراد وتأثيرهم فى مسار الحضارة؟
لماذا دخلت جوليا روبرتس الهندوسية فى هدوء ولم تصرخ وتجعجع وتخرج فى فيديو هوليودى تطنطن فيه بردتها عن المسيحية؟ الدين علاقة حميمة وخاصة جداً، فلماذا حوّلنا هذه العلاقة الهامسة لصراخ وأداة استفزاز وميكروفونات وغلق شوارع للصلاة، ودروس فقه فى مترو الأنفاق، وشعارات طائفية على زجاج السيارات،
وأشباح منقبة ملثمة تعكر الأمن وتلغى دور الرقابة الاجتماعية وتمسخ الهوية وتتسرطن فى نخاع المجتمع بدعوى التعفف، ومظاهرات تطالب باسترداد زوجة كاهن للكنيسة أو مظاهرات مضادة لإطلاق سراحها وإدخالها الجامع، ما كل هذا الزار الذى تعلو دقات دفوفه الصاخبة على صوت العقل والضمير؟
من يشاهد فيديو فتاة قنا على سبيل المثال بتصويره ومونتاجه وحرفية إخراجه ولهجة الفتاة الملقنة وتجاوز إعلان تغيير وترك الدين إلى تحقير الدين المتروك، ومن يشاهد الإيميلات المرسلة من بعض المواقع المسيحية التى تسخر من العقيدة الإسلامية، لابد أن يسأل نفسه من هم هؤلاء الذين يريدون إحراق هذا الوطن عن عمد وبكل إصرار وتحفز؟ من أين أتوا بهذا الدم البارد فيشاهدون خراب الوطن الذى يحتضر ويعشش فيه البوم والغربان، ويتفرغون للمساجلات الدينية والملاسنات العقائدية؟
صدقونى.. رعب أكبر من هذا سوف يجىء.