حظى هذا المقال بتعليقات شتى ، أشكر أصحابها ، وأبرزها هذا التعليق العاتب من أحد الأحبة الفضلاء ،أنقله بنصّه ، يقول :
كلام من طالب علم، انظر فيه ولا تأخذ إلابعدله |
سلام عليكم أستاذ منصور...
اسمَح لي أن أقدِّم لكَ مُلاحظة أودُّ أن تفكرفيها مليا؛ وتعرضها على حقائق كلام الله عزّ وجل فإن وَجدتها صوابا فاقبلها، وإلافاطرحها ولا ت&aaelig;لا تلتفت إليها!
لاحَظت أنَّك صَرفت جهدا كبيرا في الحديث عنالسلاطين والخلفاء والأمراء القدامى والمعاصرين، ونقبت في بطون كتب التاريخ ما تؤيدبه وجهة نظرك، واشتغلت بذكر الأمراض عموما وأطنبت فيها، وكل هذا أستاذنا بعيد عنالطّرح النوراني القرآني المتعالي عن هذه الغوغائية وذكر الأشخاص والجماعاتبأسمائِها؛اللهم إلا للتمثيل وأخذ العبرة؛ فلو اكتفيت بالبيان القرآني وزكَّيت مَنزكَّاه الله، وقبَّحت فِعل من قبَّحه الله تعالى لكان خيرا لكَوأقوَم.
وللأسَف فإنَّ مقالاتك هذه على حساب خدمة النَّصالقرآني وإظهار نُورِه للعالمين؛ فأنتَ عليم أنَّ القرآن مهجور مُغيَّب عن ساحةالفكر والعلوم المعاصرة في شتى مجالاتِها؛ فمَن يَخدُمه إن لم نَخدُمه نَحن؟ ومَنيفجِّر مكنوناته إن لم نُفجِّرها نَحن؟ ونحن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هُوخير!!
أنتَ تعلم أنَّ كلَّ الذين تنقُل عَنهم معاصيهموأمراضهم ينقصُهم شيء واحد؛ هُو نور القرآن وقوانينه الكبرى؛ أليس كذلك؟! فلماذا لاتختصر الطريق على نفسك، وتشفق على إخوانِكفتدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتصفح الصفح الجميل، وتعرض عن الجاهلين، وتسبحربك وتكون من الساجدين، وتعبد ربك حتى يأتيك اليقين كما كان منهج رسول ربالعالمين؟!
لماذا ندخل دوما في صراع تلو صراع، وتهكم تلوتهكم، ولمز تلو لَمز، ورد تلوَ رد، وندَّعي بعد ذلك ضيق الوَقت أمام خدمة المواضيعالقرآنية؛ كما اشتكيت في موضوعك السابق عن شياطين الإنس والجن؟!
إنَّ الوقت أضعناه بأيدينا على حساب توافِه(واعذرني على هذه الكلمة) وأمور هامشية لا تستحق أدنى التفاتة، وسوف نُحاسَب عليهعسيرا أمام الباري عزَّ وجل!
لا سُمِّيت (قُرآنيا) إن كانت أطروحاتي ومواضيعيلا تخدم أهداف القرآن، ولا تحقق مقاصده، ولا تتناول حقائقه بالتفصيل والبلاغالمبين، ولا تنبع من مشكاته السنيَّة الوضَّاءة!
اعذرني إن كُنت أغلظت في حقكم، وما ذاك إلا بُغيةالخير لَكم ولكل الإخوة الكرام، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلابالله عليه توكلت وإليه أنيب!
ابنكم نسيم من الجزائر |
)
وقد جاء تعليق فيه ردّ غير مباشر للاستاذ أحمد المندنى ، قال فيه :
العبر على مدى الزمن لا تزال لاتؤخذ للاسف |
استاذنا العزيز احمد منصور حفظكم الله...
من قصص القرآن من الطواغيت وعلى رأسهم فرعونثم من تبعهم من الخلفاء الضالين عبـر بليغة لم تستطيع الشعوب الاسلامية ان تنتفعمنها وتستعملها في اقامة العدل.
لللاسف فإن اول الضالين هم شيوخ الدين الذين يعول عليهم الشعب الساذج الهاجرلكتابه الامل في اصلاح هذا الدين , والآية البليغة {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُفَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54 واضحة , فكانتالمصلحة مشتركة في الفسق عن امر الله في شرعه بين هؤلاء.
وآية اخرى بليغة توضح فريقين متقابلين احدهما بولاية الله عز وجل والاخرى بقيادةالطاغوت وكل منهم يعمل لمنفعته الا ان الذين آمنوا هم الفائزون:-
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَالنُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَاخَالِدُونَ }البقرة257
وقصص التاريخ التي توردوها هنا استاذنا فيها من المتعة والعبر الكثير وانااشجعكم على طرحها من وقت لآخر من اجل هذا الهدف.
واقول انه للاسف فإننا لانجد اي من الطواغيت القديمة والحديثة من منع شعبه مناقامة مكارم الاخلاق ؟؟ الا اننا للاسف ايضا اصبحنا مثل امة اليهود متكلين علىالله في ان يغير لنا هذا الوضع قبل ان نبدأ نحن بإقامة دين وشرع الله فينا من مكارماخلاق ليكون نتيجته ان يخرج من صلبنا العالم الصالح مثلكم استاذنا ومن امثال مجتمعاهل القرآن هذا.
ان الطاغوت ان كان بشكل خليفة او سلطان او خلافه هدفه في الحياة ان يقيم جنتهالارضية ظنا منه انه سينقلب الى ربه بجنة اخرى وهذا ما يزينه له اعوانه من شياطينالانس الضالين {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّيلَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً }الكهف36
. والطاغوت هو الارباب كما يقال في الخليج يحلل ويحرم وعلى الجميع اتباع ذلك, فيستخف قومه بقوانينه المناقضة للشرع ليتبعه الفاسقون والمقهورون.
لا اظن ان هناك امل قوي قريب ولكن ليس لنا الا المتابعة والاصلاح بهدي اللهوكتابه العزيز
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}غافر14
{قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِأَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }الرعد36 |
وأقول الآتى :
1 ـ إننى نسيت التعليق على المبالغة فى نهم الخليفة سليمان بن عبد الملك ، فلا نتصور شخصا يلتهم كل تلك الكميات الواردة فى هذه الروايات ، ولكن أن المبالغة تقام على أصل صحيح ، فقد اشتهر سليمان بالافراط فى الطعام ، وتميز بهذا عن غيره من الخلفاء ، فبالغت الروايات فى الوصف . وكما يقول المثل المصرى ( مافيش دخان بلا رماد ). ونفس المبالغة حكيت عمن اشتهر بالافراط فى معاشرة الجوارى كالخليفة المتوكل ، فرووا أن كان له ثلاثة آلاف جارية ، وأنه باشرهن جنسيا جميعا . هى أيضا مبالغة ، ولكن لها أصلا فى حياة صاحبها .
2 ـ مع جزيل الشكر للاستاذ أحمد المندنى ، وأيضا للاستاذ نسيم ، أقول ردا على إبننا الفاضل نسيم :
2/ 1 : معظم هذه المقالات التاريخية سبق كتابتها فى الثمانينيات و التسعينيات ، ومعظمها تم نشره فى الصحف والمجلات والدوريات ، وبعضها لم ينشر ، ولا بد من نشرها من جديد على موقعنا ، مع بعض الاضافات ،أو التعليقات . أى إن هذه المقالات لا تستقطع جزءامن الوقت ، ولا تعطّل عن الاجتهاد فى البحث القرآنى .
2 / 2 : ثم أن هذه المقالات التاريخية تحقق هدفين : الأول ثقافى ومعرفى بإضافة معارف جديدة ـ غالبا ـ مستقاة من سطور التاريخ ، إما عن شخصيات مجهولة أو عن جوانب مجهولة فى شخصيات مشهورة . والثانى ، وهو الأهم ، هو الهدف الاصلاحى ، وهو ما يستحق التوضيح .
2 / 3 : شأن المصلح أن يكتب عن السلبيات مثل الطبيب المتخصص فى المرض . هناك نواحى ايجابيات كثيرة وهائلة فى تاريخ المسلمين ، والمكتوب عنها يفوقها كثرة ، سواء فى مقررات التعليم أو فى مسلسلات التليفزيون . وبسبب كثرتها وكثرة البلهاء الذين يكتبون فيها بلا علم فقد أصبح الأمر طحنا فى الهواء لا نزداد به إلا تخلفا وصداعا .
منهجنا أن نكتب عن السيئات حتى نتعلم من أخطاء الماضى ، خصوصا وأننا نكرر أخطاء الماضى ، بل يريد البعض أن يركب ظهورنا ليعود بنا الى ذلك الماضى ، وحجته أنه تاريخ مجيد ناصع البياض . لذا كان لا بد من توضيح الجانب السىء لنحدث نوعا من التوازن ، ولنقيم أسس الاصلاح فى العقلية العربية و المسلمة . ومن هنا فإن كتاباتنا التاريخية ليست للتسلية ـ مع إنها لا تخلو من طرافة ـ ولذلك لا بد من ربطها بالحاضر ، لنفضح الاستبداد و التطرف والفساد .
2 / 4 : ثم إن ما نفعله يتوازى ويؤكد البحوث القرآنية .
القرآن الكريم استخدم اسلوب القصص ليعظ وليصلح ، ولقد حذّر رب العزة مقدما البشر جميعا من عهد نزول القرآن الى نهاية العالم ، حذرهم من تكرار أخطاء السابقين ،أو بالتعبير القرآن المعجز : (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ) ، أى كرروا مثالب السابقين الذين تحدث رب العزة عن مساوئهم ، وعما حدث لهم من عقاب الاهى ، وهم فى تكرارهم لأفعال السابقين كأنهم سكنوا مساكنهم وتشبهوا بهم الى درجة مائة فى المائة .
المخاطب هنا هو نحن . و( نحن ) أى الذين جاءوا بعد نزول القرآن الكريم الى قيام الساعة ، لأن سياق الآية هو خطاب للظالمين الذين جاءوا بعد نزول القرآن ، وظلموا وعتوا واعتدوا ، وسيقال لهم يوم القيامة وهم تحت العذاب يجأرون يطلبون فرصة أخرى يصلحون أنفسهم ، يقول رب العزة : (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ) ( ابراهيم 44 : 45 )
وقوله تعالى لخاتم المرسلين (وَأَنذِرِ النَّاسَ ) يشمل كل داعية للاصلاح بالقرآن الكريم ، ولذا فنحن نرصد تاريخ الذين (ظلموا ) فى الماضى لننذر ولنعظ الذين (يظلمون ) فى العصر الراهن .
والله جل وعلا هو المستعان .